"لن نسمح لكم بالتقليل من شأن مصر" بهذه العبارة بدأ السفير المصري ياسر رضا لدى الولايات المتحدة رسالته إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اعتراضا على مقال نشرته الصحيفة يطالب بتقليص المعونة الاقتصادية لمصر.
وتضمنت رسالة السفير المصري "إلي أندرو ميلر وريتشارد سوكولسكي" إن المقال الذي نشر في 19 ديسمبر الماضي بعنوان "في الواقع، مصر حليف مزعج"، يقلل من أهمية مصر لأمريكا".
جاء ذلك في باب المقالات في الصحيفة الأمريكية نفسها التي اساءت لمصر رداً علي مقال الكاتبان في النيويورك تايمز، وكانت الصحيفة الأمريكية قد نشرت مقالاً بعنوان "في الواقع، مصر حليف مزعج" اعتبرا فيه الكاتبان الذين وردت اسماءهم في رسالة السفير المصري، أن العلاقات الأمريكية المصرية تتراجع لصالح روسيا.
وبدأ الكاتبان المقال أنه "عندما يزور نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مصر يوم الأربعاء، فإنّه يسير على خُطى عدد لا يحصى من المسئولين الأمريكيين الذين توقفوا في القاهرة للثناء على الشراكة الاستراتيجية، بين الولايات المتحدة ومصر".
واعتبرا أن هذه الطريقة التي تم السير عليها خلال السنوات الماضية، أصبحت نقطة محادثة قديمة فارغة وسيئة، ولا ينبغي أن يستمر بنس فيها.
ورداً علي ذلك قال السفير المصري في امريكا أن " مصر دولة تعمل بجدية لتحقيق الأهداف الاقتصادية و الاستراتيجية التي تعمل عليها، لذا يجب أن تُدعم وليس ينفر منها، أما عن أمريكا فهي تحصد العديد من الفوائد من دعم مصر والنهوض بأولوياتنا المشتركة، أما عن المساعدة التي يريد الكاتبان تقليصها كانت موجودة دوما ويجب أن تبقى، أداة لدعم الحلفاء وليس من أجل استخراج التنازلات".
ورأى الكاتبان أن "المصالح الأمريكية المصرية في تباين بشكل متزايد والعلاقة الآن أقل مما كانت عليه في السابق، ووجها الحديث لنائب الرئيس الأمريكي قائلين بنس يجب أن توضح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن الدولتين تحتاجان لإعادة الوضع السابق في العلاقات، مع البدء بمسألة التقليص الكبير في المساعدات العسكرية الأمريكية".
وعلي تلك الفقرة قال السفير أن مصر عازمة في حربها ضد الإرهاب عسكريًا بالإضافة لتحديث الخطاب الديني وزيادة التسامح.
وأضاف مقال الكاتبين: "بالإضافة للحفاظ على أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، هذا سوف يبعث برسالة هامة لباقي متلقي المساعدة الأمريكية، وهي أن دعمنا ليس بلا شروط، كما سوف يساعد في إلغاء فكرة أنّ هذا شوّه العلاقات المصرية الأمريكية".
وأشار السفير بالرد علي هذه الفقرة إلى أن مصر تعهدت ببرنامج إصلاح اقتصادي صعب، أشاد به مراقبون دوليون، وأنها تعزز مؤسساتها الوطنية في منطقة تعاني من تآكل دول قومية، معتبرًا أن هذه الجهود تقف في صف المصالح الأمريكية طويلة الأمد بالمنطقة.
واعتبر المقال المحرض أن أية شكوك بشأن كون مصر لم تعد شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، أزيلت مع الاتفاق الأولي، المصري الروسي الذي يمنح حق الاستخدام المتبادل للقواعد الجوية بين البلدين.
ورداً علي هذا فإن مصر من حقها إقامة علاقات استراتيجية و عسكرية مع أي دولة تؤمن لها المصلحة العامة و ليس من حق أي دولة التدخل في شؤونها الداخلية و العسكرية ،كما أن مصر لم تتدخل في بناء القواعد الأمريكية في دول تصنف بإنها إرهابية أو داعمة للإرهاب و لم تتدخل في علاقات أمريكا الخارجية و شؤونها العسكرية.
وقال الكاتبان: إنّ"هذا فقط هو المثال الأحدث للسلوك غير الودي من صديق مزعوم"، مشيران إلى أن "مصر قدمت دعمًا عسكريًا ثابتًا للجنرال خليفة حفتر الذي يخوض جيشه الوطني الليبي مواجهات مع قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليًا ومدعومة من الولايات المتحدة".
و ردأ علي ذلك فمصر لم تدعم المشير خليفة حفتر ضد المعارضة أو غيرها بل تدعمه لحماية أمنها القومي من الجهة الغربية بعد توطين تنظيم داعش سرت و مصراتة لتكوين بؤر إرهابية للاعتداء علي مصر و زعزعة استقرارها، كما أن مصر ليست لها علاقة بالشؤون الداخلية الليبية بل هي تدعم الشرعية في ليبيا للقضاء علي الإرهاب.
وبحسب المقال، فقد عارضت مصر مع روسيا الولايات المتحدة في الأمم المتحدة حول قضايا تتعلق بسوريا وفلسطين وإسرائيل، كما تم الكشف عن التعاون العسكري والاقتصادي المصري مع كوريا الشمالية وفي هذا العام.
رداً علي ذلك فمصر لم تنساق وراء روسيا في دعم فلسطين أو سوريا بل انساقت الدول جميعاً وراء مصر حيث أنها تقود مبادرات حل القضية الفلسطينية و السورية، أما رفض مصر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس عاصمة إسرائيل فهو نابع من مساندة مصر من عام 1948 للقضية الفلسطينية و الذي قد أشرنا إليه في الموقع يوم 17 ديسمبر2017، أما عن سوريا فيحسب مصر أنها قادت عدة مبادرة في 5 مدن سورية وساعدت في التخلص من داعش.
وقال الكاتبان إن حكومة السيسي قد ساهمت بقليل في الحملة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، وتتجاهل بشكل ثابت العروض الأمريكية لتدريب القوات المصرية على أسلوب وتكتيكات مواجهة التمرد التي يمكن أن تساعد في مواجهة التمرد في سيناء.
ورداً علي ذلك أن مصر لم تحتاج التدريبات الأمريكية لمواجهة الإرهاب في سيناء حيث أن الجيش المصري يتم الاستعانة به في عدة دول للاستفادة من قدراته ومواهبه القتالية في دحر الإرهاب التي تقف مصر أمامه.