في ظاهرة لم تعد بالغريبة على الدولة المصرية، مكثت تركيا تحيك العديد من المؤامرات التي تريد من خلالها الإيقاع بالدولة المصرية والرجوع بها إلى الهاوية، وظهر ذلك جليًا في تدخل القيادة التركية في الشأن المصري وذلك بإثارة ملف قضية ليست طرفًا فيها من الأساس، ولكن كما هي عادة الأتراك يحاولون دائما تشويه الصورة المصرية، حيث قامت تركيا بفتح ملف الحدود المصرية القبرصية الذي تم الإتفاق عليه بين مصر وقبرص عام 2013، أي منذ قرابة الخمس سنوات، وذلك لإثارة الفتنة بين مصر والدول الخارجية، ولكن أنى لها ذلك فمصر دائمًا فتية قوية مهما طال عليه الدهر، وقد جاء رد العسكريين والسياسيين المصريين على القيادة التركية شديد اللهجة.
خبير عسكري: جميع الحلول متاحة ومطروحة أمام الأمن القومي المصري للرد على تركيا
أكد اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، على أن ما أثارته القيادة التركية مجرد هراء لا أساس له من الصحة، مشيرًا إلى أن الإتفاق بين مصر وقبرص مدرج لدى الأمم المتحدة الأمريكية ولا يمكن لأحد المساس به، لافتًا إلى أن قبرص تملك نفس الحدود مع إسرائيل ولبنان، ولكنها لم تفتح الملف مثل ما فتحته مع مصر، ولكن مصر تملك كافة الحقوق طبقًا للقانون الدولي الذي وقعت عليه الإدارة القبرصية نفسها.
وقال "سالم" في تصريح خاص لـ"اهل مصر"، إن مصر تمتلك كافة الحقوق طبقًا للقانون الدولي، مؤكدًا على أن جميع الحلول متاحة ومطروحة أمام الأمن القومي المصري، لحل تلك الأزمة مع الجانب التركي، حتى لو وصل الأمر للتدخل العسكري.
وأضاف "سالم"، أن هذه التصريحات من القيادة التركية، مجرد وسيلة ضغط على الجانب المصري، لافتًا إلى أن مصر لا اقبل تهديدًا من أحد، ولن يستطيع أي أحد أن يملي على الدولة المصرية ما تقوم به.
وأشار "سالم"، إلى أن ما أثير بشأن الوقت الذي تمت فيه التصريحات التركية وقرب الإنتخابات الرئاسية في مصر، كلام عابر وغير صحيح، موضحًا أن الشعب المصري لم ولن يتأثر بمثل هذه التصريحات السخيفة، مضيفًا أن الشعب المصري لو إضطر لبيع كل شيئ من أجل بلاده ومنع التدخل الأجنبي في شئونها سيفعل ذلك، فمصر تستحق منا كل تضحية وفداء.
واوضح رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، أن تزامن التصريحات التركية مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدول الخليج لن يأثر على مكانة مصر الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن مكانة مصر محفوظة ولن يستطيع احد المساس بها.
وتابع: "لن يفرط مصري في ذرة من تراب وطنه، ولا يمكننا أن نطلق لفظ المصريين على الخونة والإرهابيين من الإخوان وغيرهم الذين يكيدون لمصر مع الكيان الصهيوني".
خبير سياسي: تركيا تهدف لإحداث زوبعة سياسية في مصر
قال الدكتور شوقي السيد، الفقيه القانوني والدستوري، إن ما أثارته الدولة التركية من حالة الجدل بشأن ترسيم حدود مصر في البحر الأبيض المتوسط غير صحيح، مؤكدًا أن الجانب التركي ليس له شأن بالجانب المصري وحدوده، لافتًا إلى أن تلك الحدود بين مصر وقبرص متفق عليها منذ خمس سنوات، حيث تم التوقيع عليها في الأمم المتحدة.
وأكد "السيد" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن ما تفعله تركيا الآن هي وسيلة تهديدية للدولة المصرية من أجل التنازل عن فرض سيطرتها في الوطن العربي وفي القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي الذي تسعى له القيادة التركية هو إحداث زوبعة وضجة في الشارع المصري، وفي الاتحاد الدولي.
وأضاف الفقيه الدستوري، أن تركيا تريد اختراق القارة الإفريقية من جميع الأرجاء حتى تستطيع إحكام سيطرتها على الوطن العربي، لإعادة ما يسميه الأتراك بالدولة العثمانية من جديد، موضحًا أن هذه التصريحات التركية ما هي إلا تراهات عابرة ليس لها أي تأثير على الجانب المصري.
وأشار، إلى أن التعاون التركي الإسرائيلي بات واضحًا أمام جميع الدول العربية؛ فالعدو الصهيوني دخل إلى أعماق إفريقيا عن طريق إثيوبيا، وتركيا حاولت محاصرة مصر عن طريق التحالف مع السودان، ولكن القيادة السياسية المصرية الحكيمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فطنت إلى هذه الخطة الخبيثة وتواصلت مع السودان وإثيوبيا لردع المحاولات "الصهيوتركية"، وتمكنت في الأخير من ذلك، مؤكدا أن الرئيس السيسي تمكن من إعادة العلاقات المصرية الإفريقية كما كانت.