بعد اعلان الأمم المتحدة عاصمة فلسطين.. ننشر الحدود الفارقة بين القدس الشرقية والغربية

كتب : سها صلاح

يعتبر المسلمون والعرب والفلسطينيون القدس عاصمةَ فلسطين، كما ورد في وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تم توقيعها في الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر عام 1988م، وفقًا لصحيفة النيوزويك الأمريكية.

ومن الناحية التاريخية يعتبر اليبوسيون، أجداد الفلسطينيين، أول من بنى المدينة وسكنها في الألف الخامس هذا أيضًا، أما الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فلا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويعتبر القدس الشرقية جزءًا من الأراضي الفلسطينية، ولا يعترف بضمها للدولة العبرية، مع بعض الاستثناءات.

وجاء الاعتراف صريحًا من قبل الأمم المتحدة بتأييد أغلبية ساحقة لمشروع القرار المعارض لقرار ترامب وهي كالتالي 128 دولة أيدت القرار و9 تسع عارضت في حين امتنعت 35 دولة عن التصويت.

وخلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس للتدمير مرتين، وتم حصارها 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها مجددًا 44 مرة، استوطن البشر الموقع الذي شُيدت به المدينة منذ الألفية الرابعة ق.م، الأمر الذي يجعل من القدس إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم.

وتُصنّف المدينة القديمة على أنها موقع تراث عالمي، وقد جرت العادة والعرف على تقسيمها إلى أربع حارات، هي حارة الأرمن، حارة النصارى، حارة الشرف أو حارة اليهود، وحارة المسلمين. رشحت الأردن المدينة القديمة لتُدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المهددة في سنة 1982.

تغيرت ظروف المدينة منذ سقطت القدس في يد الجيش البريطاني بقيادة الفريق أول إدموند اللنبي في سنة 1917، بعد أن تقهقر الجيش العثماني مهزومًا أمامهم، وفي سنة 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين وإمارة شرق الأردن والعراق، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

-الجزء الغربي من القدس

في حرب 1948 استطاعت المنظمات الصهيونية وعلى رأسها الهاجانا احتلال 78% من أرض فلسطين، وقامت باحتلال جزء كبير من القدس، فسميت المنطقة التي احتلها العدو بغربي القدس والمنطقة التي بقيت تحت سيطرة القوات الأردنية بشرقي القدس.

وتضم متحف إسرائيل المشهور عالميًا ولفافات وقراطيس الكتاب المقدس مخطوطات البحر الميت، والكنيست الإسرائيلي، ومبنى المحكمة العليا الجديد، وسلسلة جبل الذكرى الذي يضم قبور الجنود الإسرائيليين القتلى وقادة وزعماء الدولة الصهيونية، وتتميز بمبانيها المصممة على أحدث الطرز الغربية.

-القدس الشرقية

بقي المسجد الأقصى في المدينة القديمة في القدس الشرقية بأيدي المسلمين إلى أن قامت حرب الـ1967 وعندها احتل العدو الصهيوني شرقي القدس أيضًا.

صدر قرار مجلس الأمن 242 القاضي أن تعيد دولة الاحتلال ما احتلته في حرب 1967 ومن بينها القدس الشرقية، وهو قرار لم ينفذ حتى الآن.

منذ 1967 قام الاحتلال بمصادرة ثلث أراضي القدس الشرقية وبناء المستوطنات ويعيش في القدس الشرقية حوالي 300 ألف مستوطن (2015).

ولكن البعض وبالذات من المفاوضين وممن أيد اتفاقية السلام يصر على استخدام مصطلح "القدس الشرقية" لأنه يعتبر غربي القدس جزء من أرض دولة الكيان الصهيوني، وقد تخلى عن تحريرها بالإضافة من المطالبة بها، ومطلبه الآن فقط أن تتحرر "شرقي القدس" من الاحتلال.

في المقابل أصدر دولة الاحتلال قرار سنة 1980 يقول أن عاصمة دولة الاحتلال هي القدس الموحدة "وهي القدس بشرقيها وغربيها بالإضافة إلى مناطق محيطة"،ولكن الأمم المتحدة ودول العالم رفضوا هذا القرار ولم يعترفوا به ومازالوا يعتبرون شرقي القدس "أراضٍ محتلة".

في 1967 ضم الكيان الصهيوني قرى محيطة إلى بلدية القدس حتى صارت القدس ثلاثة أضعاف ما كانت عليه وأصبحت أكبر مدينة في ما يسمى بإسرائيل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً