دعارة في "استراحة السادات.. قرية "مرجانة" التاريخية بالقناطر تتحول لوكر للأعمال المنافية.. وقصة علاء وجمال مبارك لتخريبها والاستيلاء عليها لإقامة مشروعًا ضخمًا (صور)

قرية مرجانة بالقناطر الخيرية، التابعة لمحافظة القليوبية، من أهم القرى السياحية بجمهورية مصر العربية، أو «كانت» إن جاز التعبير.

في الماضي القريب يتذكر الأهالي أن القرية التي تعانق نهر النيل وتلاطفها الأشجار النادرة من كل اتجاه كانت مقصدا لكل المشاهير والمسئولين والسفراء الأجانب كما كانت استراحة الرئيس الراحل أنور السادات المفضبة لديه، نظرا لموقعها الفريد والطبيعهة الخلابة التي تحاصرها.

يد الاهمال امتدت لتخريب قرية المرجان التي كانت منتزها سنويا لسفيرة هولندا لقضاء أجازة صيفية فى نفس استراحة الرئيس الراحل السادات، وتحول الجمال إلى قبح واختفت ملامح الأناقة واللوحات الفنية والشلالات والزهور ليحل محلها القمامة والجدران المحطمة قبل أن ينتهي بها الحال اسطبلا للخيول والحيونات ومرتعا لاولاد الليل والخارجسن عن القانون وماوى لارتكاب الأفعال المخلة وسك تراخي حكومة نثير للاستغراب وعلامات الاستفهام.

القرية تحتوى على 14 شالية وفندق ثلاث نجوم ومسرح، وملاهى للطفل، وحمام سباحة، وأيضا بها 30 محلا، ومطعما، و4 كازينو سياحى.

وأيضا بها مرسى نيلى للرحلات النيلية من ماسبيرو إلى القناطر الخيرية، كانت قرية مرجانة مركزا لتجمع الفنانين، يبث منها حفلات الربيع وأعياد شم النسيم.

«قرية مرجانة كانت فى أزهى عصورها منذ عشر سنوات».. هذا ما أكده عمرو محى، من أهالى القناطر، لافتا انها كانت من أهم المعالم السياحية بجمهورية مصر العربية، وكانت تجذب أعدادا غفيرة من السائحين، وكيف أن أغلبهم كان حريصا على زيارتها سنويا للنزهة والتمتع برؤية المناظر الخلابة.

ويضيف عاطف سلامة، موظف في المنطقة، أن جميع المسئولين والمحافظين فشلوا في إعادة الحياة للقرية التاريخية، وتركوها للاهمال، منوها أنه لم يكن هناك عاطلا فى ذلك الوقت بالمدينة وأيضا بالمدن والمحافظات المجاورة من كثرة العمل والرزق الوفير.

ويؤكد محمد على، عامل، أن قرية مرجانة كانت مطمعا للجميع لأنها كانت تستحوذ على أعداد كبيرة من السائحين سنويا من مختلف الجنسيات، مضيفا أن وراء دمار تلك القرية علاء وجمال مبارك نجلى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك,لمحاولة استثمارها وتحويلها لقعطة من أوربا، حسب قوله، مضيفا أن القرية كانت مؤجرة لمستثمر بمبلغ 160 ألف فى العام منذ 10 سنوات.

يلتقط على محمود، مهندس، طرف الحديث مضيفا أن القناطر الخيرية هي واجهة المحافظة ويأتي إليها الزوار في جميع المناسبات بالإضافة إلي الرحلات المدرسية ليشاهد الطلاب عظمة وقيمة سدود القناطر والأشجار الكبيرة الشاهقة حيث يوجد بها عدد كبير من الأشجار النادرة ففيها أشجار التين البنغالى والتى لا تقد بثمن ويبلغ عمرها 170 عاما وأيضا بها أشجار الصنوبر عمرها 120 عاما ويزيد سعرها عن 100 ألف جنيه للشجرة، كما يوجد بها شجر الجميز والأكاسيا، والنخل الملوكى.

