قصة "الشهر المريمى" عند الأقباط (فيديو)

شهر كيهك أحد الشهور القبطية التى عرفت بشهور الخير، ولما لا وهو يعد من أكثر الشهور روحانية لدى الإخوة الأقباط، حيث تعود أهمية شهر كيهك لدى قدماء المصريين فقد ربطوه بفيضان النيل مما جعلهم يطلقون عليه شهر الخيرات. ولم تكن أهمية هذا الشهر متمثلة فى هذا الأمر فقط، فقد امتلك شهر كيهك قيمة خاصة لدى الإخوة الأقباط فهو يعد شهر التسابيح ففيه تكثر التسبيحات مثل تسبيحة سبعة وأربعة وغيرها من التسابيح التى تحمل قيم روحانية متعددة. وفى السطور القادمة ننشر لكم مالاتعرفونه عن شهر "كيهك"

أصل التسمية

كان بدايةً علينا أن نتعرف على أصل التسمية التى أطلقت عليه فكلمة "كيهك" تعنى الخير لدى قدماء المصريين، وهو من مشتقات اسم العجل أبيس، وكان قديما غالبًا ما يقع فيضان النيل بهذا الشهر لذا سمى شهر الخيرات.

ولكنه عند الأقباط نال مكانة أخرى، خاصة وأنه قد أطلق عليه عدة أسماء متنوعة، منها "الشهر المريمى ـ شهر التسابيح ـ شهر سبعة وأربعة" وتعود تلك المكانة إلى ربط أكثر الأحداث روحانية به، ففيه وقع معظم الأحداث الدينية القبطية، كما أن "كيهك" يعد الأداه التى يحدد بها الأقباط أعيادهم، فهو الشهر الذى يسبق عيد الميلاد المجيد وفيه تكثر الصلوات والتسابيح على وجه الخصوص.

لماذا عظًم الأقباط "كيهك" ؟

تعود قصة هذا الشهر إلى قيام السيدة البتول إلى الهيكل، وذلك وفاءً لنذر أمها فالسيدة مريم كانت نذرًا لله، وقع ذلك تحديدًا فى الثالث من الشهر، كما أن السيدة العذراء كانت قد بلغت من العمر ثلاث سنوات أيضًا.

وحمل هنا شهر "كيهك" العديد من التاسبيح التى اعتاد الأقباط ترتيلها خلاله، أهمها "تسبيحة سبعة وأربعة" تلك التى تعد من أهم التسابيح التى تميز هذا الشهر.

ولشهر "كيهك" عند الأقباط كتابه الخاص ويدعى "الابصلمودية الكيهكية"، تلك الكلمات التى تغمق معنى هذا الشهر لدى إخواننا الأقباط، فكلمة "الابصلمودية" تعنى التسابيح.

أيضًا نجد مصطلح آخر أطلقته اللغة القبطية على هذا الشهر وهى "ثيؤطوكيات" تلك الكلمة التى تعنى "والدة الإله"، والتى يتم من خلالها تلاوة تدعى الـ 7 ثيؤطوكيات" مما يدل على تمجيد الأقباط لسر التجسيد، بل وتمجيدهم للسيدة البتول أيضًا.

كما نجد مصطلح الـ 4 "هوسات" وأيضاُ تعنى التسبيح فى اللغة القبطية، ولكنها تكون مهمتها هى التركيز على أمجاد "المسيح" والتمهيد للاحتفال بما ورد عنه فى العهد القديم، فتجد الكنائس مستمرة فى هذا الشهر فى ذكر التسابيح اللازمة التى تعطى مدلول عم قيمة هذا الشهر.

8 كيهك يوم شهادة القديسين

يعتلى يوم الثامن من شهر "كيهك" مكانةً كبيرة أيضًا، فهو بمثابة يوم فارق فى حياة الأقباط فى مصر أثناء الحكم الرومانى لاسيما عصر دقلديانوس، والذى عرف عصره بعض الشهداء نظرًا لاضطهاده المسيحيين، ومن بين القصص التى حملها يوم الثامن من "كيهك" قصة القديس "إيسى" وأخته "تكلا"

تلك القصة التى قاما بها هذين القديسين عندما اعترفا لملك الروم بالسيد المسيح فأمر بعذابهما، تروى القصة كيف كان الاضطهاد الذى نال من العديد من أقباط مصر فى هذه الأونة، ولكن الموقف الأكثر ذكرًا فى هذه القصة تلك اللحظات التى قامت "تكلا" بالذهاب إلى الاسكندرية لاحقةً بأخيها حيث ظهرت لها السيدة البتول مرددة جملتها الشهيرة "إن لى ولدًا صلبوه حسدًا" لتكون البشارة بأن "تكلا" وأخيها سيكونا من القديسين الشهداء.

ففى اليوم الثامن من شهر "كيهك" يذكر الأقباط ما وقع لهؤلاء القديسين من عذابات فلم تكن قصة "إيسى وأخته هى الوحيدة التى وقعت فى هذا الشهر بل فى هذا اليوم ولكنها تعد الأشهر.

أجواء روحانية يحملها هذا الشهر للجميع، فهو رمز الخيرات والروحانية، تجد الكنائس تستعد هذه الأثناء لآداء التسابيح الخاصة بالسيدة مريم البتول، والتمهيد للاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة.

قد تكون رحلتنا عبر تاريخ هذا الشهر القبطى لم تكن كافية لاكتشاف أسراره، ولكن سيظل للحديث بقية فمازالت خزائن"كيهك" مليئة بالأسرار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً