حكايات تنشر لأول مرة عن "الدلوعة الزاهدة".. شادية.. بعد انتهائها من "الليلة المحمدية" قالت لمساعدها: خلاص يا جمال أنا مش هاغنى وامثل تاني

بعد انتهائها من أغنية " الليلة المحمدية " قام بتوصيلها لباب منزلها بالجيزة الماكيير الكبير جمال إمام وهو فى وداعها قالت له: خلاص يا جمال الحكاية خلصت فرد إمام: يعنى ايه يا مدام مش فاهم فقالت شادية: مش هاغنى ولا هامثل تانى لأن مبقاش فى العمر كتير و(أنا عايزة اقعد مع ربنا شوية).. كان هذا هو المشهد الأخير لوجود نجمتنا الكبيرة فى دائرة الضوء كما سرده لنا الماكيير القدير الخاص بها جمال الامام الذى انصرف مذهولا من هول الخبر الذى نزل على رأسه كالصاعقة، فكيف للمصريين والعرب أن يصبحوا دون شادية وهى "الدلوعة" و"معبودة الجماهير"، ولكنها كانت قد اختارت الابتعاد وحسمت الأمر واختفت حتى رحيلها منذ أيام قليلة بعد أن زهدت كل شىء واختارت طريقا آخر ترتشف وحدها من رحيق متعته مع خالقها.

وكشف جمال الامام الذى وافته المنية قبل اسابيع من وفاة شادية أنه كان ملاصقا لها سينمائيا فى عدد كبير من الأفلام ولكنه عرفها عن قرب فى كواليس المسرحية الوحيدة التى قامت ببطولتها وهى "ريا وسكينة "، حيث كانت ودودة وعطوفة وسخية للغاية مع كل البسطاء، بدءا من سايس الجراج وحتى عمال النظافة والبوفيه وكان هناك بعض البسطاء يأتون لها يوميا ليحصلوا على ما فيه النصيب من اموال او ملابس أو حتى اطعمة جاهزة أو أخرى قامت بطهيها بنفسها، ويشير "إمام" الى أنه عمل مع كل نجوم مصر الكبار والشباب ولكنه اعتبر شادية امرأة أتت للأرض قادمة من الجنة .

شادية، رحمها الله، كانت قبل وفاتها بنحو اربع سنوات قد انتقلت من شقتها الشهيرة بالجيزة إلى منطقة الدقى لتقيم فى منزل ابن شقيقها خالد شاكر حيث كانت ترعاها الأسرة كلها بعد أن تدهورت حالتها الصحية إثر سقوطها فى منزلها على الأرض لتصاب بكسر فى ساقها فأصر ابن شقيقها على رعايتها عن قرب فى منزله.

بعد فترة اعتذرت عن عدم تكريمها بعد ان قام بدعوتها رئيس الجمهورية السابق المستشار عدلى منصور وكان الوسيط فى تلك المكالمة الاذاعى الكبير إمام عمر الذى حكى لمحرر السطور، عن تفاصيل تلك المكالمة، وأنه تم تكليفه بالذهاب إلى منزل خالد شاكر ابن شقيق شادية بالدقى وذلك لاقناعها واسرتها لتكريمها وحضورها حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وتكريمها بشكل اسطورى، وبالتنسيق مع رئاسة الجمهورية جاء صوت المستشار عدلى منصور على هاتف امام عمر الذى كان قد قام بتمهيد الأمر لشادية ثم منحها الهاتف المحمول لتتحدث لرئيس الجمهورية وجاء رد شادية "أنا باشكر حضرتك اوى وانكم فاكرينى انتوا الخير والبركة انا معاكو بقلبى بس الحقيقة أنا مش هاقدر والبركة فيكم".

ويقول الإعلامى فهمى عمر، إن زيارته تلك لشادية احزنته للغاية لفشله فى مهمته ولشعوره بان النجمة الراحلة كانت قد تخلط بينه وبين اشخاص اخرين بنسيان شديد اشبه، على حد وصفه، إلى خطوات أولى نحو مرض الزهايمر بدأت تعانى منه الراحلة شادية.

رفض شادية لهذا التكريم من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كان الأخير وكان قد سبقه مرة عام 1994 ووقتها لم ترد على ادارة المهرجان بالقبول أو الرفض بل سارعت وهاتفت شيخها الامام الشعراوى لمعرفة رأيه فى قبول أو رفض التكريم، سمع الشيخ الشعراوى كلام شادية فى الهاتف ورد بجملة واحدة «لا تعكرى صفاء الحليب الأبيض» وكانت رسالته ورأيه واضحان للغاية فاعتذرت عنه فورا.

كانت شادية قد اقتنعت ووافقت على تقديم مسلسل يحكى قصة حياتها قام بكتابته الزميل الصحفى ماهر زهدى ولكنها تراجعت بعد أن اوعز لها البعض بان المسلسل سيسىء لها فتغير موقفها ورفضت وبعد ان كان المؤلف باع المسلسل فوجئ بمكالمة من نقيب الممثلين وقتها قبل خمس سنوات الدكتور اشرف زكى اقنعه خلالها بالتراجع عن فكرة تقديم المسلسل وبالفعل قام المؤلف والصحفى ماهر زهدى بعد ان اقنعه النقيب بأنه لا يجب أن تغضب شادية ابدا فاستجاب زهدى ورد مقدم العقد للشركة المنتجة وذلك تقديرا لشادية، رحمها الله.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً