عُرف ببساطته حيث استطاع أن يخطف عقول المستمعين قبل قلوب المشاهدين، بمثاليته، وأداؤه البسيط، تعرف عليه الجمهور في سن متأخر من عمره، بعد أن قضى أعوامًا خلف كاميرات التليفزيون وميكروفونات الإذاعة، مكتفيًا بصوت حنجرته، حتي قرر الظهور بجسده ليُفاجئ الجميع بأدائه المتميز في أدواره الصغيرة التي شارك بها، وعلى رأسها «عم مجاهد» في فيلم «الكيت كات».
رحل الفنان أحمد سامي عبدالله، في صمت بعيدًا عن الأضواء، في 12 ديسمبر 2011 عن عمر يناهز 81 عاماً بعد حياة فنية حافلة بكثير من الأعمال، بعد أن عاش حياته الفنية مكتفيًا بأدوار «الراجل الطيب»، دون التوغل في تفاصيل وصراعات هذا المجال.
ومع حلول الذكرى الـ 5 لرحيله نرصد في هذا التقرير أبرز المعلومات عن “عم مجاهد”.
1- اسمه أحمد سامي عبد الله، ولد في 16 أغسطس عام 1930، بمحافظة الشرقية.
2- كان يحلم دوما بأن يكون أحد أفراد الإذاعة المصرية، فبنهاية خمسينيات القرن الماضي اقتحم «سامي» المجال الإذاعي، بتقديمه فقرة «ذكريات الغرفة 117» فى برنامج «حول الأسرة البيضاء» للمذيعة سامية صادق، وذلك بعد تعرفه على الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان، وعمل معه في برنامجه الشهير “بابا شارو”.
3- في عام 1960، وهو عام افتتاح التليفزيون، انتقل “عم مجاهد” للعمل فيه كمخرج لبرامج الأطفال، ولأن هذا كان شغفه، استمر يتدرج في وظيفته إلى أن وصل إلى منصب مدير عام برامج الأطفال.
4- قدم مع الإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم، البرامج التي ظهرت فيها شخصيات بقلظ ودبدوب وأرنوب، كما قدم برامج أخري متميزة مع سامية شرابي وفريال صالح وبابا ماجد.
5- خبرته الإذاعية أهلته للمشاركة بصوته في مسلسل «بوجي وطمطم» فيما بعد، كما كتب عددا من مسلسلات الأطفال.
6- فترة أواخر السبعينات كانت بداية “عم مجاهد” في السينما، إذ شارك في عدد من الأفلام أهمها: الكيت كات، المولد، الساحر، إنذار بالطاعة، وحسن ومرقص وغيرهم.
7- اقتحم الدراما التلفزيونية وظهر في عدد كبير من المسلسلات ومنها: أين قلبي، زيزينيا، الوتد، عباس الأبيض في اليوم الأسود، وعايزة أتجوز.
8- كان له 4 أبناء، وهم ماجد، ومحمد، ومي، ومنال، عاش «سامي» حياته في ميدان المساحة بحي الدقي، قبل أن ينتقل إلى مدينة 6 أكتوبر في أواخر أيامه.
9- حصره في أدوار الرجل العجوز الطيب، أمر لم يحبه “سامي”، حتى أنه عاتب صناع الدراما عليه، وقال في لقاء صحفي مع جريدة الأهرام: “”يمكن عشان أنا مطيع جدا مع المخرجين ولا أعترض على شيء، وبعدين كل حاجة نصيب وأرزاق وكله بتاع ربنا، وأعتقد أنني متميز عن غيري من الممثلين سواء بسبب سني أو طريقتي في الأداء، كمان مابقاش فيه عواجيز غيري، عشان كده باحس أن الدور اللي باعمله ماينفعش حد تاني يمثله”.
10- نهاية “عم مجاهد” كانت مأساوية، إذ ترك منطقة الدقي،وذهب للعيش مع أبنائه في مدينة 6 أكتوبر، حيث تعرض لعدة أزمات صحية، وكانت تتحمل الأسرة تكاليف العلاج، ولكن في المرة الأخيرة ارتفعت فاتورة العلاج، ولم تستطع أسرته سدادها، إذ وصلت إلى 30 ألف جنيه، واتصلت أسرته بنقيب المهن التمثيلية وقتها، الفنان أشرف عبد الغفور، واكتفى بالرد: “أنا متابع الحالة”، لكنه لم يحرك ساكنا.
11- قبل وفاته أوصى «سامي» بإقامة العزاء بمسجد «السيد موسى» بالدقي.
12- في 12 ديسمبر 2011 رحل الفنان أحمد سامي، ولم يحضر جنازته أي من الفنانين، والذين اكتفوا بإرسال برقيات عزاء لأبنائه: ماجد، محمد، مي، ومنال، ومن جانبه، صرح وقتها نقيب الممثلين بأن أبنائه لم يعلنوا خبر وفاته إلا بعد دفنه بيومين.