تشكلت في الشرق الاوسط تنظيمات مسلحة خلال العقود الأخيرة، حملت أسماؤها كلمة فلسطين أو القدس أو نصرة لقضايا المسلمين التي تمثل قضية القدس ركنًا أساسيًا فيها، ولكن هذه الكيانات بعدت عما تحمله أسماؤها؛ فمنها من انشغل بتمكين الشيعة في سوريا والعراق، وأخرى أصبحت قبوًا لتعذيب المعارضين لهم من الفلسطينيين أنفسهم، وثالثة عبرت عن تحالف عسكري.
وحتى بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القدس عاصمة إسرائيل، لم تتحرك تلك الكيانات ساكنًا، ولم تنتفض بما يتماشى مع الحدث ويلائم الأسماء التي تحملها.
-فيلق القدس
خلال الحرب العراقية الإيرانية أسس الحرس الثوري الإيراني ما يُسمى بـ"فيلق القدس"، الذي يضم تشكيلات عسكرية ترتبط مهامه بالعمليات العسكرية والاستخباراتية الخارجية خارج الحدود الإيرانية.
ومع أن أسمه يحمل اسم القدس ، إلا أن عملياته العسكرية لم توجه ضد الإسرائيليين في فلسطين والأراضي المحتلة، لكنها توجهت ضد أفغانستان وسوريا والعراق، وفقاً لصحيفة واشنطن تايمز.
وعقب2011، بدأت تحركات فيلق القدس تتخذ اتجاهاً أخر مذهبياً شيعة ضد سنة في الدول العربية بعيدًا عن قضية فلسطين والقدس.
ونظرًا لتبعية هذا الفيلق للحرس الثوري الإيراني، فإنه يعمل تحت مسؤولية علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وتحت قيادة مباشرة للفريق قاسم سليماني، الذي يعمل قائدًا للفيلق منذ عام 1998.
أما المعلومات المعلنة عن الفيلق، فيُحيط بها جانب من السرية، فعلى سبيل المثال: ميزانية الفيلق سرية، ولا تخضع لرقابة البرلمان الإيراني، كما أن عدد عناصره غير معروف، بالرغم من أن بعض التقديرات تحدد قوامه بـ 100 ألف عسكري.
-"فرع فلسطين 235"
لم نكن نستطيع النوم ولا الراحة، بسبب أصوات التعذيب وصراخ المساجين، وكنا نستطيع أن نميز من قتل تحت التعذيب ومن بقي على قيد الحياة، فعندما يقتل أحد الرجال تحت التعذيب كنا نسمع صراخ المحقق قائلًا: "تعال خود هالكلب وزتو بالممر"، حيث تتراوح أعداد القتلى يوميًا ما بين 10 لـ15 قتيلًا، نقلت الصحيفة هذا عن إحدي السجينات السوريات في أحد السجون التي لا تتبع سجون إسرائيل، وإنما في سجن "فلسطين 235"، أحد أفرع المخابرات العسكرية التي يمتلكها النظام السوري.
واشتهر الفرع الواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق، وبه ثلاثة طوابق تحت الأرض، بأساليب التعذيب المختلفة للمعتقلين والمعتقلات، والتي تتضمن التحرش الجنسي والاغتصاب، والتعذيب بالصعق الكهربائي، والمنع من النوم، ذلك بالإضافة إلى شدة التكدس والازدحام، وسوء التغذية والعلاج.