يعمل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الذي يبث تجريبيًا منذ إنشائه عام 2015، على تصحيح الدين الإسلامي عند الشباب، وتسهيل حصول المسلمين على الفتاوى بعدة لغات، بالإضافة إلى التصدي للفتاوى المتشددة ونشر الوعي عند النساء وتصحيح المفاهيل المغلوطة حول قضايا المرأة في الشريعة الإسلامية.وأكد حسن شلبي، منسق قسم الفتاوى الهاتفية بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المركز يضم قسمًا خاصةً بفتاوى النساء يعمل به نساء فقط. التقت "أهل مصر" بـ"حسن شلبي" منسق قسم الفتاوى الهاتفية بمركز الأزهر العالمي للفتوى؛ للاطلاع على الحملات التي يقوم بها مركز الأزهر العالمي للفتوى وكيفية إنقاذ الشباب من الأفكار الخاطئة والمتطرفة والخطط المستقبلية للمركز وكيفية محاربة الفتاوى الخاطئة التي تصدر عبر البرامج التليفزيونية.. إلى نص الحوار:هل قام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بحملات قبل حملة "شركاء الوطن"؟
حملة "شركاء الوطن" ليست الحملة الأولى التي أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ فسبقها حملات متعلقة بـ"حق الطفل" وحملات موسمية تتعلق بشهر رمضان، وحملة تتعلق بالجزار وكيفية التعامل مع الأضحية؛ لضبط سلوك الشارع المصري، موضحًا أنه مع كل مناسبة يجرى البحث عن الظواهر السلبية التي تحدث للتركيز عليها، دون التركيز على تدخل الدولة بمنع ذلك من عدمه، معربًا عن سعادته في حالة تشابه حملات الأزهر الشريف مع توجهات الدولة لمنع الظواهر الضارة بالمجتمع.كيف يمكن أن تصل الحملات التي يطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى بسطاء الحال وغير القادرين على استخدام وسائل التكنولوجيا؟
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يمتلك وسائل عديدة يمكن من خلالها الوصول إلى أكبر عدد من فئات المجتمع، منها موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والبوابة الإلكترونية والقوافل والجلوس في المساجد عن طريق خطط سير الوعاظ بمختلف المساجد ومراكز الشباب وغيرها من الأماكن التي يتواجد بها عشرات المواطنين.بالنظر إلى فتاوى غير المؤهلين التى تتصدر البرامج التليفزيونية.. ما هى آليات مركز الأزهر لمواجهتها؟
المهمة الأساسية لمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، هي القضاء على فوضى الفتاوى، ولتحقيق ذلك قام المركز بإتاحة طرق تواصل للجماهير، منها التواصل عن طريق الهاتف "19906"، وبمجرد الاتصال يسمع طالب الفتوى رسالة مسجلة تتيح له اختيار نوعية الموضوع الذي يقع ضمنه الفتوى التي يرغب بها، وتعد تلك وسيلة تمكن المسلم من الحصول على الفتوى الصحيحة في حالة سماعه فتوى أثارت قلقه بإحدى البرامج.والطريقة الثانية للقضاء على الفتاوى الخاطئة التي يمكن أن تصدر عن البرامج التليفزيونية، هي البوابة الإلكترونية التي تتيح للمسلم مراسلة المركز، والرسالة في تلك الحالة تمر بـ3 مراحل: المرحلة الأولى يجيب إحدى الشيوخ على السؤال ونطلق عليه لقب المحرر، والمرحلة الثانية يجيب شيخ أخر على السؤال يكون أعلى من الأول بالدرجة العلمية والتخصص وأكثر تعمقًا، يطلق عليه "المعتمد"، والمرحلة الثالثة والأخيرة هي مرحلة "المرسل"، وهو المتخصص في سؤال الراسل سواء كان في باب المعاملات أو العبادات أو أحوال الشخصية، ويقوم بمراجعة الفتوى من جهة الشكل والمضمون والدليل واللغة والأسلوب، حتى تكون الفتوى أثناء خروجها من المركز وثيقة من وثائق الأزهر الشريف.وهناك قسم متخصص داخل مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية متخصص بمتابعة وسائل الإعلام التي تتناول الجوانب الدينية عامةً والفتوى خاصةً، وفي حالة صدور فتوى، يتعامل معها المركز من خلال الرد عليه بنشر مقطع فيديو عبر البوابة الإلكترونية الخاصة بالمركز لا يتجاوز 3 دقائق، قائلًا: "مثلُا لما الأستاذ عماد أديب استضاف الإرهابي لعمل حوار، هذا الحوار قمنا بفحصه وتصحيح الأخطاء به ونشر الصحيح حتى لا يقع المسلمين تحت تأثير ذلك الفكر الخاطئ".هل هناك تعاون بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والجامعات ومراكز الشباب لحماية الشباب من الأفكار المتطرفة؟
الخطة المستقبلية للمركز العالمي للفتوى الإلكترونية ستتركز الحملات على الأندية الشبابية ومراكز الشباب والجامعات، لكن الفترة الحالية يعمل المركز على عقد بروتوكولات مع هذه المؤسسات.الأزهر في الوقت الحالي بدأ يفكر خارج الصندوق، ولذلك توصل إلى أن مشاكل الشباب أقرب من يشعر بها ويحاول إيجاد حلول لها هو الشباب، وهذا ما دفعه الأزهر الشريف إلى إدخال الشباب في العمل، موضحًا أن الشيوخ تفكيرهم منفصل عن واقع الشباب حاليًا.الشباب من وقتًا لآخر يأخذ الفتاوى الخاصة بالعلاقات العاطفية وأمورهم الدنيوية من مقدمي البرامج الإذاعية والضيوف من الممثلين.. كيف يصحح مركز الفتوى العالمي هذا الوضع؟
الحصول على فتوى لم يعد صعبًا كالماضي بعد توفر وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك لم يعد هناك عذر لمن يأخذ الفتوى من متشدد أو مدعي للعلم أو ممثل، فالمجتمع يحتاج بشكل أو بآخر إلى احترام التخصص، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحاول ترسيخ احترام العلم في أذهان المجتمع، وكل من يعمل في المركز على درجة كبيرة من العلم في تخصصه.ما هي القضايا التي يستهدفها الإرهاب في المجتمع المصري بعيدًا عن إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين؟
إحداث الفتن الطائفية واحدة من القضايا التي يستهدفها الإرهاب في المجتمع المصري، وهناك أيضًا السعي لشق الصف الوطني، ومحاولة نزع التدين لدي الشباب ومحاولة الإيقاع بهم وضمهم لصفوفهم وتغير معتقدات الدين الإسلامي لديهم.