يبدو أن هناك من يستعد للاحتفال بعيد الحب ولكن على طريقة خاصة، يستغل هذه المناسبة اللطيفة لاختراق عقول الشباب محققًا أعلى المبيعات، لم تعد تلك المناسبة مقتصرة فقط على "الكابلز" أو "السناجل"، ولم تعد الهدايا الخاصة بهذا اليوم فقط بعض الدمى أو الورود، ولكن هناك هدايا أخرى من طراز خاص استغل مروجيها تلك المناسبة وراحوا يستعدون هم أيضًا للاحتفال.
قطع معدينة بنية اللون.. أكياس تحمل مسحوقًا أبيضًا.. وعبارات شبابية تلك كانت هدايا تجار "الصنف" لشباب دمياط، والذين بدأوا منذ فترة الاستعداد لاستقبال "الفلانتين"، والعجيب هو إقبال الشباب على شراء تلك الهدايا السامة بشكل ملحوظ، قمنا بجولة بين أحد الأوكار التي اشتهرت ببيع السموم البيضاء بدمياط، وكان هذا ملخص رحلتنا.
وجدنا بعض الصبية منتشرين على النواصي بإحدى قرى دمياط، يلتفتون يمينًا ويسارًا باحثين عن "الزبون"، حتى يلتقوا بأى من الغرباء عن المنطقة لتبدأ رحلتهم معه، يستقطبونه للمعلم، والذي يقوم بتقطيع المعدن داخل إحدى الأوكار، علمنا أننا لن نتكمن من الحصول على تلك الهدية نظرًا لغلو ثمنها وارتفاعه بنسبة تجاوت الـ25%، تسائلنا عن السبب فكان الرد "النهاردة وبكرة استثنائى عشان الفلانتين يا بيه".
استكملنا جولتنا بين أرجاء القرية، بينما لاحظنا عيون المقيمين بها، وبعد لحظات فوجئنا ببعض الشباب يقودون دراجة بخارية متجهين إلى نفس الوكر الذى كنا به، قاموا مسرعين بشراء "المعلوم" والذى كان عبارة عن تذكرتين هيروين، ومعدن حشيش، لم يتفاجؤا من غلاء الأسعار ربما كانت هناك زيارة مسبقة تعرفوا خلالها على التسعيرة الجديدة.
انتبهنا إلى أن وجودنا أكثر من ذلك بالمكان سيثير القلق، وبينما نحن فى طريقنا للعودة استوقفنا أحدهم، وتسائل عن طلبنا، بدأ الحديث معنا بجملة شبابية داركة "مافيش فلانتين من غير دماغ عالية.. تعالوا نعمل معاكوا الواجب".
ولكن وبعد حديث لم يطُل، منعته التسيعرة التي فرضها الموزعون من البيع لنا، دقائق وبدأ التلامذة في التوافد.. صبية لم يتجاوز عمرهم الـ19 ربيعًا، يقومون بشراء المسحوق الأبيض، وكذلك القطع بنية اللون.
الطريف أن الموزعين هذه المره تمنوا إرضاء كافة الأذواق، وذلك بعد اختراع ألونًا تتلائم مع "عيد الحب" لتغليف الهدية، مثلًا وجدنا معدن حشيش وقد تم تغليفه داخل لفافة حمراء، كذلك وجدنا تذكرة هيروين داخل لفافة "بينج"، المدهش هو تنافسهم فى جذب "الزبون" بألوانهم وطريقتهم في البيع.
انتهت رحلتنا عندما بدأ المتواجدون بالمكان يرمقونا بنظرات الشك، وبينما نحن ننعي رحلتنا تستمر الوفود المتجهة إلى الوكر نفسه، لتكون المخدرات هي الأعلى مبيعًا في تلك المناسبة هذا العام بدمياط، لتتفوق على محلات الهدايا التي تعاني من قلة الشراء ووقف الحال لغلاء الأثمان، ولكن تجار "الكيف" هم من يفوزون بهذا السباق.