في مصر شوارع بأسماء حكام أجانب كتب المؤرخون عن ظلمهم لشعب مصر، بل ارتكب بعضهم مذابح بشعة بحق المواطنين، ونظرا لأن الأجيال الحالية لا يعرفون لما سميت هذه الشوارع بأسماء الطغاة الذين قاموا بتعذيب المصريين في عهدهم، وجب تسليط الضوء تاريخيا حول بعض تلك الأسماء الملطخ أياديأصحابها بدماء أهل البلد.
وما يطرح بدوره التساؤل بشأن عدم استبدال أسماء الغزاة من الشوارع ليحل محلهم أسماء القادة الوطنيين بدءا من التاريخ المصري القديم وحتي عصرنا الحالي، ومن أشهر هذه الشوارع الموجودة في مصر شارع الخليفة المأمون، شارع سليم الأول، شارع هارون الرشيد، شارع قرة بن شريك، شارع ابن سندر.
-الخليفة المأمون قاتل المصريين
يعتبر شارع الخليفة المأمون من أكبر شوارع القاهرة، إذ يمتد من ميدان العباسية إلى ميدان روكسي.
وقد أوصى الرشيد أن تكون الولاية لابنة الأمين ثم لأبنه المأمون، ولكن الأمين أعلن أن البيعة لابنه موسي. فنشب نزاع بين الأمين والمأمون انتهي بقتل الأمين والبيعة للمأمون.
ونفذ أمر القتل عبد الله بن طاهر قائد جيش المأمون، وكان الشعراء في وقت خلافة المأمون هم من يتولون الدعاية لأي حاكم مستبد، وكانوا يفعلون هذا ليتقوا شره والحصول على الأموال و الاقطاعيات المنهوبة من الشعوب المحتلة، لذلك بعد أن قتل المأمون أخاه الخليفة محمد الأمين وصار المأمون هو الخليفة الجديد، سبح خطباء المساجد والشعراء بحمد الخليفة المأمون.
كان الخليفة المأمون هو سابع خلفاء الدولة العباسية، وشهد عصره بعد خلافه مع أخيه الأمين فتن متعددة أبرزها فتنة خلق القرآن، ورغم فترته التي خاضها في حروب مع الروم ودوره في نشر العلوم الإسلامية حتي وفاته في أراضي الدولة البيزنطية في آخر معاركه ضدها، لكن تبقي الذاكرة المصرية غير محبة للخليفة المأمون والسبب في ذلك علاقته بأقباط البشمور.
تقع منطقة البشمور علي ساحل الدلتا بين فرعي رشيد ودمياط، وفيها اندلعت ثورة الأقباط في مصر عام 830 م، عندما ثار أهل مصر، بدا من منطقة البشمور، ثم انضم إليهم أهل باقي المناطق من الوجهين البحري والقبلي، على الحاكم العباسي بسبب ظلمه واستبداده وتشديد الخناق حولهم، فأرسل الخليفة العباسي "المأمون" جيشه لمنع الثورة بالقوة المفرطة، ورفض "أهل مصر" الاستسلام واستمروا في الثورة إلى أن جيوش "المأمون" نجحت في سحقهم فأهلكوهم وقتلوهم بالسيف ونهبوهم وأخرجوهم من مساكنهم وأحرقوها بالنار، ومن جرائم الخليفة المأمون الأمر بقتل أحد الشعراء لمجرد أنه مدح خصما له.
سليم الأول قاتل البطل القومي طومان باي
على مقربة من قصر الطاهرة، يقع شارع "سليم الأول" سلطان تركيا ومن المعروف عنه انه خائن فقد خلع أباه من الحكم وقتل اخوته، كما قتل نحو أربعين ألفا من الشيعة.
وتقدم السلطان سليم إلي مصر ومعه رسالة إلي "طومان باي" قال فيها إن الله أوحي إلي أن أملك البلاد شرقا وغربا.
ومن جرائمه أنه اجبر أفضل الصناع والفنانين المصرين علي الذهاب إلي اسطنبول.
وذكر المؤرخ المصري "محمد بن إياس" الذي كان معاصرا لأحداث الغزو العثماني علي مصر أن السلطان سليم الأول عندما قرر العودة إلى القسطنطينية أمر بحبس ألفين من المصريين من رجال الحرف والصناعات وكبار التجار، وكذلك عدد كبير من القضاة وقام بحبسهم في محافظة الإسكندرية حتى تصل السفن التي ستقوم بنقلهم إلى تركيا.
- السلطان الحرامي
وبحسب المؤرخ فقد قام السلطان بنزع التحف والمجوهرات من المنازل بالقاهرة، كما عمل سليم علي طمس معالم الحضارة في القاهرة، وكان أول مستعمر في مصر افقدها استقلالها وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية.
وقام بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها، كما حل الجيش المصري، فعندما تولي «طومان باي» الحكم في مصر وجمع من جنود المماليك ما استطاع وقابل الجيش العثماني في الريدانية وقاتل هو وجنوده والعامة من المصريين ببسالة وقوة وقتل الكثير من العثمانيين ولكن نجح الجيش العثماني في هزيمتهم بالأسلحة النارية التي لم تكن لدي المصريين.
وكانوا يقطعون رؤوس الجنود ويسيرون بها في الشوارع لإثارة الرعب، وبدا في السيطرة علي مصر وقام بتنصيب أعوانه المناصب العالية في مصر ليتمكن منها.
وقام جنود سليم الاول بحرق البيوت وتدميرها وقتل العامة وتعذيبهم، ودنسوا المساجد وخاصة جامع الأزهر وابن طولون، وانتشرت الجثث في الطرقات، والناس غير قادرين علي دفن موتاهم لانتشار عسكر السلطان وقيامهم بقتل كل من
يجدونه مارا بالطريق.
وعندما عرف بقدوم "طومان باي"مرة ثانية جمع الأمراء المماليك الذين أعطاهم الأمان وضرب أعناقهم وساروا برؤسهم في الشوارع، وألقي بجثثهم للكلاب، وكانت نسائهم تدفع الرشاوي للحراس لأخذ الجثث ودفنها.
وكاد "طومان باي" أن يتمكن من السلطان سليم ولكن هزم بسبب قلة جنوده وقلة السلاح، وقام سليم الأول بقتل "طومان باي " شنقاً علي باب زويلة، هكذا كان ظلم سليم الأول لشعب مصر.
شارع قرة بن شريك
يوجد شارع كبير بالجيزة سمي "قرة بن شرك"، وهو من أمراء بني أمية تولي ولاية مصر سنة 90 هجرية، وعرف بأنه كان سئ التدبير خبيثا ظالما، وكان يشرب الخمر في المسجد طول الليل، وكان يقول لنا الليل ولهم النهار، وكان أشر خلق الله وفي شهادة "عمر بن عبد العزيز"عن ظلم الحجاج وغيره، قال الحجاج بالعراق، والوليد بالشام، وقرة بن شريك بمصر، فالأخير لم يكتف بجباية الجزية والخراج من المصريين وإنما فرض عليهم ضرائب جديدة، مثل ضريبة الطعام كما أنه أصدر أوامره لولاته في أقاليم مصر بعدم مغادرة
الفلاحين لأراضيهم إلا بتصريح، وفي عهده هجر الفلاحون أراضيهم، وهناك أكثر من مصدر من مصادر كتب التاريخ تأكد علي أن "قرة بن شريك"، من الولاة المرتشين، فقد أخذ كل أموال بيت المال بمصر وهرب بها إلي الأردن بعد عزله عن مصر فتمت مطاردته والقبض عليه، وتمت مصادرة ما معه من أموال.