ads

5 أسباب تمنع أمريكا من القضاء على «داعش»

في مقارنة بين تنظيمي القاعدة وداعش، رأت مجلة فورين أفيرز الأمريكية التباين الشديد بينهما على رغم تشابه الإيديولوجيا والأهداف، حيث أن تكتيكات مكافحة الإرهاب الأمريكية التقليدية لن تؤدي إلى دحر داعش، وأنه على الولايات المتحدة اتباع سياسة “الاحتواء الهجومية” لتقويضه.

حيث أن تنظيم “داعش” الذي تبنى هجمات بروكسل مؤخرًا فضلًا عن غيرها من التفجيرات الإرهابية في عواصم العالم، ليس مجرد جماعة إرهابية، إذ إنه حل محل تنظيم القاعدة في كونه التهديد الجهادي الأكثر إثارة للقلق في العالم.

وبحسب الباحثة “أوردي كورث كرونين” مديرة برنامج الأمن الدولي في جامعة جورج ميسون الأمريكية، التي أعدت هذا المقال ضمن سلسلة من المقالات المتخصصة التي كرستها المجلة في ذكرى مرور 5 سنوات على "الربيع العربي"، فإن استراتيجيات مكافحة الإرهاب الفاعلة التي سبق للولايات المتحدة أن استخدمتها ضد القاعدة لن تفلح في محاربة داعش.

إذ أنه يمثل تحديًا مختلفًا لأسباب عدة:

1- اعتمدت الولايات المتحدة على تصفية نحو 75 في المئة من قادة تنظيم القاعدة باستخدام القوات الخاصة وطائرات من دون طيار، إذ كانوا يختبئون في المناطق الريفية والكهوف. ولكن من الصعب تكرار هذا التكتيك مع مقاتلي داعش الذين يتمركزون في المناطق الحضرية وينخرطون مع السكان المدنيين.

2- على عكس تنظيم القاعدة، إن قتل زعماء وقادة داعش لن يصيب التنظيم بالشلل، لاسيما أنه يدير شؤون حكمه باعتباره “شبه دولة” ذات هيكل إداري معقد يتضمن مجالس في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا تتعامل مع الأمور المالية والإعلامية والدينية، وتعمل من دون البغدادي أو مساعديه.

3- التمويل يُعد التحدي الأكبر أمام التكتيكات التقليدية للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. وبحسب كاتبة المقال، برعت تلك التكتيكات في قطع التمويل عن تنظيم القاعدة وتقويض قدرته على الاستفادة من عمليات غسل الأموال وتلقي الأموال تحت غطاء التبرعات للأعمال الخيرية.

4- بمساعدة حلفائها، عملت الولايات المتحدة جيدًا على تركيز الضوء على العنف الذي تمارسه القاعدة، الأمر الذي أدى إلى إثارة غضب أفراد المجتمعات الإسلامية ضد التنظيم. وبالنسبة إلى داعش وما يبثه من أشرطة فيديو وحشية تستهدف أساسًا إيصال رسالة مفادها “القوة الغاشمة والانتقام” وليس الشرعية، تم تصميمها خصيصًا من أجل تخويف الأعداء وقمع المعارضة، وهي ستؤدي في نهاية المطاف إلى إثارة النفور بين المسلمين، ولكن تركيز واشنطن في الوقت الراهن على تلك الأساليب الوحشية يساعد على تعزيز إدعاءات داعش بالقوة الهائلة.

5- لا يزال الأميركيون وحلفاؤهم عاجزين عن تقييد الجهود التي يبذلها داعش في تجنيد مقاتلين جدد بين صفوفه. وعلى عكس تنظيم القاعدة الذي اعتمد على التدين والقيم الأخلاقية، يستخدم داعش الكحول والنساء وحب المغامرة والجنس والدافع لممارسة الوحشية والعنف (أي وسائل الإشباع البدني) لجذب الشباب إلى صفوفه، فضلًا عن فرص التجنيد الفورية للقتال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً