ضاقت بنا كل السبل ولم نجلس بعدالتخرج واضعين أيدنا على خدنا ولم نجد وسيلة للعيش في مجتمع لا يرحم أحدًا سوى عربة صغيرة ملئه بأنواع عديدة من سندوتشات الجبن والمربى وكل ما تشتهي الأنفس من الأطعمة الحلو والحادق، يديرها شابين في مقتبل عمرهما وأطلقا عليها اسم «حلم الغلابة».
أنهى عقدين من عمرهما، قضاهما في التعلم والدراسة، ضرب بشهادتهما الجامعية عرض الحائط، بعد أن فقدا صبرهما في اللهث وراء وظيفة حكومية أو قطاع خاص بمؤهلهما، ففي ظل عدم قدرتهما على العمل بالشهادات التي تلقاينها طيلة حياتهم وبالرغم من حصولهما على مؤهل عالٍ لم يجد ملجأ إلا الجلوس على الطرقات لبيع سندوتشات.
«باسم محمد»، و«محمد عاطف»، حاصلان على بكالوريوس زراعة، عندما انهى كلًا منهما حياته الجامعية وبدلًا من أن يجلسا على المقاهي كغيرهما من الشباب العاطل الذي تملكه اليأس في انتظار الوظيفة الحكومية معتمدا على والديه في الصرف عليهم، ولكن كان الوضع مختلف مع (باسم ومحمد) فقد قاما بالتفكير في مشروع صغير فور تخرجهم.
يقول باسم محمد، "بدأت الفكرة من طموح صغير أني نفسي أعمل حاجة كبيرة لنفسي وفكرت في أني أعمل سندوتشات وأبيعها على عربية في الشارع وكلي اقتناع أن مشروعي الصغير هيبدأ يكبر معايا لحلمي الكبير".
وأضاف باسم، أنا بدأت أنا وصديقي محمد عاطف بمبلغ صغير جدًا بدأنا نجيب علب جبنة ومربى وحلويات تنفع تتعمل سندوتشات، وبدانا بـ2 جنيه للسندوتش وقررنا نخلي كل السندوتشات بتعتنا أقل من 5 جنيه على الناس كلها تاكل وعلشان ربنا يكرمنا وسمنها حلم الغلابة لدرجة أن الناس دايما كانت بتشجعنا على أننا نجيب سندوتشات جديدة ومختلفة وأغلب زباينا من طلبة الكلية وأصحاب المحلات التجارية وبعض المغتربين".
وقال محمد عاطف، "دخلنا نظام سندوتشات الدليفري للوصول لأي مكان داخل المحافظة ويعتبر دة أول مشروع شبابي بفكرة جديدة يقام على أرض مدينة الخارجة، ونتمنى باسم وصديقة يتم الموافقة على ترخيص كشك صغير لنا".