اهتمت الصحافة الفرنسية، اليوم الأربعاء، بقرار سلطات مطار القاهرة الدولي بمنع دخول صحفي فرنسي البلاد، صادر بحقه قرارًا رسميًا بالمنع، مما يفتح ملف حقوق الصحفيين مرة أخرى بعدما انحسرت موجة مقتل الإيطالي "ريجيني"، في وقت تحاول فيه مصر رأب هذا الصدع من خلال التواصل مع السلطات الرسمية الفرنسية إبان سقوط الطائرة الخميس الماضي، وتزامنًا مع زيارة شيخ الأزهر الثانية لباريس، التي وصفت بالتاريخية.
أعربت فرنسا عن "أسفها الشديد" لقرار السلطات المصرية ترحيل مراسل صحيفة "لاكروا" الفرنسية وإذاعة "آر تي إل" ريمي بيجاليو، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كما أصدر صحفيون فرنسيون بيانًا أكدوا خلاله تضامنهم معه، في حين صرح مسئول بمطار القاهرة الدولي أن السلطات لم تتعد عليه، والتزمت بتطبيق القانون.
وتم ترحيل ريمي بيجاليو -الذي يعمل منذ عامين مراسلا في مصر، مساء الإثنين، بعد احتجازه في المطار لمدة 30 ساعة، إثر عودته من عطلة في فرنسا، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن "فرنسا تأسف بشدة لقرار السلطات المصرية، وهي تدافع عن حرية التعبير وحرية الصحافة في كل أنحاء العالم".
وأضاف أن وزير الخارجية الفرنسية "جان مارك إيرو" تطرق إلى وضع بيجاليو أمس مع نظيره المصري سامح شكري، مشيرًا إلى أن السفير الفرنسي في القاهرة قدم مذكرات عدة للسلطات المصرية "لإعادة النظر في قرارها".
ولدى وصوله إلى مصر الاثنين، صادرت الشرطة جواز سفر الصحفي الفرنسي وهاتفه المحمول، وقال مدير الصحيفة: "يبدو أن المخابرات المصرية هي وراء قرار الترحيل".
وكانت صحيفة "لاكروا" الفرنسية ذكرت أن السلطات المصرية رحلت مراسلها المعتمد في القاهرة دون إبداء الأسباب.
كما أصدر صحفيون فرنسيون يعملون في القاهرة، بيانًا قالوا فيه: "بالرغم من تدخل السفارة الفرنسية في القاهرة، إلا أن زميلنا لم يتمكن من دخول مصر ولم يكن لديه خيارا إلا الرحيل، دون إبداء أي أسباب".
وأضاف البيان: "جميع المراسلين الفرنسيين العاملين في مصر يرفضون الإجراءات التي تتخذها الحكومة ضد الصحافة المحلية والدولية، من مراقبة وترحيل واعتقال.. نحن نعلن تضامننا العميق مع الزميل ريمي بيجاليو، ونطالب السلطات المصرية بتقديم تفسير لقرارها بترحيله".
فيما أعلن مصدر مسؤول بمطار القاهرة الدولي، اليوم الأربعاء، أن السلطات الأمنية بالمطار لم تطرد الصحفي الفرنسي، مؤكدًا على أن سلطات المطار نفذت القانون لأن بيجاليو صادر بحقه قرار بـ "المنع من دخول البلاد".