اعلان

قمة القدس بإسطنبول.. مشاركة 16 زعيماً.. فهل فشلت القمة.. أم صنعت التاريخ؟

كتب : سها صلاح

انطلقت بتركيا اليوم قمة منظمة التعاون الإسلامي، التي دعت إليها تركيا لبحث إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة إسرائيل.

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين لتغيير ما حدث، مؤكدًا أن إسرائيل دولة احتلال وإرهاب، وأن القرار الأمريكي بأعتبار القدس عاصمة لـ"إسرائيل".

-اجتماع تمهيدي للقمة

وقبيل انطلاق الجلسة الافتتاحية للقمة، عقد وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي اجتماعا تمهيديا للقمة.

وقال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" في كلمته، إن على المجتمع الدولي الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية،وتعهد "أوغلو" بأن تصدر القمة رسالة قوية بشأن القدس،وقال إنه لا يمكن الصمت عن الظلم الذي تمارسه "إسرائيل" ضد الفلسطينيين.

وأضاف "أوغلو" أن "بعض الدول العربية أبدت رد فعل ضعيفا للغاية، يبدو أن بعض الدول تخشى الولايات المتحدة بشدة".

واعتبر أن "الرئيس الأمريكي جرح الضمير الإنساني باعترافه بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وأن الخطوة الأمريكية هذه، تهدف إلى شرعنة محاولات "إسرائيل" لاحتلال القدس"،وأكد أنهم لن يسمحوا لأحد بالمساس بقدسية مدينة القدس وبوضعها التاريخي.

وتبني القيادة الفلسطينية آمالا على أن تخرج قمة إسطنبول بإجراءات تقود إلى إقناع الإدارة الأمريكية بالعدول عن قرارها، والالتزام بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية جزءاً أصيلاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمة لدولة فلسطين التي ترسمها مفاوضات الحل الدائم مع "إسرائيل".

-غياب قادة "دول المقاطعة" عن القمة

وشارك في القمة ممثلون لـ48 من الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بينهم 16 من القادة، ويغيب عنها قادة دول في مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين في حين يحضرها بصفة ضيف الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو".

وكان قد وصل امس إلى إسطنبول، وأمير الكويت الشيخ "صباح الأحمد الصباح"، كما وصل الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" الذي التقى الرئيس التركي، ووصل أيضا الرئيس الإيراني "حسن روحاني"، في حين توجه ملك الأردن "عبدالله الثاني" إلى تركيا بعد محادثاته في العاصمة السعودية الرياض مع الملك "سلمان" وولي عهده الأمير "محمد بن سلمان".

كما وصل إسطنبول أيضا الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ورئيس أذربيجان "إلهام علييف"، والرئيس الصومالي "محمد عبدالله فرماجو" ورئيس الوزراء الطاجيكي قاهر رسول زادة والقبرصي مصطفى أقينيجي ونائبة الرئيس الغامبي آية فاطمة.

هل فشلت القمة؟

حتى الآن ، لا يزال الغموض هو سيد الموقف بشأن طبيعة موقف القمة الإسلامية من قرار ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة ، ولم يخرج من تركيا ، سوى انتقادات لضعف الموقف العربي من قرار ترامب، وإرجاع ذلك إلى الرعب من واشنطن،وكذلك تصريح قوى من مصر قبيل هذه القمة بضرورة صدور موقف اسلامي قوي.

تحتم تداعيات قرار ترامب حتى الآن الخيارين المتزامن معاً ، فالشارع في فلسطين يغلي ، والشهداء تتساقط بعد قرار ترامب ، وينتقل ذلك ارتدادا الى الشوارع العربية تباعا ، ما لم تكن القمة الإسلامية في مستوى الحدث.

وهنا نجد المقاربة البرجماتية تتجلى فيما قدمه معالي يوسف بن علوي الوزير المسئول عن الشئون الخارجية في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب مؤخرًا ، من رؤية مختلفة تماماً عما اعتاد عليه الفكر السياسي العربي الراهن اثناء الاحداث التي تعصف بالمنطقة ، كقرار ترامب بشأن القدس ، رؤية قد بدأت لنا مختلفة قبل ان يستنطقها معاليه اثناء حديثه الارتجالي في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب.

فملامحه ، بدأت عليه التأثير بالخطابات الديماجوجية التي سبقته من نظرائه في الجلسة الطارئة ، والتي قال عنها صراحة " اؤيد خطاباتكم ، ولكنها غير كافية " ويبدو أنها كانت خطابات جماهيرية ،ذات الصفة الديماجوجية لا تنتج انتصار للجماهير التي خرجت للشوارع أو تلك التي على استعداد أن تضحي بحياتها من أجل القدس.

من هنا ، دعا معاليه نظرائه الى اتخاذ قرارات " تسعد الاشقاء المتظاهرين في فلسطين" كاشفا مقترح فلسطينية القدس الشرقية ، كصيرورة عربية ، مقابل صيرورة ترامب ، داعيا كذاك الى قناع الدول التي لديها سفارات في الدولة الفلسطينية إلى نقلها إلى القدس الشرقية ،وهذا الاقتراح يحمل الصفة العقلانية لمواجهة قرار ترامب ، كحل لمعضلة القدس ، أي الثنائية المشتركة للقدس بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وقالت صحيفة الزمان التركية لا مجال للقمة الإسلامية ، سوى أن تكون في مستوى الاحتقانات التي فجرها قرار ترامب ، وعليها ان تتخذ موقفاً قويًا نصرة للقدس تناغمًا مع الاحتقانات الجماهيرية قبل ان تنتقل الى الطور الثاني من حالة غضبها ضد امريكا والكيان الصهيوني، بعد ان نأت اوربا بنفسها عن قرار ترامب ،وتنصلت عنه علانية ،وهذا الموقف الأوروبي، بل والعالمي المعارض لقرار ترامب ، ينبغي أن يحرر المتخوفين من رعبهم من ترامب، ويتصالحوا مع شعوبهم ، خاصة وان المقاربات الايديولوجية والسياسية التي كانت تثير عوامل الخلاف والتوتر في المنطقة ، قد وحدتها قضية القدس.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً