يعرف أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت تعامل في مرتبة رئيس دولة، باعتبارها كنزا وطنيا، يلعب دورا كبيرا في شحن الهمم وقت الانكسارات والانهزامات.
ولأن أم كلثوم كانت سفيرة مصر في كل دول العالم، فإن التقليل من شأنها هو أمر مرفوض تماما، ولكن هذا ما حدث عن دون عمد، في أحد حفلاتها الغنائية، التي أقيمت على مسرح الأوليمبا في العاصمة الفرنسية باريس، بعد هزيمة الجيش المصري، في 5 يونية عام 1967.
وأثناء غناء أم كلثوم على المسرح، فوجئت باندفاع واحد من معجبيها الجزائريين ناحيتها، ليمسك قدميها وأخذ يقبلهما، ولكن عندما حاولت أن تبعده، وقعت على المسرح، ورأى مصورها الخاص آنذاك، فاروق إبراهيم، أن يسجل سبقا صحفيا والتقط اللقطة وتم نشرها.
ويروي الراحل فاروق إبراهيم في الكثير من لقاءاته الإعلامية، أن أم كلثوم فوجئت بنشره للصورة، وغضبت منه بشدة، وذلك لأن البعض قد ينظر إلى سقوطها بأنه سقوط لمصر نفسها، بعد هزيمة يونية، خاصة وأنها كانت تتسم بالشموخ، ومن أبرز فناني مصر، الذين ساهموا في دعم المجهود الحربي وقت الحرب.
وقال فاروق إبراهيم، إنه استلزم منه الكثير من الوقت لكي تتقبل أم كلثوم اعتذاره منها، بسبب سعيه وراء السبق الصحفي، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، وأكد أنه بعد غضبها لم يكن سعيدا بالسبق كما كان وقت النشر.