على أحد الأرصفة، يجلس أحد الشباب، بجوار مقهى شعبى، تخرج من مكبرات الصوت الخاصة به، صوت أم كلثوم "دارت الأيام"، يضع الشاب أمامه زجاجات ملئت عن أخرها بخلاصات نبات الصبار الطبيعية، يزرع الصبار ليبيعه، وقرر أن يكون هذا مشروعه، ربما ليكسب من الصبار ويتعلم منه.
يجلس "مخيمر خيري شلبي" الشاب في العقد الثالث من عمره، أمام عمر أفندي بشارع البحر بالمحلة الكبرى، يتجمهر حوله عدد كبير من السيدات والرجال، فاقتربت منه عدسة "أهل مصر" لتتبين سبب تلك الجمهرة، لنجد مشهد بسيط لشاب أسمر يفترش الأرض وأمامه كميات من نبات الصبار، وقفص من الخوص وسكين وعبوات "برطمانات"، يستخرج من عروق الصبار المادة الجيلاتينية باحترافية ويضعها فى العبوات.
بدأ "مخيمر" مازحًا "هتصورونى وتشهرونى"، وبدت الابتسامة على وجهه المتعب قائلًا: "عملت بالمعمار فترة طويلة فى الصعيد لكن ظروف الحياة متعبه وضيقة، فخرجت من قريتى بسوهاج للبحث غن مصدر رزق جديد، فدلني أحد أصدقائي الذين يعملون بالعطارة والنباتات العشبية، التى يشتهر بها الصعيد وسيناء والوادي الجديد، باستخلاص جلاتين الصبار وخلطة ببعض الزيوت العطرية للبشرة والشعر".
وأضاف "شلبي": "كما أنى بحثت في الإنترنت عن بعض الوصفات الطبيعية وتعلمت كثيرًا عن فوائد الصبار وخلطاته ومدى أهميته وصعوبة الحصول عليه بالنسبة لربات البيوت أو الشابات، كما أن الصبار أنواع منها "البلدة والأفرنجى" ويعرف من شكل أعواده، فذو الأعواد الرفيعة هو البلدة المتواجد في المقابر ويتميز بقله عصارته أما نستخدمه هو الأفرنجى من صحراء الإسكندرية والوادي الجديد، وأسعاره أقل بكثير المستحضرات الموجودة في الأسواق فالعبوة لا تتجاوز الـ25 جنية وبعض السيدات يستغنين عن العبوه ويشتروه في أكياس والخلطة تتكون من الصبار وزيت الزيتون أو اللوز وكل شئ فيها طبيعي.
وعلى صعيد متصل قالت " أمنية رأفت":"ابنة خالتى دكتورة جلدية وهى من نصحتني بجيل الصبار لعلاج شعري، فكانت الصعوبة فى الحصول عليه بدون إضافة، وعندما وجدته اشتريت عبوتان وأحده 15 والأخرى 10 لشعري وبشرتي، فكثير من الخلطات على اليوتيوب تحتاج للصبار النقي ولا نجده".
وأضاف "عادل السيد" أحد المتفرجين ساخرًا " من كتر الصبر فى بلدنا اشتريناه في أزايز "، فكرة بيع الصبار جميله ومبتكره ومفيدة، طريقة جديدة لأكل العيش.