أنهت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، بالتنسيق مع مدينة شرم الشيخ استعداداتها النهائية لعقد مؤتمر "إفريقيا 2017"، الذي يعقد خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر الجاري، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضور عدد من رؤساء وحكومات ووزراء الدول الإفريقية وممثلين عن شركاء مصر في التنمية وشخصيات رفيعة المستوى من المصريين والأفارقة وجميع أنحاء العالم، وتنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بالتعاون مع الوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة الكوميسا.
وأعلن اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، في تصريحات صحفية، الطوارئ بكافة المديريات الخدمية ومنع الإجازات للعاملين استعدادًا لانطلاق المؤتمر، بجانب تشكيل غرف عمليات تعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة الموقف خلال فترة انعقاد المؤتمر.
ومن جانبه، أشار اللواء صبري الجمال، مدير أمن جنوب سيناء، إلى شن حملات تمشيطية للوديان والتجمعات البدوية لمنع تسلسل عناصر إرهابية، موضحًا أن مدينة شرم الشيخ مراقبة بـ700 كاميرا، لافتًا إلى تكثيف الأكمنة الثابتة والمتحركة في شتى أنحاء المدينة لتأمين الضيوف، بالإضافة إلى تمركز قوات الانتشار السريع في الشوارع.
وقال الدكتور خالد أبو هاشم، وكيل وزارة الصحة بمحافظة جنوب سيناء، إنه تم الدفع بـ60 سيارة إسعاف مجهزة على أعلى مستوى لتأمين المؤتمر، كما تضم قاعة المؤتمرات عيادة طبية ووحدة رعاية مركزة، بالإضافة إلى 4 سيارات إسعاف. وأضاف أنه تم إعداد غرفة لإدارة الأزمة والمتابعة بشرم الشيخ تعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة مجريات الأحداث ومتابعة كافة تحركات الإسعاف على مستوى المحافظة وإعداد تقارير دورية وإرسالها لفريق القيادة والتحكم.
وأكد اللواء مصطفى عابدين، مدير إدارة مرور جنوب سيناء، أنه تم تكثيف الحملات المرورية بمدينة شرم الشيخ لمنع تكدس المرور خلال فترة انعقاد المؤتمر بالإضافة إلى تكثيف الحملات لفحص القيادة تحت تأثير المخدر، بجانب دعم قطاع المرور بسيارتين للإغاثة السريعة والتدخل الفوري لإنقاذ مصابي حوادث الطرق السريعة التي سبق أن تكررت بطول الطريق الدولي للمحافظة.
ويعتبر مؤتمر "أفريقيا 2017"، من أهم الأحداث الدولية التى تفتح نوافذ الاستثمار والتعارف والتعاون بين أبناء القارة السمراء، حيث تشير الأرقام إلى أن حجم التبادل التجاري بين أبناء القارة ضعيف لا يرقى ولا يتناسب أبدا مع العلاقات بين مصر وأفريقيا، حيث بلغت الاستثمارات الأفريقية في مصر خلال عشرين عامًا 2.8 مليار دولار، وأن حجم الاستثمارات المصرية في أفريقيا تصل إلى 7.8 مليار دولار في مجالات البناء والتشييد والأدوية والأجهزة الكهربائية، ما يؤكد أن حجم النشاط الاقتصادي ضعيف.
وقالت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، إن المؤتمر يعد فرصة لدعم الاستثمار بين الدول الأفريقية، حيث يشارك فى المؤتمر 1500 مندوب و120 متحدثًا يمثلون نحو 80 دولة، موضحة أن المؤتمر يهدف إلى دعم تعزيز الاستثمار فى أفريقيا والحديث عن رواد الأعمال من شباب القارة، كما يتيح لقاءات بين ممثلى الشركات.
وذكرت الوزيرة، في تصريحات سابقة، أن مصر بوابة للاستثمار في القارة السمراء بسبب موقعها الجغرافي، موضحة أن المؤتمر سيشهد عرضا خاصا عن محور التنمية فى قناة السويس وكيف يمكن أن يفيد طرق التجارة من وإلى القارة السمراء.
وأكدت أن القيادة السياسية المصرية حريصة على تحقيق تعاون فعال بين الدول الأفريقية وتحقيق التنمية المستدامة بما ينعكس إيجابًا على حياة الشعوب الأفريقية، وهذا من خلال التعاون في جذب الاستثمار، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر يأتي استكمالا للنجاح الكبير الذي حققه منتدى "أفريقيا 2016" بشرم الشيخ العام الماضى والذي عقد تحت رعاية الرئيس وبحضوره وشارك فيه 1400 مشارك و6 رؤساء دول وتم خلاله عقد أكثر من 300 اجتماع بين القطاعين العام والخاص.
وأوضحت الوزيرة أن المؤتمر سيكون فرصة للقاء صانعي السياسات والمؤسسات التمويلية والمستثمرين من أفريقيا وكل دول العالم لتحفيز الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية، حيث تمثل مصر مصر بوابة استثمارية للقارة الأفريقية ويسهم المؤتمر في دعم وترويج الاستثمار بين العالم وأفريقيا من خلال مصر.
وذكرت الوزيرة أن مصر تؤكد دورها الأفريقي من خلال استضافة مؤتمر "أفريقيا 2017" والذي يعد أكبر التجمعات الاستثمارية بدول القارة لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة، مما يسهم في تحقيق نمو مستدام وشامل من شأنه أن يوفر ملايين من فرص العمل لأبناء القارة الأفريقية باستغلال ثرواتها الطبيعية وعمل مشروعات كبرى تقوم على استغلال هذه الثروات، وهذا من شأنه أن يرفع مستوى معيشة مواطني القارة ويحسن من دخولهم ويقضى على مشكلات الفقر والهجرة بحثًا عن فرص العمل.
وأشارت إلى أن المؤتمر يتضمن عقد جلسات للمشروعات القومية والفرص الاستثمارية المتاحة في مصر إضافة إلى تنظيم منتدى رواد الأعمال والشركات سريعة النمو في القارة الأفريقية وجلسات استماع لرواد الأعمال ولمناقشة التحديات المشتركة التي تواجهها الشركات الناشئة بما في ذلك التمويل وفتح أسواق جديدة ومهارات القيادة وتقديم الأفكار للمستثمرين، كما سيتيح المؤتمر الفرصة لإقامة شراكات بين رواد الأعمال والشركات ومؤسسات التمويل المشاركة.
وأوضحت الوزيرة أن المؤتمر يشمل أيضًا العديد من الجلسات العامة لمناقشة مختلف المواضيع الحيوية بما في ذلك المناطق الاقتصادية الخاصة والمدن والتنمية الحضرية، والطاقة الجديدة ومستقبل توليد الطاقة وتوزيعها والاستثمار طويل المدي وإصلاحات بيئية الأعمال والتجارة والاستثمار عبر الحدود وخاصة بين الدول الأفريقية الفرص الاستثمارية المتاحة في القارة وقصص نجاح السيدات الأفارقة في مجال الأعمال التجارية والاستثمار وسیتم تغطیة العدید من القطاعات ذات الأھمیة الاستراتیجیة والموضوعات الشاملة.