بالفيديو والصور.. خطوط شبكات الموت فى بنى سويف.. أعمدة كهرباء ضغط عالى داخل المنازل.. وخبير: يمكنها حرق الأشخاص بالصعقات القوية

تعانى عددًا من قرى محافظة بني سويف، من كابلات الضغط العالى التى تخترق الشوارع وتعتلى أسطح المنازل، وتسببت فى حالات وفاة فضلًا العديد من الإصابات بين الأهالى بأعراض من الأمراض والإصابات المزمنة، وعلى الرغم من ذلك تقاعست الجهات التنفيذية بالمحافظة عن التصدى للكارثة، بل عجزت عن وضع أسس وحلول بديلة لتوزيع خطوط شبكات الكهرباء بموجب نصبها فى أماكن تبعد عن منازل وبيوت أهالى المنطقة المشار إليها.

ففى منطقة "محي الدين" بمدينة بني سويف، ارتفعت صرخاتهم لمسئولى المحافظة، إثر مرور خطوط كهرباء الضغط العالى فوق أسطح وداخل منازل، والتى تبث إشعاعات كهرومغناطيسية تمثل خطرًا كبيرًا يهدد أرواح أهالى المنطقة، حيث تسببت فى وفاة شابين صعقًا بالكهرباء، فضلًا العديد من الإصابات بين الأهالى بأعراض من الأمراض والإصابات المزمنة، وعلى الرغم من ذلك تقاعست الجهات التنفيذية بالمحافظة عن التصدى للكارثة، بل عجزت عن وضع أسس وحلول بديلة لتوزيع خطوط شبكات الكهرباء بموجب نصبها فى أماكن تبعد عن منازل وبيوت أهالى المنطقة المشار إليها.

في البداية التقينا بـ"رضا عبد التواب ـ 50 عامًا" وقال: الكابلات تجعلنا نعيش هنا فى رعب دائم وخاصةً فى الشتاء حيث تنزل الأمطار على المحولات والأسلاك فتتطاير منه الصواعق، ففى فصل الشتاء قليلًا ما نخرج للعمل خوفًا على مواشينا من الموت، ولا يذهب أطفالنا الى المدارس خوفًا عليهم من الموت، إلى جانب الخسائر المنزلية مثل لمبات الكهرباء الدائمة التلف بسبب التيار العالى أو خلافة من الأسباب التى تؤدى لتلفها بسبب هذه الكارثة المزروعة وسط منازلنا، ويضيف: لقد نقلت هذه المحولات من وسط منازل القادرين فقط أما نحن فلا حول لنا ولا قوة إلا بالله".

وقالت "أم آية ـ ربة منزل": "لقد تقدمنا بالعديد من الشكاوى على مدار سنوات طويلة إلى كل الجهات المختصة، ولكن بلا جدوى، وكل ما يتم فى الموضوع أن يأتى المسؤل ويقوم بعمل مقايسة، ثم يعدنا بزوال هذه الكارثة وهذا الخطر الذى يهدد حياتنا على مدار عدد ثوانى اليوم، ولكن لم يتم فى الأمر أى شىء".

وأكدت "نادية سيد عباس ـ ربة منزل" أنه: "يوجد داخل منزلي محول ملعون، وكثيرًا ما ينجينا الله من الموت، وسبق ذات يوم أن الضغط العالى كاد أن يودي بحياتى لولا عناية الله التى جعلتنى أجمع كل قوتى وأرمى بجسدى خارج المنزل، ونحن هنا فى مأساة لأن أولادنا يغادرون منازلهم ويسعون للإيجار خارج المنطقة لأننا لا نستطيع أن نبنى بيوتنا بسبب هذه المحولات المقامة وسط بيوتنا وشوارعنا وأسلاكها التى تحيط بيوتنا من كل جانب، حتى الأسطح لا نستطيع الصعود إليها".

وقال "محمود عبد الحميد ـ عامل": نعيش فى خطر داهم بين عشية وضحاها بسبب أبراج الضغط العالى التى تخترق المنازل وأصبحت قنبلة موقوتة تهدد أرواح الصغار قبل الكبار خشية الإصابة بأمراض خطيرة عديدة من بينها سرطان الدم، خاصة أن معظم منازل المنطقة تقع بالقرب من خطوط الضغط العالى والتى سميت بأمراض العصر نتيجة لارتفاع ذبذبات الإشعاع الناتج عنها.

