تقاس مكانة الدولة وقيمتها الإستراتيجية بمدى انتشار علاقاتها الدبلوماسية، وما تحققه من علاقات ثنائية بين دول العالم، ومدى فاعلية ونشاط النظام السياسي بها وقدرته على تحقيق أهداف الشعب والتأثير في المشكلات الداخلية والإقليمية والعالمية.
ولقد قفز النظام السياسي المصري للبلاد من حافة الدولة الفاشلة التي وصل إليها حال البلاد، والذي كان قد بدأ منذ عام 1994 بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق «حسني مبارك» في أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الإفريقية بالانعزال عن دول القارة الإفريقية التي تنتمي إليها مصر.
واستعادت القاهرة مكانتها بتوسيع دورها الحيوي وعلاقاتها في دوائر الاهتمام العربي والأوروبي والآسيوي والإسلامي والعالمي والتي يأتي في مقدمتها علاقات مصر مع الدول الإفريقية.
زيارات الرئيس
شهد عام 2017 نشاطًا مكثفًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، تنوع بين زيارات خارجية واستقبال للضيوف.
وزار السيسي الإمارات، كما قام الرئيس بجولة خليجية حيث زار دولة الكويت في زيارة رسمية لمدة يومين، كما توجه إلى مملكة البحرين.
واستقبل الرئيس وقرينته الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وقرينته، خلال توقف طائرتهما بمطار القاهرة في طريقهما إلى المملكة المتحدة.
ورحب السيسي بالرئيس كينياتا، معربًا عن ارتياحه لحرص الجانبين على استمرار التنسيق والتشاور المشترك، وجاء اللقاء في أعقاب زيارة الرئيس لنيروبى في شهر فبراير الماضى، بما يسهم في تطوير العلاقات المتميزة بين الجانبين وتحقيق المصالح المشتركة في كل المجالات.
وجدد السيسي الدعوة إلى الرئيس الكينى للقيام بزيارة رسمية إلى مصر، وهو ما رحب به الرئيس الكينى معربًا عن تطلعه لزيارة مصر قريبًا.
كما استقبل الرئيس السيسي المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية.
وأكد الرئيس خلال اللقاء على موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية، وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي، بتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، بما يسهم في عودة الاستقرار لهذا البلد الشقيق، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.
كما التقى السيسي، الدكتور عصام بن سعيد، وزير الخدمة المدنية، عضو مجلس الوزراء السعودي، وذلك بحضور السفير السعودي بالقاهرة.
واستقبل الرئيس السيسي الفريق إيلديفونس هاباروريما رئيس الديوان العسكري بالرئاسة البوروندية، والذي نقل للرئيس تحيات نظيره البوروندي بيير نكورونزيزا، وسلم الرئيس رسالة منه تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة في مختلف المجالات.
وأكد الرئيس ترحيب مصر بالجهود الرامية لدفع الحوار الوطني في بوروندي، بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي شامل، يضمن تحقيق الاستقرار ويلبي طموحات الشعب البوروندي.
والتقى الرئيس السيسي، رايان ماكينيري رئيس شركة فيزا العالمية، وذلك بحضور المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ حيث رحب برئيس شركة فيزا العالمية، معربًا عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الشركة وتوسيع أنشطتها في مصر، خاصة أنها إحدى الشركات العالمية الرائدة في تقديم الخدمات المالية المتطورة.
واستقبل الرئيس السيسي، بمطار القاهرة الملك عبداللـه الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، الذي اصطحبه الرئيس إلى قصر الاتحادية.
كما استقبل السيسي بمقر إقامته في الرياض رئيس طاجيكستان إمام على رحمان.
والتقى الرئيس السيسي بمقر إقامته في الرياض كذلك مع الرئيس العراقي «فؤاد معصوم»، وأكد الرئيس - خلال اللقاء - حرص مصر على تعزيز العلاقات المتميزة والقوية التي تربطها بالعراق، مشيرًا إلى الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، موضحًا دعم مصر الكامل وحدة وسيادة العراق على كامل أراضيه.
والتقى الرئيس السيسي بالرياض مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وأعرب الرئيس الأمريكي في بداية اللقاء عن سعادته بمقابلة الرئيس السيسي، مثمنًا الجهود المشتركة الجارى اتخاذها من أجل تعزيز العلاقات الثنائية.
وشارك الرئيس السيسي في افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورؤساء الدول والوفود المشاركين في القمة.
ورحب الرئيس السيسي بالمستشار النمساوي، مؤكدًا العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والنمسا وحرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلًا عن مواصلة التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
صفقات الأسلحة
تطرح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «CIA» فى بداية كل عام كتاباً عن دول العالم، وهو ما سارت عليه فى العام الحالى 2017 بإصدارها كتاب «حقائق العالم»، الذى تناول عدة ملفات وقضايا عالمية منها «الحدود، التعداد، الزراعة، الصناعة، الموارد الطبيعية، والأنهار والبحار والمحيطات التى تطل عليها»، وغيرها.
ورغم تعدد هذه الملفات، فإن الكتاب تضمن أكثر الأجزاء خطورة، ذلك المتعلق بالصفقات العسكرية والتسلح حول العالم، المقرر توقيعها العام الجارى، التى اخترنا منها أهم دول بمنطقة الشرق الأوسط، وتعرضه «أهل مصر» فى السطور التالية للإجابة عن تساؤل: «هو الرئيس السيسى بيشترى صفقات السلاح دى كلها ليه؟».
