"هضبة الجلالة" أحد مشروعات التنمية فى سيناء التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ بداية توليه الرئاسة حيث يعد ضمن مشاريع الأمن القومي ذات الطبيعة الخاصة، لما يحمله من أهمية اقتصادية واستراتيجية، وترجع أهميته الاقتصادية إلى أنه رغم تكلفته التى تبلغ الملايين فإنه يساهم كثيرا فى ربح مليارات الدولارات، وتنشيط السياحة، بينما تتمثل أهميته الاستراتيجية باعتباره أحد مشروعات تعمير سيناء وهو ما يعد أحد خطوط الدفاع ضد أى عدائيات على الحدود الشمالية الشرقية لمصر.
مشروع "هضبة الجلالة" ليس فقط مشروعا سياحيا بل أيضا هو مدينة متكاملة تضم مدينة سكانية وجامعة تحمل اسم الملك عبدالله، فضلا عن طريق العين السخنة - الزعفرانة الذى سيوفر الوقت على المواطنين، والذى تم إنجاز ما يزيد على 90% منه حتى الآن فى فترة قصيرة جدا.
وتعد "منطقة الجلالة" منطقة جبلية وعرة وصعبة، توجد بعد نفق وادى حجول على طريق العين السخنة ثم تظهر معالم جبل الجلالة الرائع بشكله الفخم والغنى بالكثير من الثروات التى ستحقق تنمية لمصر، والتى اختلف شكلها تماما عما رأيناه فى شهر ديسمبر الماضى، حيث تم تمهيد الطريق وتوسيع امتداده داخل الجبل بمعاونة أهالى البدو الذين يعلمون جيدا طبيعة المنطقة.
كان حجم العمل داخل جبل الجلالة ضخم لسرعة الانتهاء من المشروع فى موعده، فكل 8 كيلومترات تتولي شركة مدنية مسؤولية العمل، كما أن القائمين على العمل والمشرفين عليه لا يغادرون جبل الجلالة، لذلك يحرص اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، على تفقد المشروع بشكل دوري وتوجيه العاملين فيه، وفى بعض الأحيان يبيت معهم فى الصحراء وهو ما أكده لنا من قبل أحد المهندسين العاملين فى المشروع.
وعن التفكير فى مشروع جبل الجلالة بدأ عندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع، وتم عرضه من قبل بعض المستثمرين، ثم قام فريق من الهيئة الهندسية برئاسة اللواء كامل الوزيري بزيارة هضبة الجلالة والتى تمثل أرضا مستوية على مساحة 19 ألف فدان، وتتميز بدرجة حرارة تقل 11 درجة عن القاهرة، ليتحول المشروع من مجرد طريق إلى إنشاء مدينة متكاملة بهضبة الجلالة.
و مشروع طريق العين السخنة - الزعفرانة الذى يشق جبل الجلالة جزء من مشروع طريق مصر- أفريقيا، ويبدأ من بورسعيد ويقطع طريق السويس والعين السخنة فى منطقة وادى حجول، ويتجه جنوبا حتى يصل إلى الكيلو 10 فى محافظة بني سويف عند طريق بني سويف الزعفرانة، ويتم الآن تنفيذ هذا الطريق بطول 82 كيلو مترا، بالإضافة إلى عدد من الوصلات مع الطريق الساحلي، مثل وصلة منطقة "رأس أبوالدرج"، بطول 17 كيلو مترا، والتى يقام فيها منتجع سياحي عالمي على جبل الجلالة، بالإضافة إلى وصلة وداى ملحة بطول 13 كيلو مترا، للربط بين الطريق الساحلي والطريق الرئيسي، بالإضافة إلى تنفيذ طريق كورنيش داخل مدينة هضبة الجلالة وأنه تم الانتهاء منه تماما الآن.
وكان أكثر من 53 شركة مدنية وطنية تعمل مع القوات المسلحة فى مشروع هضبة الجلالة، منها 40 شركة مصرية فى مجال الطرق و5 فى مجال الإنشاءات والأعمال الصناعية والكبارى والأنفاق والبرابخ ومحطات الوقود وبوابات الرسوم، إلى جانب 8 شركات تعمل فى منطقة رأس أبوالدرج فى المنتجع السياحي المطل على خليج السويس، بإجمالي عدد عمال يصل إلى 15 ألف عامل وفني ومهندس، تحت إشراف ومتابعة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.