وأشار أن ترك قرية مرجانة خرابة بهذا الشكل وتحولها إلي وكر للخارجين علي القانون وإسطبل للخيول تشمئز من رائحته النفوس، هو فضيحة للمسئولين.

يقول أحد العاملين بالقرية، إن «مرجانة» كانت مقصدا سياحيا لكثير من رجال الأعمال الأجانب، يأتون للإقامة بها فى خلال فترة تواجدهم فى مصر، قبل أن تصل إلى هذا الوضع المزري، مضيفا أن حجز الشالية فى الأعياد والمناسبات 700 جنيه لليوم الواحد وفى باقى الأيام 250 جنيه، كما لفت بالقول أن القرية الآن عبارة عن مقبرة بمعنى الكلمة.

ويضيف حسنين السيد، موظف، أن قرية مرجانة اصبحت وكرا لسائقى التوك توك، منوها أن الأهالى ضبطوا مؤخرا بعض السائقين يقومون بخطف الفتيات واخفائهن فى أحد الشاليهات المهجورة، كما شهدت عددا من جرائم القتل بها حيث انها مهملة من قبل الأمن، وفق تأكيده.

وبسبب إهمال المسئولين تحولت القرية إلى وكر للمخدرات وأعمال الدعارة وأصبح الفندق إسطبل للخيول وتجمع للخارجين عن القانون ومركز للأعمال المخالفة للآداب، حسب تأكيد الموظف.

ولفت حسين النجار، مدرس، انه فى عهد المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية عام 2010، قررت المحافظة فسخ التعاقد من رجل الأعمال «سامى حجارى»، الذي أعاد إنشاء القرية قبل انتهاء المدة المحددة له بحوالى 7 سنوات، وكشفت المحافظة وقتها عن السبب بأنه أخل بشروط التعاقد، موضحا أنه منذ هذا التاريخ سقطت المدينة من حسابات المسؤولين بشكل غير مسبوق وتركوها بلا أي تطوير أو تحديث حتى تحولت المنطقة إلى غابات.

ومن جانبه أكد مختار شديد، نائب رئيس مدينة القناطر الخيرية، أن قرية مرجانة تتبع عددا من الوزارات وليست في ولاية مجلس المدينة.

وأضاف شديد أن القرية في انتظار مستثمر ليعيدها إلى مجدها القديم، في التنزه وحركة السياحة.

كان المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية الاسبق قد تحمس لتطوير مدينة القناطر الخيرية وقرر طرح شاليهات قرية مرجانة السياحية أمام المستثمرين الراغبين في استغلال موقعها الجغرافي الفريد علي ضفاف النيل وإقامة فندق بأرض محلج القطن الأثري مع الاحتفاظ بقيمته الأثرية والاستفادة من النقل النهري وإقامة مسابقات لليخوت والمراكب الشراعية.

وأرسل عبد الظاهر كراسة الشروط لوزارة الاستثمار لاعتماد المبالغ المالية إلا أن الوزارة قررت إقامة المشروع منفردة ورفضت التعاون مع المحافظة في هذا الشأن حتى تحولت قرية مرجانة التابعة إلي إسطبل للخيول ومرتعا للخارجين علي القانون ومأوي للكلاب الضالة والبوم والغربان.

وأيضا سعى بجدية لتطويرها وإقامة مشروعات استثمارية عليها اللواء رضا فرحات المحافظ الاسبق وتم الاتفاق الفعلى مع عدد من المستثمرين للبدء فى تطوير مدينة القناطر بأكملها إلا أن الوقت لم يسعفه وتم نقله إلى محافظة الإسكندرية، ليعود الوضع كما هو عليه وينتهى حلم أهالى القليوبية بعودة «مرجانة» والسياحة الى مدينة القناطر مرة آخرى.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً