لما نلاقى وزير الطيران المدنى "شريف فتحى" يتعجب من تعاطى الإعلام الغربى مع أزمة الطائرة المصرية القادمة من مطار "شارل ديجول الفرنسى"، ما بين الثناء على طريقة تعاملنا مع الأزمة، ووضع سيناريوهات عدة قبل أن تظهر الحقائق.
كان الأولى بمعالى وزير الطيران أن يتعجب كل العجب من تعاطى "الإعلام المصرى" مع نفس الأزمة.
فالإعلام الغربى أيا كانت توجهاته، يغلب عليه بالدرجة الأولى، التوزيع الأكبر للجرائد المقرؤة، والمشاهدات العالية للمواقع الإلكترونية، والقنوات التلفزيونية والفضائية الغربية.
وبالعودة لإعلامنا المصرى، فتوجهه (وان واى) اتجاه واحد محدد ومعروف، إعلام وطنى هدفه الأول والأخير معرفة الحقيقة وتوصيلها للمصريين وللعالم أجمع.
أقصد هنا بالإعلام المصرى الإعلام التابع للدولة والإعلام التابع للمعارضة، يتوحد الجميع فى توجههم لمواجهة الأزمات، خاصة عندما تكون الأزمة قومية تمس الدولة ومؤسساتها.
فأكثر ما يدعونا للتعجب والذهول، إحدى القنوات الفضائية المحسوبة على الدولة والمؤيدة للنظام تأييدًا أعمى لكل قراراته (وهذا ليس موضوعنا الآن)، يطلع علينا مذيع لولبى يدعو لدعم وتأييد شركة مصر للطيران! إحساس رائع ونابع من وطنيته بالتأكيد، يُشكر عليه.
وطبعا بدورها مواقع التواصل الاجتماعى تتلقى الرسالة، فتبدأ هى الأخرى بالتفاعل بهشتاجات مؤيدة وداعمة لشركة "مصر للطيران"، على اعتبار أن ذلك مساندة للدولة ومؤسساتها الوطنية.
أتساءل وأتعجب بدورى، ويحضرنى هنا سؤال لولبى:
لماذا كل هذا الدعم لشركة مصر للطيران؟! وكأننا جميعا نخشى أن تكون الشركة هى المسئولة عن اختفاء أو سقوط الطائرة المصرية! فبدأ الجميع بالخطوات الاستباقية بالمزيد من التأييد والدعم قبل معرفة ماحدث وقبل ظهور نتائج التحقيقات!
تخيل عزيزى القارئ، أن من يحتاج كل هذا الدعم هو "الطيران الفرنسى" وليس "الطيران المصرى"! لأن المسئولية تقع على الدولة وشركة الطيران التى تم (إقلاع الطائرة) منها.
هل تعلم أيضًا عزيزى القارئ أن المواطن الفرنسى، يحبس أنفاسه بعد حادث سقوط الطائرة المصرية، لأنه يعلم جيدًا عن علم وليس جهلا، أن مطار الإقلاع فرنسى.
فكان الجدير بإعلامنا المصرى وبالمذيع اللولبى أن يوجه كل الدعم والتأييد للطيران الفرنسى، أخشى كل ما أخشاه أن يكون إعلام القنوات المؤيدة للنظام (كالدبة التى قتلت صاحبها).
معالى وزير الطيران المحترم "شريف فتحى":
أيهما أولى بالتعجب، الإعلام الغربى أم الإعلام المصرى؟!
لذلك سأقولها بكل ثقة وعن علم وليس عن جهل #ادعم_الطيران_الفرنسى.