ولفت "هريدي صابر ـ سائق": إلى أن أهالى المنطقة قد تقدموا بالعديد من الشكاوى والفاكسات لمسئولى شركة الكهرباء والمحافظين المتعاقبين ببني سويف لضرورة بحث المشكلة وتغيير خط مسار الكابلات والأسلاك بعيدًا عن الكتلة السكنية حرصًا على أرواح الأهالى خاصة بعد تعدد الحوادث الناتجة عن وجود الأسلاك وآخرها مصرع "صنايعي محارة" أثناء أداء عمله بأحد منازل المنطقة، فضلًا عن تهتك يد طفلة يبلغ عمرها 12 عامًا بسبب اقترابها من سلك محاط بشرفة منزل أسرتها، ورغم هذه الكوارث وغيرها إلا أننا لم نجد سوى التجاهل المستمر لصرخات الأهالى من أبناء المنطقة.

وفى قرية "السلطاني" التابعة لمركز ببا، اشتكى "عبدالرحمن ماهر حسن" من أبراج الكهرباء ذات الضغط العالي المقامة منذ ستينيات القرن الماضي، بسبب توسطه منزله المقام منذ 10 سنوات، قائلًا: "حررت محضر شرطة ضد شركة الكهرباء بسبب وجود برج كهرباء وسط منزل أسرتي، بسبب عدم استجابة الكهرباء لإزالة البرج، نحن تابعون لمجلس قروي قمبش الحمراء بمركز ببا، وأعلن مكتب تنظيم مجلس قروي قمبش الحمراء عن إقرار كردون جديد لقرية السلطاني محل الشكوى، فقرر والدي عبدالرحمن ماهر التوجه للمكتب بطلب تصريح بناء على قطعة أرض نملكها، وهي الموجود بها برج كهرباء ضغط عال، بقوة 11 ألف وات بالسلك الواحد، وحضر رجال مكتب التنظيم لإجراء المعاينة اللازمة للمكان وتحديد مساحته، وبالفعل تمت المعاينة، وتمت الموافقة منهم على استخراج تصريح أو رخصة بناء للمكان، وبه برج الكهرباء، وقمنا بسداد الرسوم المستحقة لاستخراج تصريح البناء بمكتب التنظيم بالوحدة المحلية، وتم استخراج التصريح".

وأضاف: "توجهت بشكوى لكهرباء ببا، متضررًا من وجود برج الكهرباء بداخل حدود منزلي، ووعدوني بفحص الشكوى ورفع البرج من مكانه إلى مكان آخر بعيد عن منزلي والمنازل المجاورة، علمًا بأن للكهرباء اشتراطات وقانونا لوضع مثل هذه الأبراج على مسافة معينة، وتوجهت بعدها إلى مكتب تنظيم قمبش بشكوى جديدة، ولم يهتموا أيضًا، باختصار تقدمت بعدة شكاوى إلى كل الجهات المعنية بذلك الأمر، فلم يهتموا، وأول شكوى تقدمت بها كانت في سنة 2007".

من جانبه قال الدكتور علي بدران، عضو هيئة تدريس بكلية العلوم، إن الدراسات العلمية أثبتت أن مولدات وكابلات الضغط العالى يصدر عنها مجال مغناطيسى ذو تردد منخفض تزداد قوته طرديًا كلما ارتفعت شدة التيار الكهربى، وذلك فى ظل سحب تيار كهربى كبير، حيث لا يستطيع أهالى القرى العيش بدون كهرباء أثناء ارتفاع وسخونة الجو فى فترة شهور الصيف، محذرًا من بناء وحدات سكنية ومساكن أسفل خطوط الضغط العالى، كون شبكات الضغط تعمل بطريقة شبه إلكترونية قد تولد صعقات كهربائية تسبب اشتعال الحرائق بها لمرور تيار يتخطى حاجز الكيلو فولت.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً