لا زال مسلسل نقص الأدوية بالصيدليات عرضا مُستمرا، مواطنون يتجولون كل يومِ على الصيدليات بجسدِ أنهكه المرض، على أمل بأن يجدوا من يُسكن آلامهم، فيما يقف الأطباء مقيدي الأيدي عاجزين عن تقديم شئ أمام تلك الكارثة التى تعدت السنوات.
تحاورت "أهل مصر" مع بعض المرضى لرصد مُعاناتهم فى نقص الأدوية، تقول سها طارق، والذى يعانى والدها مريض "الروماتيزم" منذ خمس سنوات، بصوتِ يغالبة الحُزن: "كل ما أروح صيدلية أسال ابقى متوقعة الرد مش موجود".
سها بحثت فى شوارع القاهرة عن حقنة البنسلين للتخفيف من أوجاع والدها، تطأ بقدميها جميع الصيدليات لتجد الرد واحد "غير موجود"، فلم تفقد الأمل تتواصل مع أقاربها فى محافظات أخرى على أملِ أن تجد له ولكن إن وُجدت العلاج مرة لا تجده لعشرات المرات بعدها.
أما عن "الحاجة إحسان"، كان لغياب الدواء دمارا لأسرتها، فخرج زوجها على المعاش، وكان يعاني منذ عدة سنواتِ طويلة آلام فى القلب وحُمى روماتزمية مزمنة، أرهقها البحث عن علاجه والتى تقول بات مستحيلًا.
وأردفت: "الدكتور قال لزوجي لو ماخدتش الحُقنة كمان 3 أسابيع هيكون فى خطورة على حياتة".
واستكملت وهى تستجمع قواها لتُكمل الكارثة التى وقعت به: "مات بعد شهر لما رجلي دابت من اللف بشارع شارع، وحارة حارة على الدوا، ولما لقينا الحقنة عن طريق ناس بيبعوا بالسوق السودا كانت بـ400 جنيه ملحقتش أجمع الفلوس، وحالتة الصحية اتدهورت وتوفى من كام شهر".
ولم يختلف حال "سعاد مالك" عن "الحاجة إحسان"، تقول: "مبقدرش أشوف ابني بيتكلم ومعملش ليه حاجة، الديون عليا كترت من كُتر ما بستلف عشان أكمل على اللي معايا وأجيبهاله، لأني مش بلاقي الدوا غير في السوق السودا".