روت إحدى السيدات، مشكلة ابنتها لدار الإفتاء المصرية، طالبة حكمها الشرعي والنصيحة التي يجب اتباعها، فقالت: "تزوجت ابنتي من زمليها في العمل، لكن منذ الزواج وأهل زوجها يعتبرون "وشها وحش عليهم"، نظرًا للأمراض والخسائر والحوادث التي أصابتهم بعد الزواج، علمًا أنهم كانوا يتعرضون لما يحدث الآن قبل زواج ابنهم من ابنتي، لكنهم يصرون أن ابنتي قدم سوء عليهم، وهذا أدى لتضرر ابنتي نفسيًا ومعنويًا.
وأجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، على تلك المسألة، فقال إن التشاؤم من عادات الجاهلية التي هدمها الإسلام وحذر منها، مستشهدًا بحديث نبوي نقله أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ"، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: "كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ" متفق عليه".
وعن قبيصة بن المخارق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "العيافة والطيرة والطَّرق من الجبت" رواه أبو داود بإسناد حسن، وعن بريدة رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يتطير" رواه أبو داود بسند صحيح.
وأضاف: وعن عروة بن عامر رضي الله عنه قال: "ذُكِرَت الطِّيَرَةُ عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "أحسنها الفأل، ولا ترد مسلمًا، فإذا رأى أحدُكُم ما يَكره فَلْيَقُل: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ" رواه أبو داود بسند صحيح.
وأكد مفتي الديار المصرية السابق إنه إذا اعتقد الشخص شيئًا مما تشاءم منه موجب لما ظنه ولم يضف التدبير إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وربما وقع به ذلك المكروه الذي اعتقده بعينه عقوبة له على اعتقاده الفاسد، ولا تنافي بين هذا وبين حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار"، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يشير في هذا الحديث ونحوه إلى تخصيص الشؤم بمن تحصل منه العداوة والفتنة، لا كما يفهم بعض الناس خطأً من التشاؤم.
ومما سبق بيانه يعلم أن التشاؤم بالزوجة منهي عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بأسبابها بقدرة الله تعالى، ولا تأثير للزوجة فيما ينال الإنسان من خير أو شر.