أفريقيا والضباع الثلاث!!

إفريقيا كنز الأرض ونقطتها الإستراتيجية وسوق العالم الأكبر،، مطمع للغزاة على مر العصور تصارعت قوي الاستعمار الإنجليزية والفرنسية وأيضًا العثمانية للسيطرة على الأرض السمراء، وبعد سنوات ظلام تحررت إفريقيا من الاحتلال، وكان لمصر دورًا كبيرًا في هذا سطره التاريخ ولن يستطيع أحد محوه فقد كتب بسلاسل من نور، وبعد عقود من الزمان يريد المغتصب والمحتل القديم العودة من جديد لسلب ثروات القارة الإفريقية من جديد ربما بشكل استعماري مختلف يعتمد علي الهيمنة الاقتصادية ومن ثم التبعية السياسية والتي تحقق رضوخ وإزلال للشعوب وبالتالي سلب الإرادة الوطنية.

ثروات إفريقيا أغرت أعين طامعين جدد مثل اسرائيل وقطر، ورغم أن المطمع التركي في المنطقة قديم إلا أن أيضا الدول الثلاث يكنون العداء لمصر وشعبها بشكل يجعلهم يظنون أنهم يستطيعون محاصرة مصر في مجالها الإفريقي، وهو الأمر المستحيل فرغم ما شاهدته العلاقات من جفاء في فترة حكم مبارك الإخيرة إلا أن العلاقات الشعبية بين الشعب والمصري والشعوب الإفريقي لاتزال في أحسن حالاتها ولن تتأثر بالعلاقات الرسمية، أيضا الأزهر مازال المنارة الحقيقة للمسلمين في أفريقيا ورغم محاولات أردوغان المستميته لتحتل الجامعة الإسلامية في إسطنبول مكانة الأزهر اخلا أن التاريخ ينتصر دائما للأزهر، إذًا لا خوف من تحركات الضباع في أفريقيا فالأسود الأفريقة تلتهم الغرباء بسهولة!.

إسرائيل قطر تركيا الدول الثلاث كثفوا من تحركاتهم داخل القارة الإفريقية خلال العام الماضي نتنياهو زار القارة السمراء ثلاث مرات خلال ١٨ شهر في حين جأت موزة والدة تميم الي السودان ومن ثم جاء أبنها في جولة ضمت ٦ دول إفريقية وبعدها بأيام قدم اردوغان الي أفريقيا بصحبة رجال اعمال ومستثمرين، ولا ننسي بالطبع زيارة رئيس وزراء اثيوبية لقطر ولقائة مع الشيخة موزة والصورة الشهيرة!!.

إذا ماذا تريد الدول الثلاث من أفريقيا وهل المستهدف الحقيقي هو الخام مصر عن محاربتها للإرهاب بقضايا إقليمية أخري ؟ ربما لكل دولة من الدول الثلاث مطمع مختلف ولكن في الحقيقة هم يتفقون علي فكرة أشغال مصر عن محاربة الارهاب بعد أن استطاعة الدولة المصرية تحقيق نجاح كبير وعاد دورها الإقليمي يسيطر علي الأوضاع في الشرق الأوسط فنجد مصلاحة فلسطينية تتحقق ومساهمة مصرية فعالة لحل الأزمة السورية ومساندة الجارة ليبيا في النهوض من جديد وغيرها من الأدوار الفعالة والتي كبدت قوي الشر خسائر كبيرة بعد أن كاد يتحقق مخططها في تقسيم الشرق الأوسط الجديد، أيضا هناك جانب آخر لتواجد هذا الثلاثي في أفريقيا علي صعيد تركيا فمازال حلم الخلافة يراود اردوغان ويحاول السيطرة علي الارض التي احتلها أجداده وهو ما ظهر في زيارة السودان الأخيرة بعد أن منح البشير إدارة جزيرة سواكن لتركيا وقد سبق للدولة العثمانية إستخدام هذه جزيرة مركزا لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885، وتقوم تركيا الان بترميم الآثار العثمانية في الجزيرة تمهيدا لجعلها متحف عثماني كبير وايضا الجزيرة ثاني اكبر ميناء بحري في بالسودان وبهذا تكون تركيا سيطرت علي منفذ بحري جديد بعد ان سيطرت علي الموانئ الصومالية، بالطبع من الممكن ان تحتوي الجزيرة علي قاعدة عسكرية تركية لتصبح القاعدة التركية الثانية في افريقيا بعد قاعدة الصومال!!.

التدخل الناعم لتركية لفرض النفوز في افريقا لا يختلف عن ما تفعلة إسرائيل التي بدأت في بداية الأمر بمغازلة يهود الفلاشة في اثيوبيا وبالفعل فتحت أمامهم أبواب الهجرة لاسرائيل ومن ثم تنامت العلاقات الاثيوبية الإسرائيلية،ايضا جنوب السودان بالتحديد شهد دعم اسرائيل في المجال الزراعي ونشرت صفحة اسرائيل بالعربية منذ أسابيع صورة لفلاح في جوبا يرفع علم اسرائيل متفاخرة بهذا، زيارة نتنياهو الاخيرة لأفريقيا لحضور حفل تنصيب الرئيس الكيني ألقا خلالها كلمة احتوت علي عبارات عاطفية وشعارت يغازل بها الأفارقة وعلى هامش الحفل ألتقى بعدد من القادة الأفارقة، ولكن الأخطر أن تطرح إسرائيل فكرة أنها تريد أن تتواجد داخل الأتحاد الإفريقي كعضو مراقب مثل ما فعلت مع الأتحاد الأوربي، وهو للأسف ما تدعمة بعض الدول الإفريقية ومازال يرفضه الكثير، أما عن قطر فهي كالغريق تحاول فقط تقليد قادتها اسرائيل وتركيا في حين كل ما تفعله من ضجيج هو بلا اي طحين ولن يسفر عن شئ فدورها يقتصر كونها مهرج يريد أشغالنا عن مطامع تركيا وإسرائيل في القارة السمراء، اذا حرب اشغال مصر عن قضيتها وعن نهضتها لا جدوا منها فمصر ستنتصر بحكم التاريخ والجغرافيا وأيضا بإرادة شعبها وعزيمة جيشها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً