اعلان

"الخيامية" زمن الفن الجميل الذي يلفظ أنفاسه الآخيرة (فيديو)

الخيامية فن نسيج مصري أصيل، انفردت به مصر عن باقي دول العالم، وربما يمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعوني.

يقول سعيد عبدالسلام البالغ من العمر 59 عامًا، يعمل بالمهنة منذ أكثر من 35 عامًا، الذي اكتسب المهنة بالوراثة من والده، أن الخيامية ترتبط قديمًا بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة، والتي كانت تقوم مصر بتصنيعها حتى فترة ستينيات القرن الماضي.

وأضاف "عبدالسلام": "قديمًا كانت هناك طقوس خاصة لاعتماد أي حرفي خيامي جديد ينضم لتلك الطائفة، حيث كان يتم اجتماع الخيامية وشيخهم لرؤية وفحص أعمال الخيامي الجديد، فإذا كانت على المستوى المطلوب يقيم الحرفي مأدبة اعتماد لجميع الخيامية للاحتفال بانضمامه للمهنة، أما حاليًا فدخول المهنة يتم بشكل تلقائي بعد تعلمها".

وأوضح "عبدالسلام": "خطوات صناعة الخيامية، فأنها تبدأ برسم التصميم الذي سيتم تنفيذه على القماش وغالبًا ما يستخدم قماش التيل لأنه سميك، ثم يقوم بتخريم الرسم، وتوضع بودرة مخصصة لطبع الرسم على القماش حتى يقوم الصانع بعملية التطريز، ويصنع الخيامي أكثر من وحدة ذات تصميم، ويقوم بخياطتها مع بعضها بطريقة "اللفقة" دون أن يظهر أي شيء من هذه الخياطات للسطح الخارجي للقماش".

ويأتي دور الصانع بقص وحدات القماش وتطريزها مع بعضها البعض، ثم يقومون بعمل ما يسمى "تفسير"، وهو عبارة عن حياكة خيوط فوق القماش، وذلك لعمل الملامح إذا كان التصميم عبارة عن منظر طبيعي وذلك لإضافة روح على التصميم.

وذكر سعيد أن غالبًا أنواع التصميمات إما فرعونية، أو إسلامية، هذا بالإضافة إلى الآيات القرآنية والمناظر الطبيعية.

يستكمل سعيد عبدالسلام حديثه عن لوحات الخيامية بأنها تستخدم للتعليق بالغرف، وأحيانًا يعتبرها البعض جزءًا مهمًا وأساسيًا في ديكور المكان، ولكن ذلك قبل الثورة والغلاء، أي قبل انشغال الناس بالمهام الاساسية لهم، كما اهتمت النوادي والفنادق مؤخرًا باستخدامها.

واستخدمت أيضًا في عمل الفراشة، وتطورت عملية استخدام الخيام بعد ذلك لإحياء المناسبات الخاصة، حيث أصبحت أمرًا متعارفًا عليه بين الناس.

فهذه الفكرة تساعد على تحقيق أهم شروط المناسبات عند المجتمعات الشرقية.

ويقول "عبدالسلام" أن على مدار التاريخ هناك أربع نقشات أساسية فقط وهي (السنان، والنسر، والانجليزي، واللوتس).

أما عن أشكال المنتجات فذكر أنها متنوعة ما بين (الحقائب، والصديري العربي، وأحزمة ومفارش سرير، ومناديل رأس، وماكيتات صغيرة للزينة، هذا بالإضافة إلى الخيم الكبيرة، والتي يقبل على شرائها العرب من دول الخليج العربي).

ويعتبر فصل الشتاء وشهر رمضان المبارك هم أشهر الرواج لهذه الصناعة، بخلاف فصل الصيف فتعاني المهنة من الركود، كما ‏يقول أصحاب المهنة بأن هذه المهنة لا يقدرها غير الأجانب أما المصريون فلا يعرفون عنها كثيرًا، فالقليل منهم من يعرف ما هي الخيامية وقيمتها.

ويذكر أن المرأة اقتحمت هذه المهنة بعد أن كانت مقتصرة في السابق على الرجال فقط، فهناك العديد من السيدات تعلمن هذه المهنة بل زاحمن الرجال فيها حيث إنهن يرتضين بأسعار أقل من الرجال، وذلك لأنهن يعلمن في بيوتهن فلا يتكفلن ثمن المواصلات.

قائلًا: "الإقبال أكثر على التصميمات الإسلامية، كما أن أسعار منتجات الخيامية متفاوتة، وقد يصل السعر لإحدى القطع لآلاف الجنيهات"، حيث من الملاحظ في المحلات الخاصة ببيع منتجات الخيامية خلوها من المنتجات الصينية المقلدة، فمن الواضح أن الصين لم تستطع اختراق الخيامية كغيرها من المهن.

يذكر أن هذا الفن الجميل ‏يلفظ‏ ‏أنفاسه‏ ‏الآخيرة،‏ ‏بسبب‏ ‏دخول‏ ‏الطباعة‏ ‏عليه‏، وتطور‏ ‏صناعة‏ النسيج، ليصبح فنًا مهدد بالإندثار والانقراض.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً