"ارحل..ارحل".. هكذا بدأت المظاهرات الإيرانية التي عمت في جمع أرجاء الدولة الإيرانية للمطالبة بحقوق الشعب وحرياته، في ظاهرت متكررة من جديد على الساحة السياسية بعد ما وقعت في مصر في25 يناير، وأيضًا حدثت في تونس بعدها، لتنضم بذلك الدولة الفارسية "إيران" ضمن قائمة الدول الثورية التي لا ينقصها فقط سوى الدخول بالجمال والخيول والحمير لتصبح بعدها الثورة الإيرانية كبيرة الشبه بالثورة المصرية.
أصوات ثائرة تنادي بالرحيل وسط صوت طلقات الرصاص التي تدوي في الأرجاء، والغاز المسيل للدموع حجب الرؤية تمامًا، غير أن أعداد المتظاهرين تتزايد ويرتفع شعار "ارحل يا ديكتاتور" ليكون رصاصة الغضب التي تطلق من الشعب للسلطة، وبعدها قامت قوات الباسيج بملئ الميادين، مما جعل وزير الداخلية مضطرًا للتصريح بأنه من حق المواطنين المطالبة بحقوقهم.
وفي المشهد الذي تكرر تمامًا، في 2011، فقد عاش العالم العربي ربيعًا لم يكن ربيعًا بل كان عبارة عن خريف مزعج، وعاشت الدول حالة من الفوضى، فبين مطالبات بعدالة اجتماعية ورفع مستوى المعيشة إلى المطالبة بالحرية في التعبيير، كانت هي ذاتها التي رفعها المتظاهرون في إيران.
تصريحات مسؤولين إيرانيين
"من حق الشعب المطالبة بحقه"، هو أول تصريحات المسؤولين الإيرانيين تعليقا على الاحتجاجات، كما قالها أيضًا زعماء الدول التي شهدت الربيع العربي، وهو ما جاء على لسان وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، مشيرًا إلى أن من حق الشعب الإيراني المطالبة بحقوقه لكن الأزمة في أن هناك من يسعى لتحويل تلك المطالبات إلى إثارة للشغب.
ومن بين التصريحات خلال اجتماع للمجلس الأعلى للمحافظات الإيرانية، وذلك لبحث احتواء الأوضاع، "أن الدولة لن تسمح بتعرض المجتمع إلى الاضطرابات وانعدام الأمن، والمطالبة بعدم الانسياق وراء أدعياء الدفاع عنهم في المنطقة، وأنها أنظمة لا تتمتع بالديمقراطية".
كما كانت من بين التصريحات لوزير الداخلية الإيراني: "نحن نسعى إلي تلبية المطالب المحقة للشعب المتعلقة بالمعيشة والحاجات الأساسية" زاعمًا أن الحكومة الإيرانية تتمتع بدعم وتأييد جميع فئات الشعب وأقلياته، وأن إيران تتمتع بأمن واستقرار ملحوظ، على عكس الحقيقة، التظاهرات تطالب بتحسين المعيشة بعد ارتفاع نسب البطالة والفقر".
وذلك يذكرنا بوزير الداخلية التونسي، في حكومة على زين العابدين، الذي قال ذلك أيضًا وأن ما تشهده تونس تقف وراءه جهات دولية، لا تريد لتونس الاستقرار، كذلك وزير الداخلية الإيراني عبر بنفس السياق: "إن الأحداث الأخيرة أماطت اللثام مرة أخرى عن كل المتآمرين والحاقدين على إيران وعلى الشعب الإيراني ولا يريدون له الأمن والاستقرار".
"عمرو أديب": مظاهرات تونس فاضلها موقعة الجمل وتبقى زي مصر
من جانبه، تساءل الإعلامي عمرو أديب، هل نتيجة المظاهرات الاحتجاجية في إيران ستكون نفس نتيجة مظاهرات 25 يناير في مصر؟ معقبا: "ده سؤال بمليون دولار".
وأشار عمرو أديب في برنامجه المذاع على قناة اون تي في، أنه يتوقع أن يكون الشعب الإيراني أذكى من الشعب المصري في احتجاجاتهم، لافتًا إلى أن ما تمر به إيران الآن هو نفسه قد مرت به مصر من قبل يوم 2 فبراير 2011.
وأضاف، "إيران فاضلها موقعة الجمل زي مصر"، متوقعا أن يقوم النظام الإيراني ببعض التغييرات الاقتصادية، مؤكدا أن ما يحدث في إيرن قد يكون سببا في تغيير المنطقة بأكملها.
وعن أحداث موقعة الجمل في مصر، قال عمرو أديب " أنا اللي سميتها كدا بس معرفش أي حاجه حصلت فيها".
أسباب أدت لاندلاع موقعة الجبل والمخططون لها
اتهمت التقارير الأولية للجنة تقصي الحقائق، النظام الحاكم بأنه أراد السيطرة على ميدان التحرير، وإرغام المتظاهرين المعتصمين فيه على مغادرته، لكن في يوم 10 أكتوبر 2012 حكمت المحكمة ببراءة جميع المتهمين.
وقد كشفت التقارير الأولية للجنة تقصي الحقائق أن النائب عبد الناصر الجابري عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الهرم ومساعده يوسف خطاب عضو مجلس الشورى عن الدائرة ذاتها قاموا بالتحريض على قتل المتظاهرين في يوم موقعة الجمل لإخراج المتظاهرين من ميدان التحرير بالقوة، كما اتهم أيضًا الأمين العام السابق للحزب الوطني صفوت الشريف بالتحريض للهجوم على المتظاهرين.
إلا أن دائرة الاتهام قد اتسعت، وشملت العديد من رموز النظام السابق من وزراء وغيرهم، مثل عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة السابقة، وحسين مجاور رئيس اتحاد العمال، ورجل الأعمال وعضو الهيئة العليا للحزب الوطني الديمقراطي إبراهيم كامل، حتى بعض من كان يعارضو عددا من رموز النظام بشكل أو بآخر شملهم كذلك الاتهام، وهو المستشار مرتضى منصور الذي ادعى بأن اتهام كهذا «مكيدة له»، كونه نوى ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة في مصر.
أبرز أحداث موقعة الجمل 2011
قام عدد من البلطجية بالهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير، وذلك بعد اعتصامهم للمطالبة برحيل نظام حسني مبارك، وقام الهمج بعدها بالهجوم على المتظاهرين بالحجارة والعصي والسكاكين وقنابل الملوتوف.
وقد امتطى رجال آخرون من البلطجية الجمال والبغال والخيول وهجموا بها على المتظاهرين وهم يلوحون بالسيوف والعصى والسياط، فسقط الكثيرون جرحى وبعضهم قتلى، وتجددت الاشتباكات مرة أخرى في اليوم التالي 3 فبراير بين البلطجية والمتظاهرين العزل مما أدى إلى سقوط بعض القتلى بالرصاص الحي ومئات الجرحى.