أدرجت امريكا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على لائحة الإرهاب، وذلك في قرارين من وزارتي الخارجية والخزانة، ليرتفع عدد القيادات الفلسطينية المدرجة على القائمة إلى ثمانية قيادات.
ويأتي إدراج هنية ضمن هذه القائمة، بعد أكثر من شهر من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وبرر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إدراج هنية وثلاث حركات في فلسطين ومصر بأنهم "حركات وشخصيات إرهابية أساسية، بينها اثنان تدعمهما إيران وتهددان الاستقرار في الشرق الأوسط، وتعملان على تقويض عملية السلام، ومهاجمة حلفاء الولايات المتحدة وبينهم مصر وإسرائيل".
-ماذا يعني إدراج هنية علي قوائم الإرهاب؟
قال موقع الخزانة الأمريكية إنه بموجب تصنيف "الإرهاب الأجنبي"، يُمنع أي مواطن أمريكي أو مقيم في امريكا من التعامل مع من يدرج اسمه ضمن هذا التصنيف.
كما تقوم الوزارة بتنبيه البنوك العاملة تحت سيادتها بتجميد جميع ممتلكاته وأمواله الواقعة ضمن أراضي امريكا أو التي تقع ضمن صلاحياتها.
ووفقًا للموقع فإن واشنطن تستخدم هذا التصنيف "ضد كل من يشكل خطرًا كبيرًا لإمكانية ارتكابه أعمالًا إرهابية تهدد أمن المواطنين الأمريكيين، أو الأمن الوطني أو سياستها الخارجية أو اقتصادها.
ويصدر قرار الخارجية الأمريكية بناءً على تقييم أمني تقدمه المخابرات الأميركية كل سنة حول قائمة التهديدات الإرهابية للمصالح الأميركية في داخل وخارج الولايات المتحدة، ويُقدم عادة للكونجرس الأميركي في جلسة خاصة بحسب القانون.
ويشمل مجلس الاستخبارات 17 وكالة للأمن والاستخبارات في الولايات المتحدة، تبدأ من جهاز المخابرات "سي آي أيه" إلى أجهزة جمع المعلومات المتعددة التابعة للجيش الأميركي والأجهزة المرتبطة بوزارة الأمن الداخلي، وتعمل هذه الأجهزة على مواجهة التهديدات سواء القادمة من الدول أو من المنظمات أو الأفراد.
-من هو إسماعيل هنية:
إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، انتخب رئيسا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السادس من مايو عام 2017م خلفًا لخالد مشعل، وبذلك يكون هنية الرئيس الثالث للمكتب السياسي لحركة حماس.
شغل إسماعيل هنية عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة قبل أن يصبح عام 1997 عضوًا في مجلس أمنائها، وتولى رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد الإفراج عنه من السجون الصهيونية.
وكان هنية عضوًا في اللجنة العليا للحوار وممثلا لحركة حماس في لجنة المتابعة العليا للفصائل الوطنية والإسلامية في الانتفاضة الثانية، وترأس إسماعيل هنية قائمة التغيير والإصلاح والتي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة يناير 2006.
-لماذا ادراج إسماعيل هنية بشكل خاص؟
وفقًا لمصادر فلسطينية فأن إدراج أسم "هنية" على قوائم الإرهاب جاء لكسر شوكة حماس حيث أنه العقل السليم والواعي في الحركة، والذي دائمًا ما يقدم علي الحلول الوسط لتفادي الأزمات داخل وخارج الحركة.
كما أن أمريكا من مصالحها الآن إخلاء الطريق ليحيي السنوار فقط تأملًا منها في خدمة مصالحاها ولكن هذا لن يحدث.
وأضافت المصادر أن "هنية" كان صوت العقل في المصالحة بين حماس وفتح التي بادرت بها مصر، لذا فإن إسرائيل تخاف من هذا التكاتف، وبعد فشلها في عدة مرات في فض هذه المعاهدة لم تجد حلًا سوى "كسر شوكة" حماس بتلك القائمة.
وأضافت مصادر فلسطينية أن ما حدث يعد تطورًا خطيرًا وخرقَا للقوانين الدولية التي منحت الشعب الفلسطيني حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال واختيار قيادته.
وأضاف الناطق باسم الحركة حسام بدران، أن "القرار الأمريكي مثير للسخرية، وكأننا كفلسطينيين نبحث عن شهادة حسن سلوك عند امريكا، مؤكدًا أنه بعد قرار ترامب المتعلق بالقدس لم يعد اي موقف مستغرب أو مستبعد".
فيما قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن القرار الأميركي ضد هنية يأتي في سياق الاستهداف الأميركي المتواصل لشعبنا وحقوقه وقضيته وهو يمثل أحد أوجه العداء الأميركي.
وأكد لوكالة الشهاب الفلسطينية أن الارهاب الحقيقي هو ما تمارسه الحكومات الاسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني وأن المقاومة ضد المحتل ليست ارهاب كفلتها كل القوانين والشرائع الدولية
وأكدت الجبهة الشعبية، أن القرار الامريكي بإدراج رموز المقاومة على قائمة الارهاب لا تساوي الحبر التي كتبت به ولن تؤثر على شعبنا ورموزه.
وحذرت، حركة الاحرار من تداعيات العدوان الامريكي على رأس المقاومة الفلسطينية وما يمثله من تشجيع للعدو الصهيوني على استباحة الدم الفلسطيني.
وأشارت كتائب المجاهدين الجناح العسكري أحد الأجنحة لحركة فتح إلى، أنّ ادراج الخزانة الامريكية القائد اسماعيل هنية على قائمة الارهاب خلط للأوراق لصالح الاحتلال وتشويه للصورة الفلسطينية المقاومة.
وفي السياق ذاته، أشار الناطق باسم حماس حازم قاسم، إلى أن القرار الأمريكي بإدراج إسماعيل هنية على قوائم الإرهاب هو محاولة فاشلة للضغط على المقاومة ولن يثنينا عن مواصلة التمسك بخيار المقاومة لطرد الاحتلال.
وأشار الناشط السياسي أدهم أبو سلمية، قرار الخزانة الأميركية إدراج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على قوائم الإرهاب مثير للسخرية ويعبر عن مدى الحقارة التي وصلت لها الإدارة الأمريكية، مضيفًا أن "حماس وقيادتها ليست بحاجة لشهادة حسن سير وسلوك من إدارة تمارس البلطجة والإرهاب في العالم".