آخر 3 "دكاكين حدادة" في المحلة صامدة أمام "الصيني".. "الصنايعية": المهنة اللي ورثناها عن أجدادنا تحتضر.. وهنشتغل حتى لو للذكرى" (فيديو وصور)

في إحدى أحياء الغربية، يستقر آخر 3 دكاكين للحدادة بالمحافظة، وتحديدًا داخل سوق الحدادين الكائن بقلب مدينة المحلة الكبرى، يتميز مدخل الميدان بممر حجري لم يتغير منذ الاحتلال الإنجليزى، وعلى جانبه يوجد بقايا ورشتين للحدادة اليدوية وفي المقابل الورشة الثالثة، مصفوف أمامهم مجموعة من المنتجات المعدنية من "عتل ومسامير نقر، وفؤوس، وبلاطي" وغيرها من أدوات العمال الأرزقية كعمل المسلح والفلاحين والنجارين.

انتقلت عدسة "أهل مصر" لكشف ما تخفيه آخر دكاكين الحدادة بالمحافظة، تبدو الورشة للوهلة الأول متواضعة، ورسم سواد الفحم على جدرانها سنين شقاء لا حصر لها لتنعكس على وجه الرجلين اللذان يطرقان قطعة من المعدن المنصهر ومع كل طرقة تتوهج أكثر وأكثر.

يقول "شحتة محمد" عامل بأحد الورش الثلاث: تعلمت الحدادة منذ أن كان عمري 6 سنوات، أي منذ 35 عامًا، وكعادة الأهالي قديمًا من لا يفلح في التعليم ينزل سوق العمل، بدأت بحمل العدة ونفخ الكور (أداة للنفخ في النار)، وبعدها تعلمت الطرق والسن وفي النهاية التشكيل.

وأكمل "محمد": "زمان أيام المعلم كنا لا نتوقف عن العمل، أما الآن بعد ظهور الشغل الصيني قل الطلب على المنتج رغم رخص ثمنه وكونه من الأشياء المعمرة، فالأدوات الصيني لو أطرمت ودخلت النار تتسن تتحول لتراب أما الأدوات المطروقة تدخل النار وتخرج وتسن مئات المرات ولا تتلف ولا يتخطى ثمنها الـ7 جنيهات".

وفى الورشة المقابلة علا صوت الطرق وسمعنا صوت "عم سعد" رجل خمسينى رسمت النار على ملامحه الصلابة ورغم ذلك لم تغب الابتسامة عن وجهه: "كل إلى بنشوفه من النار والحديد كوم والمنتج في النهاية بعد الصناعة كوم، إحنا فنانين بنشكل الحديد أصلب المعادن بأبخس ثمن"، لكن رغم ذلك نسعد ونحمد الله على ما يرزقنا.

وأكمل "الأسطى  إبراهيم كسبرة،" العمل بالحدادة فن وصنعة، المتعارف عليه أن النار تطفئ بالماء إلا نار الحدادة تقوى بالماء كلما وضعت الماء، واشتد الهواء تزداد النار وتشتد لتذيب الحديد إلا أن الحداد الشاطر يروضها، لكن سوق الحدادة الآن يحتضر بارتفاع أسعار الحديد من 7 آلاف جنيه، لـ12 ألف، القطعة زادت ثلاث أضعاف لكن الأدوات الحديثة قتلت الفن والمهنة حتى الفحم زاد على مدار عام من 60 قرش للكيلو حتى وصل لـ3 جنيهات وكل هذا عبء على الصانع والشاري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً