فى يوم كان الظن أن هناك شيئ يستحق أن يجود خيرة شباب الوطن بحياتهم من أجله.. جادوا وقدموا أرواحهم غالية من أجل "حرية" يتوقون لها ويستحقونها، وأملا فى جعل مستقبل بلادهم يملؤه النور، ليمحو كل الظلام والضباب الذى كان يخيم على أرض وطن ابتعلت دماء شهدائها فى طي نسيان مخيف.اليوم تمر نحو 7 سنوات كاملة على اندلاع الثورة جرت فيها دماء كثيرة في عروق الوطن وتغيرت الخريطة الاجتماعية والسلوكية للمواطنين، فظهرت على سبيل المثال الجرائم المستحدثة وأنواعا جديدة من المخدرات، كما لم تحسم الدولة مصير مقار الحزب الوطني المنحل بالمحافظات، كذلك مايزال أسر شهداء يناير يعانون للحصول على حقوقهم.ورغم ضبابية المشهد في أعقاب خطف الإخوان للسلطة في مصر، ومحاولة إغراق البلاد في الفتن والأحلاف، ظهر رجال حملوا أرواحهم على أيديهم لانتشال مصر من آتون الضياع والفوضى، واستعادت مصر في عهد الرئيس السيسي كامل قوتها ونفوذها الخارجي ومكانتها الدولية، وأعاد رسم خريطة النفوذ المصري قاريا ودوليا. حكايات الشهد والدموع لشهداء الإسكندريةفي الذكرى السابعة لثورة 25 يناير، زارت «أهل مصر» منزل الشهيد حسين طه حسين، الذي استشهد بميدان القائد إبراهيم، وسط الإسكندرية، يوم 28 فبراير 2011 الملقب بـ«جمعة الغضب»، حيث تسكن أسرته منطقة سيدي بشر، شرق المدينة، كانت صورته التي تزين المنزل من الخارج جعلته منزلا مميزا في المنطقة.داخل شقته، استقرت صورة الشهيد في كل مكان، في كل مرة بزي مختلف، فتشعر أن مساحة ذلك المكان هي متحفًا لذكرياته أو بالأحرى لذكراه.. استقبلنا الحاج طه حسين والد الشهيد، ووالدته التي ترتدى الزي الأسود، تستقبل به كل من يطرق باب منزلها منذ يوم استشهاده، اتخذته وشاحا يحجب عنها برد النسيان.«ابني من الورد اللي فتّح في جناين مصر، كان بيحب الخير للجميع ويقف دائمًا مع المظلوم، وكان دائم الدعاء لنفسه بأن ينال الشهادة»، كلمات استهلت بها والدة الشهيد حديثها، مشيرة إلى أن نجلها الشهيد كان طالبًا في الفرقة الثانية بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية عندما استُشهد.وأضافت والدة الشاب الراحل، أن نجلها استشهد يوم الجمعة 28 يناير 2011، وقبل يومٍ من استشهاده كان يقول "أنا رايح بكره أغير التاريخ"، مضيفة أنه لم يرجع بعدها إلى المنزل ولا يعلمون عنه شيئًا إلى يوم الأحد، حيث تلقوا اتصالا يفيد بأن نجلهم أصيب خلال أحداث الثورة وتم نقله لإحدى المستشفيات وعندما ذهبوا إلى المستشفى أخبروهم بأنه تم نقله إلى مشرحة كوم الدكة، وتم الاستدلال عليه من خلال "كارنيه الجيم" الخاص به.وتابعت أم الشهيد، أن ابنها حصل على العديد من الشهادات والتكريمات من وزارة التعليم العالي ومن كلية الحقوق الذي كان يدرس بها، وتم إطلاق اسمه على مدرج بالكلية، كما تم إطلاق اسمه على مدرسة ثانوي عام.وحول حكم براءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك من تهمة قتل المتظاهرين، قالت "احنا قضيتنا كانت موجهة ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ووزير الداخلية الأسبق الحبيب العادلي، وبقالنا سنين بنطالب بحقه ممن قتل الشهداء واستنفزنا كل الطرق لأخذ حقنا ولكن كلهم خرجوا براءة، مفيش فايدة خلاص في الكلام.. احنا بنعزي نفسنا في الكلام، كنا بنأمل في إننا يومًا نأخذ حقنا، لكن الحق عند ربنا".في السياق ذاته، قال طه حسين، والد الشهيد، إنه لم يتم تكريمه سوى مرة واحدة، وأن آخر مرة تم التواصل معه كان يوم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث وُجهت إليهم دعوة لحضور احتفالات تنصيبه، مستنكرًا تكريم أُسر شهداء الشرطة والقوات المسلحة فقط خلال الاحتفال بعيد الشرطة ولا يتم تكريم أُسر شهداء ثورة 25 يناير.ولفت والد الشهيد إلى أنه عندما صدر قرار بإدانة الرئيس الأسبق «مبارك» في قضية قتل المتظاهرين والحكم عليه بالسجن 25 سنة، تم عقد اجتماع معهم بمجلس الوزراء برئاسة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، لتلبية كافة مطالبهم واحتياجاتهم، من بينها عمل رحلات حج وعمرة لهم، ولكن لم يحدث شئ، ولم يتواصل أحد معهم بعد ذلك.