1 ـ مصر.. عودة لأمريكا بعد تولى ترامب.. وصفقة «إف 16»
رغم توتر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة فى الفترة الماضية، واعتماد «القاهرة» على صفقات الأسلحة الروسية والفرنسية، إلا أن أحدث صفقات مصر كانت مع «واشنطن» بما يشير إلى بداية تجديد العلاقات بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وتتضمن الصفقة اتفاقية تعاون عسكرى للحصول على مقاتلات «إف 16» متعددة المهام من شركة «لوكهيد مارتن كوربوريشن».
وبحسب المخابرات الأمريكية فإن مصر الآن تتفوق على إسرائيل بشكل نوعى فى الهواء، فى ظل صفقات الطائرات الحربية، وصواريخ أرض - جو، التى يمكن أن تؤثر على حرية سلاح الجو الإسرائيلى على العمل حتى فى المجال الجوى الخاص به.
ومن ضمن الصفقات المتوقع أن تبرمها مصر صفقة رادارات من طراز «AN / MPQ-64F1»، والمعدات ذات الصلة بها، وذلك بتكلفة 70 مليون دولار، فضلا عن البرمجيات وكذلك قطع الغيار ومعدات الدعم والتقنية ونظام اللاسلكى المحمول جوا «منظومة سنكجارس».
وسيتم عقد صفقة مع شركة «بوينج» لتوفير 20 صاروخ «هاربون» لمصر، بمكوناتها وقطع غيارها، إلى جانب مكونات وقطع الغيار للقوات البحرية.
وتعتزم مصر أيضاً، بحسب التقرير، توسيع التقنية القائمة فى مجال الدفاع الجوى، لمواجهة التهديدات التى يشكلها الهجوم الجوي، وتحديث الهدف العسكرى المصرى وقدراته، وزيادة تعزيز العمل المشترك بينها والولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
2- فرنسا ومصر
شراء مصر قمر اتصالات عسكرية بـ600 مليون يورو:
قام وفد مصري رفيع المستوى خلال حضور هولاند والرئيس عبدالفتاح السيسى إلى فرنسا بالتواجد في باريس لإنهاء التفاوض حول 3 صفقات عسكرية جديدة، من بينها توقيع عقد شراء قمر اتصالات عسكرية تبلغ قيمته 600 مليون يورو ويصل العمر الافتراضي لعمل القمر الصناعي الجديد في الفضاء إلى 11 عامًا.
حاملة الطائرات «الميسترال»
تسلمت مصر أول حاملة لطائرات الهليكوبتر من فرنسا من طراز «ميسترال»، وسمتها مصر باسم «جمال عبدالناصر»، وهذه الحاملة أضافت قدرات كبيرة للقوات البحرية، وهي واحدة من حاملتين اشترتهما مصر من فرنسا في فبراير 2015، في إطار اتفاق عسكري بقيمة 1.1 مليار دولار.
«أنور السادات»
بعد تسلم الحاملة الأولى التى حملت اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قبل ثلاثة شهور، تسلمت القوات البحرية الميسترال «أنور السادات»، ثانية قاطرات النقل التعبوى الاستراتيجى خارج حدود مصر، ومركز للقيادة العائم.
الرافال أسطورة المقاتلات
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي توقيع مصر مع فرنسا على صفقة شراء 24 طائرة «رافال»، من إنتاج شركة «داسو» للطيران، وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية «دي سي إن إس»، إضافة إلى صواريخ من إنتاج شركة «إم بي دي إيه»، في عقد قيمته 5.2 مليار يورو.
وقد وقع اللواء أركان حرب منتصر مناع ميهوب، اتفاقية مع شركة «داسو» للطيران الفرنسية، الصانعة لطائرات «الرافال» إلى جانب توقيع عقد مع شركة «إم بي دي إيه» اتفاقية لصنع الصواريخ للطائرات.
وأعلنت القوات المسلحة عن انضمام طائرتين متعددتي المهام من مقاتلات الجيل الرابع طراز «رافال» لتشكيلات القوات الجوية، لتمثل الدفعة الرابعة من هذا الطراز التي تتسلمها مصر في إطار اتفاق الشراكة الإستراتيجية مع دولة فرنسا حتى يصل عدد الطائرات الى 11 طائرة من إجمالى 24 طائرة تتسلمها مصر وفقا لبرنامج زمنى محدد.
وتتميز «الرافال» بقدراتها القتالية والتعامل مع الأهداف المعادية بكفاءة ودقة عالية، وتعد الأحدث داخل الطيران المصري، لما لها من قدرات قتالية عالية.
الفرقاطة
أضيف إلى مجال التسليح المصري قطعة حربية بحرية جديدة، جاءت استكمالًا للحرص المصري الشديد خلال الفترة الأخيرة، على الاستعانة بأقوى أنواع الأسلحة الحربية الجوية والبحرية والبرية من كل دول العالم لاسيما روسيا وفرنسا.
وبالفعل كانت القطعة البحرية التي تسلمتها مصر، من الجانب الفرنسي تلك المرة، وهي الفرقاطة أو «جويند»، التي تم تدشينها كأول فرقاطة مصرية من هذا الطراز يتم تشييدها في فرنسا، وذلك في موقع الشركة المُصنعة «DCNS» بمدينة لوريان الفرنسية.
نقلا عن العدد الورقي.