"شربوا من نيلها".. حكاية سائحتين تركا "بلاد بره" للتسول بـ"الموسيقى" في الأقصر: "عملنا فلوس في القاهرة وبنحب الملوخية" (فيديو وصور)

"إعطني الناي وغني.. فالغنا خير الصلاة.. وأنين الناي يبقى بعد أن تفنى الحياة".. بتلك الكلمات، تغزل جبران خليل جبران، قبل أكثر من مائة عام في الموسيقى والناي، ليختصر نظرية العشق الأبدية بين الإنسان والموسيقى، والتي قد تدفعه لترك بلاده، بما فيها من رغد المعيشة، للاستقرار في بلد أخرى، وكسب لقمة العيش من العزف.مدينة الأقصر، كانت شاهدة على إحدى قصص الحب، بين "الإنسان" و"الموسيقى"، حيث تستقر كل من "ليلا وفالنتينا" في البر الغربي، تاركين بلادهم في أوروبا، للتمتع بالموسيقى، وكسب العيش بالعزف في الشوارع على المارة.فمن بين المهن والوظائف التي يعمل بها السائحين في مصر، اختارت الفتاتين "التسول" كما يصفه أهالي الاقصر، باستخدام الموسيقى في شوارع مدينة الأقصر، وفي السوق السياحي، ليست البضائع التي تشتهر بها الأقصر، هي فقط التي ستلفت انتباهك، ففي إحدى طرقات السوق تقف سائحتين يعزفان الموسيقى لكسب الرزق في أقصى صعيد مصر."ليلا" وصديقتها "فالنتينا"، تعرفا على بعضهن البعض في مدينة "دهب" بشرم الشيخ، وقررا العمل سويا، بدلا من أن يعمل كل منهما بمفرده، بعزف مقطوعات موسيقية، يكسبا من خلالها رزقهم، حيث يدفع المتفرجين جنيهات قليلة، مقابل ما قدماه لهما من عزف.تقول "فالنتينا" أرجنتينة الجنسية، والتي تعلمت كلمات عربية بسيطة، إنها طافت العديد من دول العالم وكانت تعزف الموسيقى لكسب الرزق، حتى وصلت إلى دهب، وقررت أن تعمل مع "ليلا" نمساوية الجنسية.وتابعت "فالنتينا" إنهما يقومان بعزف العديد من الموسيقى، وهما يستخدمان عدة آلات موسيقية من بينها "الجيتار، الأبوا، الأوكورديون"، حيث يعزفا موسيقى إسبانية، ومن روما، وأمريكا الجنوبية وغيرها.وقالت "ليلا"، إنه من الصعب عزف موسيقى عربية أو مصرية، وذلك لأنهم إذا تعرفوا على مصريين للعزف معهم، يقوموا سويا بعزف موسيقى غربية بدلا من العربية، ولأن تعليم نوت موسيقي جديد يتطلب الوقت والجهد.القاهرة كانت المدينة الأكثر ربحًا بالنسبة لـ"ليلا" وصديقتها، فبينما يعلن البعض رضاه عن الموسيقى، يكتفي بالرقص فقط دون دفع مبلغ مالي مقابل ما سمعوه.تعيش "فالنيتنا" مع صديقتها في البر الغربي بالأقصر، وأصبحت الملوخية هي أهم وجبة مصرية يتناولنها على عكس الفول، والكشري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً