لا يمر عام على الوسط الفني إلا نسمع ضجيج الأزمات يملأ الآفاق داخل النقابات الفنية المختلفة، لاسيما وأن هذه الأزمات دائمًا ما تتعلق بالفساد المالي والإداري، وفي الغالب يكون طرفي النزاع "النقيب" من جهة، وبعض أعضاء الجمعية العمومية في الجهة الأخرى، وتتمادى الأزمات لتصل إلى حد التشابك بالمستندات، وصولًا إلى ساحات القضاء.
لعل أبرز الخلافات المعاصرة ما عاشته نقابة المهن الموسيقية في السنوات الماضية، والتي تنازع خلالها عدد من رموز ونجوم الطرب العربي، ووصلت تلك الأزمات إلى أشدها خلال الأربع سنوات الأخيرة، وباتت لغة المستندات هي الواقع الذي يفرض نفسه في عدد من المواقع الإخبارية.
هناك مجموعة من الأزمات التي ظهرت مؤخرًا داخل أروقة نقابة المهن التمثيلية، والتي طالت شخص النقيب الدكتور أشرف زكي، حيث هاجمه عددًا من الفنانين، وهو ما جعل الأخير يتقدم باستقالته كنقيب للمهن التمثيلية قبل أن يتراجع عنها ثانيةً.
"أهل مصر"، يسرد أبرز الأزمات التي مرت بها نقابة المهن الموسيقية والتمثيلية في السنوات الأخيرة:
نقابة الموسيقين
لا يخفى عن الجميع أن نقابة المهن الموسيقية تعرضت خلال الفترة الأخيرة إلى العديد من المشاكل الداخلية بسبب ما ظهر من مستندات تدين عدد من أعضاء مجلس إدارة النقابة، وحاول الكشف عنه بعض أعضاء الجمعية العمومية ونجوم الفن الذين تولوا رئاسة النقابة سواء الفنان مصطفى كامل، أو الفنان إيمان البحر درويش، وصولًا للنقيب الحالي هاني شاكر.
مصطفى كامل
أكد الفنان مصطفى كامل، في تصريحات صحفية، أنه تطرق وقتما كان نقيبًا للموسيقين إلى الخصومة مع الفنان إيمان البحر درويش، والتي وصلت إلى ساحات القضاء، تاركًا الفساد الحقيقي يتغلغل داخل النقابة.
وأضاف "كامل"، أن هناك ثلاثة أشخاص في مجلس نقابة المهن الموسيقية، استفادوا من هذه الخصومة، وبدأوا في تأمين أنفسهم بعد أن "برطعوا في النقابة فسادًا"، على حد قوله.
إيمان البحر درويش
تحدث الفنان إيمان البحر درويش، النقيب السابق للموسيقين، عن أن مجموعة داخل النقابة هي من تصنع المشاكل بين النقباء، ليصنعوا فسادًا داخل النقابة، واستند بمستندات حصلت "أهل مصر"، على نسخه منها تدين البعض منهم وعلى رأسهم سكرتير عام النقابة أحمد رمضان، وزوجته هدى صالح، والتي تشغل منصب سكرتير مكتبه، بالإضافة إلى محامي النقابة سعد المتولي، بجانب زوجته المحاسبة بالنقابة السيدة جيهان، وعرض عدة أحكام نهائية تدين بعضهم ولم تنفذ حتى الآن.
هاني شاكر
طالب الفنان إيمان البحر درويش، هاني شاكر النقيب الحالي للموسيقين، بتطهير النقابة من الفاسدين الذي أُدينوا من قبل في عدد من قضايا تزوير الكارنيهات والتحقيق في مستندات الفساد التي ظهرت مؤخرًا، وهو ما قابله النقيب هاني شاكر، بترحاب ووعد بتنفيذه في أسرع وقت، وذلك خلال تصريحاته صحفية في أكثر من موقع إخباري.
