ساعات ويتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أديس أبابا، العاصمة الإثيوبية؛ للمشاركة في اجتماعات القمة العادية الـ30 للاتحاد الإفريقي "الانتصار في معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحول أفريقيا"، التي من المقرر عقدها في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من يناير الجاري، وتأتي تلك المشاركة نتيجة لحرص الدولة المصرية على تدعيم علاقاتها بالدول الأفريقية.
تواجد الرئيس السيسي في العاصمة الإثيوبية يمكن أن يفتح مسارًا لإعادة مناقشة قضية سد النهضة، بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي "هايلي ماريام ديسالين"، لمصر في الثامن عشر من يناير الجاري، مؤكدًا إدراك بلاده أن نهر النيل هو شريان الحياة المصرية، مستبعدًا التفكير تحت أي ظرف في تعريض حياة المصريين للخطر.
وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي خلال زياراته لمصر الفترة الماضية، إمكانية التوصل لمستوى من التفاهم بين البلدين وتبادل الحوار المثمر، معربًا عن استعداد أثيوبيا لحل القضايا العالقة التي من الممكن أن تعيق المفاوضات، وذلك بعد شهور من إعلان مجلس الوزراء تعثر المفاوضات، مؤكدًا متابعته للإجراءات التي تضمن حقوق مصر المائية في ظل احترام القانون الدولي.
وتستعرض "أهل مصر" في السطور التالية أراء عدد من أساتذة العلوم السياسية حول إمكانية تطرق اجتماعات القمة العادية الـ30 للاتحاد الافريقي، للحديث عن أزمة سد النهضة في ظل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإثيوبية على مدار يومين..
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي غدًا السبت إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، تشكل خطوة هامة في قضية سد النهضة، موضحًا أن الزيارة جاءت بدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، أثناء زيارته إلى مصر الأسبوع الماضي، لعقد قمة ثلاثية تضم مصر وأثيوبيا والسودان.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن القمة الثلاثية ستحمل نتائج جديدة بشأن سد النهضة، عقب الأفكار والرؤى التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، منها دخول البنك الدولي، وغيرها من الأفكار المتعلقة بإعادة تدوير المقترحات المصرية التي من المقرر طرحها في القمة الثلاثية.
وأشار فهمي، إلى توقف اللجنة الفنية عن طرح أفكار منذ اجتماعها في القاهرة، وفشل اللقاء في اختراق في موقف إثيوبيا والسودان، وتأكيد مصر على ضرورة وجود توافق جديدة، موضحًا أن الرئيس قال عدة تصريحات هامة في اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء الإثيوبي الفترة القليلة الماضية، وهي وجود مشروعات مشتركة ولجنة مشتركة بين الطرفين، واقتراح منطقة صناعية مع الجانب الإثيوبي.
وشدد أستاذ العلوم السياسية، أن إثيوبيا استمرت في العزف على وتر المماطلة إلى أن اكتمل ما يقرب الـ65 % من مشروع سد النهضة، لكن الوقت الحالي لا يستعدى إلا العمل المثمر والاستمرار في المسار الدبلوماسي والسياسي، موضحًا أن الرئيس قال في إحدى لقاءته أنه لن يجير على دول الجوار "إثيوبيا والسودان"، وسبقها امتلاك مصر أسلحة عسكرية وقوات مسلحة تتمتع بإمكانيات ضخمة، لكن لن يتم استخدامها في التعامل مع قضية سد النهضة.
ومن جانبه، قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدًا السبت إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، من المرجح أن يتضمن اقتراحات جديدة من مصر للتوصل إلى حل يؤمن حصتها من مياه النيل عقب رفض إثيوبيا العروض السابقة.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن مصر تسعى لعمل مسار "مصري - إثيوبي"، بعيدًا عن مسار السودان، موضحًا أن الهدف المصري الاستراتيجي هو خلق مسارين، أولهم مسار "إثيوبيا- مصر" وثانيهم مسار "مصر- السودان".