رؤية شاهدتها في المنام دفعت «أم حمادة»، لتصبح أشهر خاتنة بنات في الفيوم، عن جدتها لامها التي كانت تصطحبها معها في عمليات إجراء الختان لفنيات القرية والقرى المجاورة.
«أختتمت تعليمي حتى الصف السادس الابتدائي ووالدي كان ييعمل بالبوليس ، وكانت جدتي تصطحبني معاها لاجراء عمليات الختان للفتيات وتعلمت منها» هكذا استهلت السيدة التي شارفت على 64 سنة من عمرها حديثها .
وتابعت «قام أهلي بختاني في سن الحادية عشر عاما، بطريقة تقليدية كادت أن تودي بحياتي، ثم تزوجت مما أحدث لي برود في علاقتي الجنسية مع زوجي وهو ما دفعني إلى الاعتزال عن ممارسة حياتي الطبيعية ورفضي الزواج من أخر بعد مرور سنوات، لكوني شديدة الكرة للمعاشرة الزوجية ولم احبذها».
وأشارت الخاتنة، « في بداية زواجي، استدعى زوجي لقضاء خدمته العسكرية، فقمت بالعمل مع طبيية نسا وتوليد وبرلمانية في ذات الوقت بمنطقة إمبابة بالقاهرة، وعلمتني كيفية إجراء الختان وغيرها من الأعمال التي تخص السيدات»، لافتة انها تعلمت من الطبيبية الأمانه والسرية بعملها وحفظ أسرار المرضى».
وتذكر «المسنة» كيف انها انتقلت إلى إحدى قرى الفيوم الصغيرة التي كان يغلب عليها الطابع الريفي البسيط والعرف والعادات والتقاليد، التي كانوا يمارسونها عن جهل، منها ظاهرة ختان الإناث بشكل بدائي عن طريق خاتنة الإناث والشهيرة وقتئذ بـ«الداية» بطرق تقليدية وغير وغير صحيحية والتي تسببت في نقل العديد من الفتيات إلى المستشفى بعد نزيف حاد نتيجة ختانهن بموس حلاقة وبدون وضع بنج للفتاة، بالإضافه إلى العادات الكارثية وهي وضع فضلات (رماد) الفرن الخبز البلدي المعروف بالقرى الريفية على الجرح بعد إجراء عملية الختان، مما يتسبب في نزيف فيما بعد للفتاة وحدوث تلوث نتيجة موس الحلاقة الغير معقم ورماد الموقد.
وتوضح «أم حمادة»، أن هناك طريقة لختان الإناث غير معروفة كثيرا، وغير متعارف عليها هنا في القرى والنجوع هو الختان بالجلف وهو اشبه بـ( المقص) وهو المستخدم في العمليات بعد ولادة الأنثى بأسبوع عن طريق الضغط على شفرتي المهبل للأنثى والعروق حتى لا يتم انتفاخها في الكبر، بالإضافة إلى عدم ختانها.
وروت الخاتنة أن هناك حالات كثيرة من ختان الإناث قامت بإجراءها لفتيات من دولة ليبيا لهن أصولا مصرية، وتوقفت أمام حالة خاصة مازالت في ذاكرتها وهي كانت أما لطفل وفي حملها الثاني، حيث كان يعانى زوجها من كثرة معاشرتها نظرا مما يصيبه بالتعب والالتزام بالبيت كثيرا، وذلك من أجل التقليل من حدة اثاراتها الجنسية المفرطة مما دفع زوجها بالقدوم من ليبيا إلى مصر لختانها وتهديدها بالطلاق إن لم تفعل ذلك ، واخريات لبيبات تخرجا من الجامعات قامت باجراء عمليات ختان لهن ، ورجعن إلى دولتهم.
وتذكر «أم حمادة» موقف مؤسف لسيدة طلقت من ارتفاع جنسيتها المفرطة، حيث قام طليقها بمعايرة شقيقها أثناء جلوسهما على مقهى بلدي باحدى القرى الريفية بيوسف الصديق، من ارتفاع اثارتها الجنسية، ما اثار حفيظة شقيق زوجته وحدثت خلافات شديدة، فاصروا على تطليقها واجراء عملية ختان لها ومن ثم قامت عائلتها بتزويجها مرة أخرى وأنجبت أطفالا.
و«كنت أرفض الأعمار الصغيرة للفتيات والسن المناسب لختان الفتيات بداية من سن 15 سنة، وكنت اكشف عليها أولا اذا كانت تحتاج الفتيات لختان أم لا وفي حالة عدم وجود أي شئ ارفض وانصرف من منزلها».. هكذا انهت أم حمادة حديثها.
من جهته قال الدكتور «محمد وسام»، مدير إدارة الفتوى إن قضية ختان الإناث، ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، لكنها قضية ترجع إلى الموروث الطبي والعادات، مشيرًا إلى أنه بعد البحث والتقصي وجدنا أن هذه العادة تُمارَس بطريقة مؤذية ضارَّة تجعلنا نقول إنها حرام شرعًا، بخلاف ختان الذكور فهو من الشعائر بالاتفاق.
نقلا عن العدد الورقي.