أُدين السكرتير العام للنقابة أحمد رمضان، في قضية تزوير كارنيهان لصالح فتاتين، وتم التحقيق معه بمعرفة النيابة، وهو ما أكده الفنان هاني شاكر، في تصريحات صحفية، موضحًا أنه بمجرد إدانة أحمد رمضان، من جهات التحقيق بشكل نهائي، سيتم اتخاذ إجراءات صارمة من قبل المجلس، وبالفعل أدين "رمضان" بقرار من المحكمة وحصل على حكم نهائي، ومازال سكرتير عام النقابة.
انجرف "شاكر" إلى حرب شرسة ضد الفنان إيمان البحر درويش، الذي لطالما طالب بمحاكمة هؤلاء، وكلّف "شاكر" محاميه بتحريك بلاغات كيدية ضد "درويش"، والتي تم حفظها بمعرفة النيابة.
وأصدرت نقابة المهن الموسيقية، قرارًا بإيقاف الفنان إيمان البحر درويش، عن الغناء بسبب غنائه بحفل داخل نادي النصر الرياضي دون الحصول على تصريح من النقابة أو سداد الرسم النسبي الخاص بالنقابة معتبرينه أهدار المال العام، وهو ما جعل إيمان البحر درويش، يدخل في أزمة صحية مفاجأه بسبب ما آلت إليه الأمور، لاسيما وأن هناك قرار بإدانته من النقابة، بينما من ثبت عليهم الفساد بالنقابة "أحرار طلقاء دون إدانة"، على حد وصفه.
نقابة المهن التمثيلية
تعرضت نقابة المهن التمثيلية، مؤخرًا إلى عدد من الأزمات في ظل وجود النقيب الحالي الدكتور أشرف زكي، والذي قدم استقالته من المنصب أكثر من مرة قبل العدول عنها، ولكن ما حدث خلال الأيام الماضية من عدد من الفنانين المعترضين على وجود الفنان أشرف زكي، كنقيب يعتبر هو التصعيد الأول من نوعه، لاسيما وأنه هز منصب النقيب وجعله يقدم استقالته بعدما وجه عدد من أعضاء نقابة المهن التمثيلية أصابع الاتهام له بسبب التردي الذي طال النقابة خلال رئاسته، بجانب بعض السرقات التي حدثت مؤخرًا ومنها مبلغ 2000 جنيه، والذي تم سرقته عن طريق أحد العاملين بالنقابة، قبل أن تلقي قوات الشرطة القبض عليه، بينما تدخل الدكتور أشرف زكي، لإخلاء سبيل المتهم، إلا أن الأخير هاجم النقيب بقوة بعد خروجه.
دخل في خط الهجوم على النقيب عدد من الفنانين عبر صفحات السوشيال ميديا، وبدأوا في شن هجوم عنيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما جعله يتشبث باستقالته دون ذكر أسباب مقنعة، وقال "زكي"، "إن المناخ غير مناسب للعمل العام، وأن هناك جهدًا مضاعفًا يقوم به بشكل مستمر، وأنه كَلَّ ومَلَّ من الجهود التي يقدمها دون تقدير ذلك من عدد كبير من الأعضاء، وأن هناك ضغوطًا مستمرة عليه، وكأنه هو الذي يملك شركات الإنتاج في مصر".
بعض نجوم الفن طالبوا "زكي"، بالعدول عن قرار استقالته وعلى رأسهم النجمتين نادية لطفي ومديحه يسري، واجتمعت يوم الجمعة الماضي الجمعية العمومية للبت في استقالة النقيب، وشهد الاجتماع هتافات مؤيده للنقيب، بينما اعترض البعض على استمراره في منصب النقيب، وكان على رأس المعترضين الفنان فاروق الفيشاوي، الذي طالبه بعدم العدول عن استقالته.
وقال الدكتور أشرف زكي، إن هناك بعض الأشخاص يحاولون سرقة النقابة والنادي الخاص بها، وهم نفس الأشخاص المعترضين على استكمال مسيرة نجاحي كنقيب للمهن التمثيلية، مطالبًا بتفويض من الجمعية العمومية لشطب هؤلاء، مؤكدًا أن مشروع الإسكان في طريقة للانتهاء وأنه يبذل قصارى جهده لتسليم الوحدات للأعضاء.