بالرغم من التطور الكبير في المنظومة الضريبة في مصر، والتطور التشريعي الهائل فيما يخص العاملة الضريبة للشركات والتي كان أخرها موافقة مجلس النواب الأحد الماضي على مشروع قانون بتجديد العمل بالقانون رقم 79 لسنة 2016 في شأن إنهاء المنازعات الضريبية وتعديل بعض أحكامه، إلا أن التهرب الضريبي لا يزال السمة الأساسية للعديد من الشركات الكبرى العاملة بالسوق المصري.مفاجآت عديدة تنفرد بنشرها «أهل مصر» حول تهرب شركة «NLS سوبر فيجن»العاملة في مجال صناعة الأسمنت، من دفع ضرائب تقدر بنحو نصف مليار جنيه، من خلال التحايل على مسئولي وزارة المالية، حيث تحقق الشركة إيرادات من إنتاج الاسمنت لصالح الشركة العربية للاسمنت، في حين أنها شركة مختصة في تقديم خدمات الصيانة والتشغيل للشركة العربية للأسمنت دون أنتاج منتج نهائي.امسك فسادبالرغم من فحص أوراق الشركة ضريبياً على لأكثر من 10 سنوات، إلا أن نمو أعمال الشركة في مصر وتحولها إلى مركز كبار الممولين، كان نقطة البداية لكشف تلاعبها وتهربها من الضرائب على مدار السنوات الماضية.كما كشفت المستندات التي تنفرد بنشرها «أهل مصر» وتضعها أمام جميع الجهات الرقابية المختصة، تورط عديد من رجال الأعمال وبعض مسئولي مصلحة الضرائب في التستر على تلاعبات الشركة وتهربها من دفع الضرائب، إلا أن حفاظاً على سرية التحقيقات التي تجريها أحدى الجهات الرقابية تضع على عاتق الجريدة عدم الكشف عن هوية المتورطين، لحين اكتمال اثبات أركان جريمة التهرب الضريبي، وإلي التفاصيلحقيقة التلاعب ووفقاً للمستندات أظهرت تهرب شركة « NLS سوبر فيجن وهى إحدى الشركات الكبرى التي تعمل في صناعة الأسمنت، من دفع ضرائب تقدر بنحو 500 مليون جنيه ، منذ عام 2007، من خلال التحايل على مسئولي مصلحة الضرائب بشأن نشاط الشركة باعتبارها تقدم خدمات الصيانة والتشغيل للشركة العربية للأسمنت، بعكس الواقع الذي تم اكتشافه بتحقيق الشركة إيرادات عن بيع منتجات تامة الصنع خاضعة للضريبة، وليست منتج وسيط لصالح الشركة العربية للاسمنت كما تم إثباتة بأوراق الشركة. إثبات التهربالملف الكامل لتهرب شركة « NLS سوبر فيجن" وفقا للمستندات يظهر أن الشركة المسجلة تحت رقم 264/672/615، بالمعاديالجديدة، ومملوكة بالكامل لمجموعة FL Smidth، كانت تخضع لمأمورية ضرائب مصر القديمة، وتم نقلها مؤخرا إلي المركز الضريبي لكبار الممولين، بموجب القرار الوزاري، رقم 52 لسنة 2017، وبدأت الشركة نشاطها في 3/12/2007، تم فحصها ضريبيا خلال الفترة من عامي 2007 وحتى عام 2016 لنحو 4 مرات، دون احتساب أيه ضرائب على الشركة، في حين أن عقود الشركة التي تم توقيعها من كل من الشركة القومية للأسمنت والعربية للأسمنت، أظهرت أن شركة « NLS سوبر فيجن » تختص بأعمال الصيانة والتشغيل والضمان وتوريد وتركيب قطع الغيار، واستيرادها، من خلال شركة مستوردة بالعمولة، إلا أنه تم الكشف عن كارثة كبري، وهي استغلال تعاقدها مع الشركات القومية والعربية للأسمنت، في استغلال محاجرها من التشغيل وحتى الإنتاج النهائي، وهو ما يستوجب إخضاع إيراداتها للضرائب.عقود طويلة الأجل كشفت العقود على أن شركة « NLS سوبر فيجن » تقوم بتطبيق معيار العقود الطويلة الآجل، لقياس نسبة الإنجاز واثبات ما يخصها من ايرادات، وتحصل الشركة من «القومية» على نحو 160 مليون جنيه مقابل التشغيل والتوريد والتركيب والصيانة، بالإضافة لتحصيلها نحو 30 مليون جنيه سنويا في حال توقف الإنتاج لأي سبب. ووفقاً للمستندات ، فينص العقد بين الشركة العربية للاسمنت و«NLS» أن تتم أعمال التوريد والتشغيل باستخدام أصول ومعدات «العربية للاسمنت»، مما أدي إلي إخضاع مأمورية مصر الجديدة إدارة وتشغيل أعمال الكلينكر المملوك للشركة العربية للأسمنت للفحص، والذي طلب تفسيره أحد أعضاء المصلحة، وكان رد مصلحة الضرائب بعدم جواز احتساب الضرائب على «NLS» لأن المعدات المستخدمة في نشاطها ليست مملوكها لها ولا تدخل ضمن أصولها.تورط مسئولي الماليةالكارثة الكبرى التي كشفتها المستندات، فكانت في خروج خطاب من وزارة المالية، لشركة الخبرة الاستشارية، في مخالفة صريحة للقانون والذي يحظر خروج المطالبات الضريبية للشركات إلا من مصلحة الضرائب، إلا أن مركز كبار الممولين التابع لمصلحة الضرائب، اكتشف تلاعب الشركة وتهربها للضرائب، وأحدث أزمة كبيرة داخل أروقة الوزارة حتى كتابة تلك السطور.كلمة السر المفاجآت المثيرة لم تتوقف على اكتشاف التهرب فحسب، بل امتدت إلى قيام مركز كبار الممولين التابع لمصلحة الضرائب بإعادة فحص ملف شركة «NLS» واحتساب الضرائب التي تم التهرب من دفعها على مدار السنوات العشر الماضية، والتي تتجاوز حاجز النصف مليار جنيه، وهى التفاصيل التي سنكشفها في الآجل القريب.
نقلا عن العدد الورقي
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
