خمسة وعشرون يومًا مرت على استهداف مسجد قرية الروضة بشمال العريش، من قبل تنظيم داعش الإرهابي، والذي راح ضحيته أكثر من 300 شهيد وعشرات المصابين، إلا أنه عاود الكرة مرة أخرى؛ ليستهدف مطار العريش مساء ثلاثاء الأسبوع الماضي، بصاروخ مجهول المصدر، تزامنا مع زيارة وزير الدفاع الفريق صدقى صبحى، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، للقوات بشمال العريش؛ لتفقد الحالة الأمنية بها.
وأسفر الحادث عن استشهاد ضابط، وإصابة 2 آخرين، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن "كيف يتزود التنظيم الإرهابي بالعتاد والأسلحة الثقيلة فى سيناء، فضلا عن المقاتلين؟
فى السياق ذاته تقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية: إن آلاف المُتفجرات التي دفنها النازيون في شبه جزيرة سيناء المصرية أصبحت الآن عُرضَة لإعادة الاستخدام، حيث يقوم "تنظيم الدولة" والجماعات الجهادية الأخرى بنبش الصحراء؛ لاكتشاف هذا المخزون الهائل وإعادة تدويره مرة أخرى ليصنع المتفجرات التي يستهدف بها الجنود والأهالي في سيناء.
وأشار التقرير، إلى أن الجهاديين يستخدمون هذه الذخائر في صناعة القنابل والعبوات الناسفة وغيرها من الأسلحة، ويُوجد قرابة 17 مليون لغم أرضي مدفون في المنطقة القاحلة الواقعة شمال مصر في محيط ساحة معركة "العلمين" التي وقعت بين قوات المحور وقوات التحالف في عام 1942.
وقال موقع "جويش برس": إن صورة نُشرتْ على موقع "تويتر" أظهرت مسلحين تابعين لـ"تنظيم الدولة" في شبه جزيرة سيناء يحملون بندقية "صياد إيه إم-50" إيرانية الصنع، ورجَّح التقرير أن يكون التنظيم "ربما اعترض هذا الطراز أو أعاد شراءها من مُهرِّبي الأسلحة الذين أرسلتهم الفصائل الفلسطينية في غزة.
وقال اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، إن عناصر الإرهاب في سيناء تستخدم أسلحة جيوش متطورة، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة ترفع كفاءة أجهزتها المعلوماتية، والاتصال مع دول آخرى لمواجهة الإرهاب.
وكشف فرج في تصريحات لـ"أهل مصر" أن هناك 10 جماعات إرهابية موجودة في سيناء، وهم جماعة التوحيد والجهاد، السلفة الجهادية، مجلس شورى المجاهدين، الخلايا النائمة، أنصار بيت المقدس، أجناد مصر، جند الإسلام، أنصار جند الله، قطاع غزة جيش الإسلام، داعش، مشيرًا إلى أن هؤلاء كانوا يستخدمون الأنفاق والشبكة الإسرائيلية.
ومن جانبه، يؤكد اللواء هشام الحلبي، الخبير العسكري والمستشار في "أكاديمية ناصر العسكرية، أن "العناصر المتطرفة والإرهابية تصل لسيناء، وتنضم لأنصار بيت المقدس عبر الأنفاق، والتي نجحت مصر في هدم الكثير منها ولكن ما زال بعضها قائما ولكنه غير معروف للأجهزة الأمنية ولم يتم تدميره بعد"، مضيفا أن "نسبة كبيرة من العناصر الإرهابية الموجودة بسيناء والتي شاركت في الهجمات الأخيرة من جنسيات أجنبية تم تهريبها لمصر عبر الأنفاق".
وأشار الحلبي، في تصريحات لـ"أهل مصر" إلى أن "الجيش المصري تنبه مبكرا لمشكلة الأنفاق ولذلك لجأ لتدميرها وفرض منطقة عازلة وآمنة، وفور اكتمالها ستختفي هذه المشكلة نهائيا".