حذرت جريدة "جمهوريت" التركية من أن تدهور أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة وحرية التعبير والصحافة في تركيا طوال فترة حكم حزب العدالة والتنمية التي استمرت 15 عامًا، ستؤثر سلبًا على مسار الانتخابات القادمة التي يعتبرها تيار الإسلامي السياسي متمثلًا في حزب العدالة والتنمية مصيرية لضمان استمرار سيطرته على مقاليد الحكم.
وأوضحت الجريدة أن تيار الإسلامي الساسي في تركيا يتخوف من الأغلبية الكبرى التي لم ينجح في إقناعها بالمشاركة في مشروعه، مشيرة إلى أن قيادة حزب العدالة والتنمية بدأت تدرك ذلك من خلال الانتخابات السابقة.
وأشارت إلى أن لجوء السلطة الحاكمة في البلاد إلى اتخاذ إجراءات وتدابير في اللحظات الأخيرة بشكل مخالف للقانون والدستور في سبيل ضمان تمرير التعديلات الدستورية المستفتى عليها، كشف صعوبة فوزهم في انتخابات نزيهة عادلة.
وزعمت الجريدة أن تيار الإسلام السياسي المتمثل في حزب العدالة والتنمية، سيلجأ إلى ثلاثة خطط لضمان الفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقالت أن الخطة الأولى تقوم على تزوير الانتخابات، وإخفاء تأثير تكتل الأغلبية الرافضة له.
الخطة الثانية تسريع عملية الاستقطاب في المجتمع واللعب على وتر أنماط الحياة والخيارات الثقافية والمعتقدات الدينية من أجل إعداد القوات التي ستقوم بقمع أي انتقادات قد تظهر ضد عملية التلاعب في الانتخابات.
فحزب العدالة والتنمية سيعمل على جعل نفسه حزبًا مراقبًا على صناديق الانتخابات، وجعل موظفي الدولة المنتمين للحزب رؤساء للجان الاقتراع، وكذلك ستتاح له إعادة فرز الأصوات والتستر على الفساد وغلق كافة الأبواب في وجه أي اعتراضات.
أما الخطة الثالثة فهي تتعلق باستخدام السياسة الخارجية في سبيل دعم الخطتين الأولى والثانية، إذ سيقومون بزيادة عزلة البلاد أمام المجتمع الدولي، وفصلها عن حلفائها.
على سبيل المثال تحلم تركيا حزب العدالة والتنمية بقيادة الدول ذات الأصول التركية في آسيا، بالإضافة إلى العالم الإسلامي في وجه الغرب، لذلك نتج عن الخلافات الناشبة مع الغرب استدارة وجه السلطة إلى الشرق حيث روسيا وإيران والصين لتلبية احتياجاتها من التمويل والتكنولوجيا والطاقة.
مثال آخر لجأت تركيا إلى الاقتراض من روسيا في سبيل الحصول على منظمتها الأقوى للدفاع الجوي S-400، بالرغم من أن جيشها تم تشكيله وفقًا لمعايير الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأمر الذي يفتح مجالًا للبحث عن تمويل جديد في سبيل الحصول على تكنولوجيات جديدة لإعادة تشكيل جيشها.
وأثناء تحويل حزب العدالة والتنمية لدفة البلاد نحو الشرق وجد نفسه كما ظهر في اجتماعات قمة منظمة التعاون الإسلامي الأخيرة، في وجه تحالف مكون من مصر والسعودية والإمارات وإسرائيل.
وعلى الجانب الآخر تسعى روسيا وإيران لكسر التأثير التركي داخل أذربيجان، فمشروع طريق الحرير الجديد وخط قطارات باكو – تفليس – قارص يقلق بشكلٍ خاص روسيا.