"ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تفرج".. يبدو أن البيت الشهير بات معبرا عن أزمة سد النهضة الإثيوبي، لا سيما بعد أن ضاقت السبل وفشلت المحاولات فى التوصل إلى حل مع الجانب الإثيوبي، حتى بدأت الأزمة فى الاتجاه شيئا فشيئا إلى الهدوء والحل، خاصة بعد تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أيام بأن مصر لا تحارب أشقائها.
واليوم الأربعاء، وصل إلى القاهرة، وفد وزاري إثيوبي برئاسة ورقينى قيبيو وزير خارجية إثيوبيا، فى زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يشارك خلالها فى فعاليات الدورة السادسة للجنة العليا "المصرية - الإثيوبية" المشتركة.
وناقش وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الإثيوبي وركنه جيبيو، تطورات المفاوضات الخاصة بسد النهضة، وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الوضع في الصومال وجنوب السودان.
وأعرب شكري عن تطلع مصر لتلقى إخطارا رسميا من إثيوبيا بشأن التصديق على اتفاق التجارة بين البلدين لعام 2014 من أجل دخول الاتفاق حيز النفاذ، وبما يسهم في زيادة حجم التجارة بين البلدين.
كما عكست المحادثات بين الوزيرين الرغبة المشتركة في زيادة الاستثمارات المصرية في إثيوبيا في مجالات الزراعة والصناعة والدواء، بما في ذلك العرض المقدم من إحدى الشركات المصرية لإنشاء منطقة صناعية في إثيوبيا باستثمارات تبلغ نحو 120 مليون دولار أمريكي، بحسب البيان.
كما أعرب الجانبان، عن اهتمامها بتعزيز التواصل بين شعبي البلدين من خلال آلية الدبلوماسية الشعبية من أجل الحفاظ على العلاقات الطيبة وإزالة أي سوء فهم قد يطرأ بين الجانبين، بحسب البيان.
واتفق العديد من الخبراء حول أهمية تلك الزيارة وخاصة بعد تعثر المفاوضات بين مصر والسودان وأثيوبيا حول الفصل فى قضية سد النهضة.
وفى هذا السياق، قالت أنيسة حسونة، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن زيارة وزير الخارجية جاءت بتوقيت هام وضرورى، نظرًا لتعقد التطورات حول أزمة سد النهضة.
وأكدت "حسونة" فى تصريحات لـ"أهل مصر" أن هناك تحولات كثيرة بمنطقة إثيوبيا، مشيرة إلى أن زيارته إلى القاهرة وجلوسه مع وزير الخارجية المصري ضروري للاتفاق حول ما آلت إليه الاتفاقيات بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وأشارت إلى أن الحكومة المصرية لن تترك أي دولة مهما كان حجمها تقترب خطوة واحدة لتهدد أمنها المائي، لافتة إلى إن حديث وزير الخارجية المصري سامح شكرى حول إعلان المبادئ الذى أعلنته مصر والسودان أعتقد بأنه سيكون بداية التعاون القوى بين دول حوض النيل.
وقال النائب أحمد علي، عضو لجنة الشئون الخارجية، إن زيارة وزير الخارجية الإثيوبى لمصر، يؤكد قوة ودعم العلاقات بين مصر ودول حوض النيل.
وأشار عضو مجلس النواب فى تصريح خاص لـ"أهل مصر" إلى إن مصر تربطها علاقات وطيدة بإثيوبيا، متوقعًا زيادة الاتفاقيات حول ضخ مصر استثمارتها بإثيوبيا خاصة فى قطاع الزراعة.
وتابع علي، أن مصر تحرص على تقوية العلاقات بينها وبين دول حوض النيل، مشيرًا إلى أنه فى القريب العاجل ستشهد العلاقات بين كلا الدولتين انفراجة قوية.