مازال الفكر السلفي يحاول من وقتًا لآخر أثارة الفتن في المجتمع المصري، من خلال نشر الفتاوى التي تحرم أشياء أحلها الله أو وضع شروطًا لتنفيذها، وكانت آخر تلك الفتاوى، تحريم الداعية الإسلامي، سامح عبد الحميد، "الشات" بين الرجل والمرأة، هذا ما دفع الإعلامي "محمد الغيطي" مقدم برنامج "صح النوم" على فضائية "LTC"، لاستضافته ومناقشة الفتوى، بحضور هويدا عبد الخالق، الداعية السلفية، والشيخ رشيد سلطان، الباحث الإسلامي، وعبير سليمان، رئيس مؤسسة ضد التمييز.
وحلل الداعية السلفي، سامح عبد الحميد، فتواه بحرمة "الشات" بين الرجل والمرأة، بأن الحديث بينهم لا يدور حول علوم الفضاء أوالسياسة أوالدين، بل عن تفاصيل حياتهم اليومية، كما حرم ضغط المرأة على وسائل الإعجاب على "بوست" خاص برجل، أو ترك تعليق، قائلًا: "الراجل بيفكر أنها طالما حطت لايك أو كومنت على البوست يبقى بتحبه ومن هنا تيجي المشكلة"، في الوقت الذي أوضحت فيه هويدا عبد الخالق، الداعية السلفية، أن هناك النساء المتزوجات في كثير من الأوقات تقع في حب رجال على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تحرم التحدث بين الرجل والمرأة في "الشات".
ومن جانبه، أكدت عبير سليمان، رئيس مؤسسة ضد التميز، أن تلك الفتاوى ليس لها علاقة بأصل التحريم، بل تتحدث عن تدني مستوى الأخلاق من الرجل أو المرأة، قائلة: "هما يتحدثون باسم الله وأشياء لم ينزل الله بها من سلطان وكلام أول مرة اسمعه".
في الوقت ذاته، انتقض الباحث الإسلامي، رشيد سلطان، فتوى تحريم "الشات" بين الرجل والمرأة، قائلًا: "الشات ممكن يكون صح وممكن يكون غلط، ولذلك يجب تعليم المسلمين كيفية استخدامه الصحيح وتعلميهم محددات الواقع الذي نمر به وليس التشديد عليهم".
في السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالدقهلية، أن التواصل والتحدث بين البشر على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك- تويتر" في حدود الاحترام والشكل اللائق، مسألة مباحة ومتاحة للجميع.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن تحدث الشباب والفتيات على "فيس بوك" متاح وجائز؛ إذا كان في حدود الاعتدال والاحترام وتبادل الخبرات والمعلومات والأفكار في حدود الأدب الإسلامي.
وأوضح أن التعرف بين الشاب والفتاة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بهدف الزواج، أمر مقبول لكن إذا كان في حدود الأدب والاعتدال والأخلاق، وينتهي بعلاقة زوجية طبقًا للشريعة الإسلامية وبعلم الأهل، مشيرًا إلى أن تحدث الزوج مع زوجته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حالة سفره أمر جائز.
وتسائل " منصور" عن سبب رغبة السلفيين في إثارة البلبلة في المجتمع من وقتًا لآخر، وسماح عدد من البرامج التليفزيونية التي تبث عبر القنوات الفضائية الخاصة باستضافتهم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف دائمًا ما يؤدي دوره ويكشف للمسلمين عن وجه الحقيقة.
وكانت قد أصدرت دار الإفتاء المصرية، في أغسطس 2014، فتوى تحريم المحادثة الإلكترونية بين الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعى إلا في حالة وجود ضرورة، موضحة أن ذلك الأمر يفتح باب الشر، ومدخل من مداخل الشيطان، عقب الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تلك الفتوى في تصريحات صحفية سابقة، موضحًا أن تلك الفتوى هدفها دعم قيم المجتمع المصري.
وأضاف أنه من المباح تحدث الرجل مع المرأة لكن في حدود العادات والتقاليد، موضحَا أن فتزة تحريم المحادثة بين الرجل والمرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاءت نتيجة انتشار تلك المواقع والرغبة في حماية الشباب من الوقوع في الخطأ أثناء استخدامها.