تعتبر لعبة "السيجا" من التراث والموروثات الشعبية القديمة في محافظات الصعيد، خاصةً في محافظة قنا، والتي تنتشر فيها تلك اللعبة، لكن اللعبة لا يمارسها صغار السن، بل يمارسها كبار السن والعجائز في القرى والنجوع المختلفة بمدن ومراكز المحافظة.
هنا في محافظة قنا، الواقعة أقصى جنوب الصعيد، يحاول مجموعات من كبار السن والعجائز في قرى الصعيد، قضاء وقت فراغهم، وذلك عن طريق ممارسة لعبة السيجا، وذلك في طقوس وموروثات شعبية تعودوا عليها منذ الصغر، حيث إنهم كانوا يمارسونها منذ الصغر، واستكملوا ممارستها عند الكبر.
يجلس ثلاثة أشخاص من كبار السن، تتراوح أعمارهم مابين الـ60 إلى 74 عامًا، على جانب الطريق الزراعي "قنا - الأقصر" بالقرب من قرية حجازة الواقعة في نطاق مركز قوص جنوب محافظة قنا، لمدة تتراوح ما بين الساعتين إلى الـ3 ساعات يوميًا، وذلك لممارسة لعبة السيجا، الذين يفضلون ممارستها لقضاء وقت فراغهم.
يجلس الثلاثي من كبار السن، قبل غروب الشمس أو كما يعرف في الصعيد "ساعات العصاري" وذلك ليمارسوا لعبتهم المفضلة، الذين يفضلونها عن الجلوس على المقاهي أو الجلوس في منازلهم، وذلك بعدما تخطوا العقد السادس من العمر، وظلوا بلا عمل.
وبحسب سيد جمال، البالغ من العمر 60 عامًا، مزارع، فإنه يمارس لعبة - السيجا - منذ قرابة 50 عامًا، حيث بدأ في ممارسة اللعبة عندما كان يبلغ 10 سنوات من العمر، ولم يتخلى عن تلك اللعبة إطلاقًا، وظل يلعبها حتى بعدما كبر قائلًا "بلعبها حتى بعد ما شبت"
ويتابع جمال في حديثه لـ"أهل مصر" أنه على الرغم من إصابة عظامه بمرض الروماتيزم، وإصابته بمرض السكر والضغط، لكنه لا يزال يقبل على ممارسة اللعبة بشكل يومي، مع أصدقائه وجيرانه من أهالي قريته، بالقرب من الطريق الزراعي "قنا - الأقصر".
فيما يضيف شاكر محمد صابر، البالغ من العمر 74 عامًا، إن وجهه وجسده تشكلوا على لعبة السيجا، حيث إن والده علمه وعوده على ممارسة اللعبة منذ أن كان صغيرًا، ولا يزال يحتفظ بقواعدها، ويحتفظ بأصول ممارسة تلك اللعبة، لافتًا إلى أنه لم يبتعد عن ممارستها سوى عندما يصيبه المرض ويتعرض لوعكة مرضية، لكنه يعود مرةً أخرى إلى ممارستها والجلوس مع أصدقائه الذين لا يفارقوه في ممارستها.
وأكد صابر في سياق تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" إن اللعبة مسلية، وتقضي أوقات الفراغ، فضلًا عن أنها لعبة للأذكياء فقط، خاصةً أنها تعمل على تشغيل العقل والتفكير، خاصةً لكبار السن حتى لا يصيبهم الزهايمر قائلًا: "إحنا بنحب اللعبة دي".وذكر صابر، أن هناك أكثر من قاعدة لممارسة اللعبة، لافتًا إلى أن اللعبة يتم ممارستها على التراب، عن طريق أحجار صغيرة، ويبدأ اللاعبون في ممارستها، وهناك مجموعات كبرى تلعب اللعبة حيث من الممكن أن يتجمع المواطنين حول اللاعبون لمشاهدة ما يسير خلال اللعبة، الأمر يشبه منافسات كأس العالم على الطريقة المحلية.