في أول يوم دراسة.. "مدارس الغربية الفنية.. الطلاب سائقو توكتوك".. تلميذ: "الورش فاضية ومفيش تعليم ولازم نصرف على نفسنا" (صور)

يعاني عشرات الآلاف من طلاب التعليم الفني والصناعي بمحافظة الغربية من أزمة حقيقية تطارد أحلامهم وتكاد تطيح بطموحاتهم مستقبلا في سوق العمل في ظل استمرار غياب دور خبراء وزارة التربية والتعليم ورجال الأمن والقيادات التنفيذية، وتجاهل شكاوى الطلاب وأولياء أمورهم من صعوبات كثيرة تواجههم.

تقع مدرستا طنطا والمحلة الميكانيكية بمنطقة شارع الجلاء وموقف محلة أبوعلي التي يتجاوز عدد سكانها أكثر من 500 ألف مواطن ومواطنة وهو ما أصاب بعض الطلاب بحالة من السخط واليأس لوقوعها فى قلب مواقف سيارات ميكروباص والعشوائيات ومقاهٍ ما دفعهم لعدم النظر إلى الاجتهاد دراسيا والوقوف على تعلم صناعة أو خبرة مكتسبة تؤهلهم لمساندة الوطن وبنائه خلال السنوات الماضية.

وكانت الكارثة التي تكاد أن تقضي على آمال وطموحات طلاب التعليم الفني الصناعي هي انتشار ظاهرة البلطجة أمام أسوار المدرسة وشيوع تناول المواد المخدرة والعقاقير على المقاهي بسهولة لكافة الطلاب وسط غياب رجال الشرطة وفتح أبواب المدارس خلال فترات اليوم الدراسي وهو ما دفع الطلاب إلى الخروج منها أو تسلق الأسوار التي تحيط بمباني المدرستين التي لا يزيد ارتفاعها على المترين على الأكثر.

وتحولت ساحات ومباني قاعات وورش التدريب لخرابات خاوية على عروشها وخالية من معدات التدريب، خصوصا ورش النجارة والكهرباء والحدادة والتكييف والتبريد، الأمر الذي وضع المعلمين في أزمة حقيقية مع الطلاب فى ظل تجاهل مديرية التربية والتعليم للأمر.

رصدت «أهل مصر» خلال جولتها داخل المدرستين اللتين تخضع إحداهما للترميم وتطوير بعض دورات مياه وفصول دراسية وورش متهالكة وغير آدمية بمدارس الميكانيكية والتجارية، فضلا عن استغلال بعض الطلاب لساحة الفناء للعب رياضة كرة القدم والاخرين يتسكعون بالوقوف بجوار أسوار متصدعة للتزويغ أثناء الحصص سعيا في الجلوس على مقاه أمام أبواب المدارس دون النظر إلى مستقبلهم الدراسي والمهني .

وعلي بعد ما يقرب من 25 مترا من أبواب مدرسة «الميكانيكية للتعليم الصناعي» في أطراف المدينة العمالية أخذ أحد الصبية يدعى «محمد أسعد» فى الصف الثاني تخصص كهرباء يردد عبارة لزملائه الجالسين برفقته على مقهى «غرزة» «يا جماعة هم اللي اتعلموا أخدوا إيه من الدولة إحنا نقضي لنا ساعتين وأول حصتين ونروح نشوف شغلنا وأكل عيشنا الدراسة مش بتجيب لنا فلوس نعيش منها».

وأضاف «أسعد» أن هناك مشكلات حقيقية عانى منها العديد من زملائه منها فكرة تعميم التنسيق الداخلي لافتا بقوله «أنا بعرف اشتغل شيف في مطعم شهير وبكسب في اليوم 100 جنيه وانا تخصصي فى المدرسة قسم كهرباء طب أنا هعمل إيه بالصنعة دي وأنا مافيش تدريب كويس لنا».

وأمسك حسن الحوتي، طالب بالصف الثالث الثانوي الصناعي بمدرسة طنطا الميكانيكية، بطرف الحديث من زميله قائلا «احنا مدرستنا مساحتها أكثر من 3 أفدنة كلها أرض فضاء وفيها 5 مبان وورش تدريب متهالكة في فصول الشتاء بنتعب من البرد والصقيع ومياه الأمطار بتدخل لنا على المقاعد بسبب عدم وجود زجاج بالفصول المدرسة بجد تعبنا».

وأشار «الحوتي» الى أن ظروف الحياة وغلاء تكاليف المعيشة دفعته إلى ترك المدرسة واللجوء الى العمل على «توك توك» بدلا من الذهاب الى الحصص الدراسية والورش العملية لافتا بقوله «لازم نلاقي دخل عشان أعيش وألبس واللى بجيبه ياريت يكفيني والحمد لله».

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
محمد عبدالعليم داود رافضًا «الإجراءات الجنائية»: أطلب رأي الأزهر و«الصحفيين»