الزعيم الراحل محمد أنور السادات هو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية، بطل الحرب والسلام، اشتهر بالسياسي الداهية، ذاق مرارة السجن، عمل تباعًا على عربة لورى ونقل الأحجار من المراكب النيلية لرصف الطرق واشترك فى شق الترع، شارك فى ثورة يوليو 1952 وتولى رئاسة مصر لمدة 11 عامًا.
حاز على جائزة نوبل للسلام في أكتوبر عام 1978 تقديرا لجهوده في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.ولد السادات في 25 ديسمبر عام 1918، وعاش في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، والتحق بالكلية الحربية عام 1935، وتخرج منها عام 1938؛ وتزوج مرتين، المرة الأولى من السيدة إقبال ماضي، واستمر زواجهما لمدة 9 سنوات، وأنجبا ثلاث بنات، وتزوج للمرة الثانية من السيدة جيهان السادات التي أنجب منها 3 بنات وولد.
ومن أشهر أقواله على سبيل المثال لا الحصر– أن البناء لم يشغلنا عن المعركة، ولا المعركة شغلتنا عن البناء وفي الحقيقه فان المعركة هي من اجل البناء كما ان البناء هو من اجل المعركة. ان الديمقراطية هي صوت وحركة الجماهير وبلا وصاية.
هذا الشعب المصري لم يعرف في تاريخه النضال بالكلمات ولا مارسه في يوم من الايام والدليل علي ذلك ماقدمه هذا الشعب من عطاء حقيقيللمعركة وما سوف يقدمه من عطاء.
شغل الاحتلال البريطاني لمصر بال السادات، كما شعر بالنفور من أن مصر محكومة بواسطة عائلة ملكية ليست مصرية، كذلك كان يشعر بالخزى والعار من أن الساسة المصريين يساعدون في ترسيخ شرعية الاحتلال البريطاني، فتمنى أن يبنى تنظيمات ثورية بالجيش تقوم بطرد الاحتلال البريطاني من مصر، فقام بعقد اجتماعات مع الضباط في حجرته الخاصة بوحدته العسكرية بمنقباد وذلك عام 1938، وكان تركيزه في أحاديثه على البعثة العسكرية البريطانية ومالها من سلطات مطلقة وأيضا على كبار ضباط الجيش من المصريين وانسياقهم الأعمى إلى ما يأمر به الإنجليز، كما شهدت هذه الحجرة أول لقاء بين السادات وكل من جمال عبد الناصر، وخالد محي الدين، ورغم إعجاب السادات بغاندي إلا أنه لم يكن مثله الأعلى بل كان المحارب السياسي التركي مصطفى كمال أتاتورك، حيث شعر السادات بأن القوة وحدها هي التي يمكن من خلالها إخراج البريطانيين من مصر وتغيير النظام الفاسد والتعامل مع الساسة الفاسدة، كما فعل أتاتورك في اقتلاع الحكام السابقين لتركيا.كانت أيام حرية الزعيم الراحل معدودة، حيث ضيق الإنجليز قبضتهم على مصر، وبالتالي على كل مناضل مصري يكافح من أجل حرية بلاده مثل السادات، فتم طرد السادات من الجيش واعتقاله وإيداعه سجن الأجانب عدة مرات، حيث قام بالاستيلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان "ضد الإنجليز" وذلك لاستغلال ذلك الجهاز لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر، وفى السجن حاول السادات أن يبحث عن معاني حياته بصورة أعمق وبعد أن مضى عامين 1942، وحتى1944 في السجن قام بالهرب منه حتى سبتمبر 1945 حين ألغيت الأحكام العرفية، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقا للقانون، وفى فترة هروبه هذه قام بتغيير ملامحه وأطلق على نفسه اسم الحاج محمد، وعمل تباعا على عربة تابعة لصديقه الحميم حسن عزت، ومع نهاية الحرب وانتهاء العمل بقانون الأحوال العسكرية عام 1945 عاد السادات إلى طريقة حياته الطبيعية، حيث عاد إلى منزله وأسرته بعد أن قضى ثلاث سنوات بلا مأوى.كما أدى حبس السادات في الزنزانة 54 بسجن القاهرة المركزي إلى التفكير في حياته الشخصية ومعتقداته السياسية والدينية، كما بنى السادات في سجنه علاقة روحانية مع ربه؛ لأنه رأى أن الاتجاه إلى الله أفضل شيء لأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله أبدا. وأثناء وجوده بالسجن قامت حرب فلسطين في منتصف عام 1948، التي أثرت كثيرا في نفسه حيث شعر بالعجز التام وهو بين أربعة جدران حين علم بالنصر المؤكد للعرب لولا عقد الهدنة الذي عقده الملك عبد الله ملك الأردن وقت ذلك، والذي أنقذ به رقبة إسرائيل وذلك بالاتفاق مع الإنجليز، وفى أغسطس 1948 تم الحكم ببراءة السادات من مقتل أمين عثمان وتم الإفراج عنه، بعد ذلك أقام السادات في بنسيون بحلوان لكي يتمكن من علاج معدته من آثار السجن بمياه حلوان المعدنية.
حرب اكتوبر 1973، أطلق االزعيم الراحل السادات الشرارة التي اندفعت بعدها جيوش مصر وسوريا إلى تحطيم الأسطورة الاسرائيليه اما عن فتره ما بعد الحرب وتحديدا في عام 1974 تم رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادي. وفى عام 1976 قام باعاده الحياه الحزبيه والديمقراطيه حيث ظهرت الاحزاب السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذي أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالى من بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي وغيرها من الأحزاب.
معاهدة السلام في 1977 اتخذ السادات قراره الذي سبب جدلا واسعا بزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصرو إسرائيل، وقد قام في عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
وقد وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن، والاتفاقية هي عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادئ للسلام العربي الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
رحم الله الزعيم الراحل وحفظ الله مصر قياده وشعبا وجيشها وشرطتها.