أعلنت وزارة الداخلية، منتصف شهر أبريل الماضي، عن تورط خلية إرهابية تضم قرابة 15 شخصًا من أبناء محافظة قنا، في تفجيرات كنائس طنطا والإسكندرية، أبرزهم الإرهابي عمرو سعد، هذا الإعلان، كان بمثابة الصدمة لأهالي المحافظة، خاصةً إنهم جميعًا يقيمون في قري مختلفة بمحافظة قنا، وكانوا يسيطرون علي العديد من المساجد في تلك القري، إلا أن مديرية الأوقاف بمحافظة قنا، عقب ظهور الخلية الإرهابية منذ قرابة 8 أشهر لم تحاول تصحيح المسار لمحاربة الأفكار التطرفية بالمحافظة الي جانب المنطقة الأزهرية التابعة لمؤسسة الأزهر الشريف.
قوافل:
من جانبه قال الشيخ محمد الطراوي، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة قنا، إن مديرية الأوقاف بمحافظة قنا تحارب أفكار التطرف بالقوافل الدعوية التى ترسلها للمساجد المختلفة بمدن ومراكز المحافظة.
وتابع وكيل الوزارة في حديثه لـ"أهل مصر": "القوافل الدعوية، تتحدث عن الإسلام الوسطي، لكنها تكون داخل المساجد فقط بمختلف أنحاء محافظة قنا، وذلك بإرسال آئمة مساجد يتحدثون عن الدين الوسطي".
وأضاف الطراوي: "المديرية تتابع آئمة الأوقاف بشكل دوري ومتكرر، فضلًا عن متابعة خطب الجمعة التى يؤديها أئمة المساجد أسبوعيًا بالمساجد".
وبالنسبة للأنشطة.. أشار الدكتور صبري خالد، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة قنا، إن مديرية التعليم، تحاول محاربة الأفكار التطرفية منذ الإعلان عن الخلية الإرهابية بمحافظة قنا، وذلك خلال الأنشطة الصيفية والشتوية التى تقيمها المدارس بمدن ومراكز المحافظة، قائلًا: "تم توجيه تعليمات مباشرة وواضحة بالتركيز على مناهضة الفكر المتطرف بنوادي العلوم والمراكز الاستكشافية لتنمية مهارات الطلاب والطالبات وذلك من أجل محاربة التطرف والإرهاب".
الأزهر:
وبحسب مصادر في منطقة قنا الأزهرية، فإن الأزهر الشريف ينظم قوافل دعوية للتحذير من الأفكار المتطرفة في المعاهد الأزهرية فقط بالمحافظة، حيث يستمع طلابه فقط لتلك القوافل، فضلًا عن إنشاء إدارات للفتوي الدينية بمدن ومراكز المحافظة المختلفة.
مطالب
أكد محمود الهمامي، أحد أهالي محافظة قنا، على أن مؤسسات الدولة تختزل محاربة الأفكار التطرفية في المساجد فقط، حيث تختزل في الخطابة، فضلًا عن ان القوافل الدعوية التى تتحدث عن محاربة الإرهاب ونبذ العنف تخزل تواجدها في المساجد فقط.
وتابع الهمامي: "لابد من أن تجتمع تلك القوافل الدعوية التى تنظمها وزارة الأوقاف، في دواوين العائلات وقصور الثقافة، وذلك من أجل تجفيف أي منابع للأفكار المتشددة بالمحافظة".
باحث: الأمية والأئمة سبب التشدد:
ذكر الدكتور أحمد رمضان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والأفكار المتطرفة، أن الأمية تعد أحد وأهم الأسباب في التطرف والتشدد الديني منذ سنوات طويلة.
وأورد الباحث في سياق تصريحاته، أن آئمة المساجد خاصةً في محافظات الصعيد، أغلبهم لم يتم تدريبهم علي كيفية الخطابة في المساجد، وايضًا عدم العمل بشكل جاد علي محاربة الأفكار المتطرفة والتشدد الديني ونبذ العنف، فضلًا علي عدم التعامل الامني اللائق مع الملتزمين دينيًا.