"لك الله يا فلسطين".. المقدسيون بين "المستعربين" والاحتلال.. "المرتزقة" سلاح الصهاينة لوأد الانتفاضة.. روايات مرعبة عن فرق "الموت الخفية"

كتب : سها صلاح

ملثمون بالكوفية الفلسطينية، وبلباس فلسطيني، يرشقون القوات "الإسرائيلية" بالحجارة، يحفزون الشبان على التقدم، وإشعال المواجهة، وعند وقوع فريستهم في موقع مدروس، يشهرون سلاحهم، يطلقون النار علي الفلسطينين.

لم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها وجههم القبيح خلال انتفاضة الشباب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، إنهم "المستعربون" أداه الاحتلال لاصطياد الثائرين في الأرض القدس المحتلة.

صدم الفلسطينيون خلال الأحداث بقيام مجموعة من المستعربين في منطقة المواجهات بالضفة الغربية والقدس، باعتقال عدد من الشبان المتظاهرين الرافضين إجراءات الاحتلال بعد اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "القدس عاصمة إسرائيل" ويطلق عليهم الفلسطينيون بأنهم "وحدة المستعربين"، في جيش الاحتلال.

ومؤخرا، اقتحم 21 فردا من المستعربين، مستشفى الخليل الأهلي، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وقتلوا شابا واعتقلوا آخرا، بحسب وزارة الصحفة الفلسطينية. 

-وحدات المستعربين

تعبر فرق المستعربين أحد أسلحة الجيش والشرطة لتفريق المظاهرات في الضفة الغربية المحتلة وفي الداخل الفلسطيني ولملاحقة المتظاهرين.وفي محاولة لتفادي الوقوع في شبكة المستعربين، عادةً ما يحرص المتظاهرون على ارتداء ملابس فاتحة لأن المستعربين يرتدون دومًا ملابس فضفاضة غامقة اللون في محاولة لإخفاء المسدس تحت ملابسهم، فلا يستطيع المستعرب، مثلًا، إدخال بلوزته إلى البنطال، لأن ذلك سيتسبب بكشف المسدس؛ لذلك يوصى المتظاهرين دومًا بإدخال بلوزتهم داخل البنطال.وهناك العديد من فرق المستعربين، الذي تخصص الدولة، بجيشها وشرطتها، ميزانيات ضخمة لها، أبرزهم:-وحدة دوفدوفان: 

تعتبر من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي وتتبع سلاح المشاة، وأبرز مهماهها تنفيذ الاعتقالات الخطيرة في قلب البلدات الفلسطينية.-وحدة يماس: 

وحدة المستعربين التابعة لقوات حرس الحدود.-وحدة متسادا: 

وهي الوحدة التابعة لمصلحة السجون، حيث ينتشر التابعون لها داخل السجون بين الأسرى، محاولين الإيقاع بهم، حيث يتصرف أعضاؤها كأنهم أسرىً أمنيين يرفضون الاعتراف بإسرائيل لسحب الاعترافات.-وحدة جدعونيم: 

هي وحدة المستعربين المعنية بالمتظاهرين داخل الخط الأخضر، حيث تتبع مباشرة لجهازي الشرطة والشاباك، وتوصف بأنها "وحدة النخبة" بين وحدات المستعربين، بسبب أنتشارهم الدائم في المدن العربية، دون أن يعرفهم أحد، ما يعني أنهم يتقنون العربية بشكل جيّد جدًا، وعادةً ما يقومون بإطلاق النار فورًا على المشتبه بهم، خصوصًا في مناطق المواجهات المتصاعدة، كالقدس، التي ينتشر التابعون للوحدة في كافة أحيائها تقريبًا؛ وبرز دورهم موخرًا في قتل عدد كبير من الشبان.وخطورة هذه الوحدات تكمن بإجادتها للغة العربية ووفق لهجات أهل المنطقة، وبذلك بإمكانها التسلل والقتل والاختطاف وزرع العبوات والاجهزة الالكترونية التجسسية في مناطق مختلفة، وقد ساهم بعض العملاء العرب بتطوير عمل هذه الوحدات. -نشأة المستعربين

هم وحدة منتخبة من جيش الاحتلال يقوم بتدريبها، على نمط الحياة الفلسطينية بكل تفاصيلها، ويتقنون اللغة العربية ولهجات محلية، وتضم أحياناً القليل من العرب الذين يرغبون بالعمل مع الاحتلال مثل "الدروز".وكان المستعربون من الوحدات المقاتلة في البلماح وهو الجيش اليهودي الذي عمل في فلسطين، قبل إعلان قيام إسرائيل، في السنوات 1941-1948 وبعد ذلك أصبحوا وحدة، في الاستخبارات الإسرائيلية باسم "خدمة استخبارات 18" حتى عام 1950"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.-دور المستعربين في انتفاضة القدس

تقول صحيفة الديلي ميل البريطانية أنه منذ انطلاق انتفاضة القدس بعد إعلان ترامب أن القدس عاصمة للاحتلال، عاد المستعربون علي الساحة مرة أخري لملاحقة واعتقال المتظاهرين.وقد شاركت قوة "المستعربين" التابعة للشرطة الصهيونية، في قمع التظاهرات، وذلك عبر التنكر بشكل شبان عرب ملثمين بالكوفية، يشاركون في المظاهرات مع الشبان لاختطافهم؛ حيث اعتقلوا عددًا من المتظاهرين اليوم في رام الله والبيرة وبقية مناطق الضفة.-روايات من فلسطينيين عانوا من ويلات "المستعربين"

يزال الشاب محمد زيادة من قرية بيتللو غرب رام الله، يتلقى علاجًا من شلل نصفي أصيب به قبل عامين،وفقاً لموقع رام الله الإخباري.وخضع محمد لجلسات علاج من الشلل النصفي، الذي تسببت به رصاصة أطلقتها وحدات المستعربين التابعة لجيش الاحتلال عليه.محمد واحد من ضحايا كثيرة ، وقعوا في فخ "المستعربين"، حدث ذلك بينما كان متواجدًا عند مدخل مدينة البيرة الشمالي، خلال مواجهات وقعت في ذلك اليوم.حينها اندس "مستعربون" بين الشبان وهاجموهم، ووجدوا محمد إلى جانب شابين آخرين فريسة لهم، حيث انقضوا على محمد، وباشروا بضربه بآلات حادة على رأسه، ومن ثم أطلقوا عليه رصاصة، أدت لإصابته بشلل نصفي، وخلقت لديه مشاكل أخرى في النطق والإدراك، استدعت إجراء عمليات جراحية لإنقاذ حياته.اليوم، تكرر المشهد في ذات المكان، حيث اشتدت المواجهات بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين غاضبين على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة، انقض المستعربون على الشبان وتمكنوا من ثلاثة منهم. كان المستعربون ملثمين بكوفيات فلسطينية، وأبرحوا الشبان ضربا، وقيدوهم واقتادوهم نحو الآليات العسكرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً