اعلان

حمدي الكنيسي: الرئيس لا يوجه الإعلام.. ورأس المال و"الأجندات الخاصة" تسيطر على "الفضائيات".. وبرامح "التوك شو" تحولت إلي خطر يهدد الأمن القومي (حوار)

لم يخف حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة الأسبق استياءه الشديد من حالة الفوضي التي تسيطر علي الساحة الأعلامية في الوقت الراهن، مؤكدا في حوار من العيار الثقيل أن هذه الفوضى تشكل خطر فادحا علي الأمن القومي المصري وتهديدا للعلاقات الدبلوماسية بين مصر دول الجوار..

واعتبر الكنيسي في حوار لـ «أهل مصر» أن ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة إستمرار للنهوض بالوطن.. وإلى نص الحوار.

ـــ بعد بدء عمل نقابة الإعلاميين.. كيف تري خطى النقابة ؟

تعمل النقابة بخطي واضحة بل تزداد مع الوقت من حيث خدمة أبناءها وما إلى ذلك، لكن لا ننكر أن أي شئ في بدايته من الطبيعي أن يواجه بعض العوائق، لكن دوري كنقيب بجانب الزملاء من أعضاء النقابة هو تذليل العقبات، وقريبا سوف يكون هناك مقار خاصة بالنقابة. 

ـــ بعد أن تم إعداد ميثاق الشرف الإعلامي.. ما هو دوره داخل النقابة وما هي أليات تطبيقه ؟

يعد ميثاق الشرف الإعلامي من أفضل المواثيق التي تم إعدادها في تاريخ المواثيق المهنية، لما له من دور كبير وفعال في تنظيم صفوف الإعلاميين وعمل النقابة ككل، لكن ما ننتظره هو استلام المقرات الخاصة بالنقابة لإجراء الانتخابات، وحتي هذا الحين لن يقصر أي عضو من اللجنة المختارة في خدمة أبناء نقابتنا بموجب الصلاحيات المخولة لنا من قبل الحكومة.

ـــ أصبحت معظم برامجنا إما عن النميمة أو تفسير الأحلام والخزعبلات .. فهل هناك أيدي خفية تعبث في هويتنا العربية وكيف يمكن ردعها ؟

تلك البرامج جزء من الأخطاء والتي تصل إلي حد الخطايا والتي كانت نتائجها تسمية إعلامنا بالإعلام «الطائش» هذه التصرفات تتفق مع أهداف أعدائنا في ضرب القيم والمبادئ، ومجرد تطبيق تلك الأخطاء فهي كارثة لنا وفوز لأعدائنا كما أنني أعتقد أن ما يحدث الآن في الإعلام هي «الفوضى الخلاقة»، التي أعلنت عنها أمريكا من قبل .

ـــ تعددت برامج التوك شو.. حتى تحولت لدولة داخل الدولة تنتقد من تشاء وتمجد من تشاء ؟

من أخطاء الإعلام أن البعض تصور أن برامج التوك شو جمهورية مستقلة ليس لها ضوابط ولا روابط تنتقد من تشاء حسب أهوائها وتوجهاتها ناهيك عن انتهاك الأعراض والإساءة لرموز البلدان الأخرى حتى ولو تسبب في قطع العلاقات بين مصر والدول الأخرى، لذلك لابد من وضع قيود لمثل تلك البرامج ولكن رغم التوجهات الخاطئة إلا أن وعي الشعب المصري يستطيع أن يبتعد ويحارب تلك البرامج تدريجيا .

ـــ بعد إيقاف عدد من البرامج لمخالفتها الأداب العامة وأخرهم برنامج انتباه لمني عراقي .. ما هو موقف النقابة من تلك المهاترات ؟

نقابة الإعلاميين هى المسؤولة عن محاسبة الأشخاص المخطئين والمخالفين لأداب المهنة المتعارف عليها.، إنما في الفتره الأخيرة تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام علي إعتقاد منه أننا كنقابة لسنا مخولين لمحاسبة المخطئين، الأمر الذي عطل قرارات النقابة لمحاسبتهم.

ـــ لكل إعلامي محطات في تاريخه المهني لا تنسي .. فما هي أهم تلك المحطات ؟

من المؤكد أن أهم محطاتي تمثلت في التحاقي بالإذاعة فأنا منذ الصغر كنت مولعا بالكتابة ونظرت للإذاعة باعتبارها نوعا من أنواع الصحافة ولكن بشكل مختلف ومن ثُم جاء انتقالي إلي إذاعة صوت العرب بعدها تطوعت كمراسل حربي علي الضفة الشرقية أثناء حرب أكتوبر المجيدة ، ففكرة تطوعي أعتبرها دورا وطنيا قبل كونه دورا مهنيا فرسائلي من جبهة القتال "صوت المعركة" كان لها تأثير كبير علي الجبة الداخلية.

ـــ هل توقف صدي هذا التأثير علي الصعيد الداخلي فقط ؟

علي العكس امتد هذا التأثير داخل إسرائيل وذلك عقب تدشين لجنة «جرانت» لمناقشة البرنامج المصري المٌعادي «صوت المعركة» بين متحدثي اللغة العربية من الإسرائيليين، وبعدها عملت خبيرا دوليا للإعلام باليونسكو، ثم مستشار مصر الإعلامي في إنجلترا والهند، وتم انتخابي عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، أمين عام مهرجان الإذاعة والتلفزيون ، رئيس مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون، رئيس إذاعة الشباب والرياضة ، رئيس إذاعة صوت العرب ،عضو مجلس إتحاد الكتاب ، وأخيرا رئيس الإذاعة .

ـــ كان للإعلام تأثيرا كبير علي الرأي العام في السابق غير أنه لم يعد كذلك . لماذا؟

كثيرا ماكتبت مقالات وأخبارا وتحدثت في برامج مختلفة عن حالة التردي والانهيار للإعلام فالرئيس اشتكى من الفوضى الإعلامية وكان عنوان إحدي مقالاتي «الرئيس يشكو فمن إذا بيده الأمر»، وكي نرجع للإعلام هيبته وننتشله من الانهيار فلابد لنقابة الإعلاميين كما سبق وأن ذكرنا تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي بعد أن تم الإنتهاء من إعداده وتقديم مدونة للسلوك الإعلامي ، ومراجعة ومحاسبة الإعلاميين سواء كان القطاع العام أو القطاع الخاص ، كما أنني قدمت مشروع القانون الإعلامي للرئاسة وتمت الموافقة عليه.

ـــ الإعلام المصري في حالة فوضي ..فمن هو المسئول عن تلك الفوضى رأس المال أم جهات أخرى ؟

أعتقد أن من يوجه الفضائيات في المرحلة الحالية هي رؤى وأفكار بجانب رأس المال، أما بالنسبة للجهات السيادية فأنا لا أعتقد أنها تتدخل وللتأكيد إذا كان رمز السلطة وأكبرها مقاما هو الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يفرض سيطرته بل قال أنه سوف يشتكي الإعلام للشعب .

ـــ اتجهت الكثير من فئات الشعب للفضائيات الخاصة .. فلماذا غاب التلفزيون المصري عن المنافسة ؟

لم يغب التلفزيون إنما تراجع دوره نتيجة لمشاكل مادية وضعف بعض الإدارات التي لا تجيد فنون الإدارة وإثارة حماس العاملين فالإعلام العام في ماسبيرو في رأي يمتلك إمكانيات وطاقات مادية وبشريه هائلة تسمح له بأن يستعيد دوره بشكل كبير ، كما أنني سوف أقدم تصوري لتطوير الإعلام.

ـــ هناك مستندات تثبت فساد وإهدار الميزانية في التليفزيون أمام النائب العام والجهاز المركزي للمحاسبات .. ما هو تعليقك ؟

إذا كانت المستندات حقيقية فعلي الجهاز المركزي للمحاسبات التحرك بسرعة، خاصة وأن الدولة ضد أي فساد .

ـــ ظهر مؤخرا عدد من النقابات الوهمية التي تحمل اسم نقابة الإعلاميين.. فما هو تعليقك علي ذلك ؟

للأسف يوجد عدد كبير من النقابات المزيفة المنتشرة التي تحمل اسم الإعلاميين، وبالفعل تم تحويل أحد هذه النقابات الزائفه للتحقيق، هذه النقابات ظهرت في حالة من الفوضي، فتلك النقابات الوهمية تحصلت على أراضٍ في مختلف محافظات الجمهورية ، تحت اسم نقابة الإعلام ، لكننا لن نقبل أي نوع من أنواع محاولات النصب واستغلال المواطنين.

ـــ الإنتخابات الرئاسة علي الأبواب.. فما هو دور النقابة للتغطية السليمة ؟

اتفقت نقابة الإعلاميين على أن تنظيم دورات تدريبية للإعلاميين المنوط بهم تغطية الانتخابات الرئاسية المقبلة، لضمان الالتزام بالمعايير المهنية، كما أننا كنقابة سنتابع بكل حزم ونرصد المخالفات التي تصدر عن الإعلاميين والمراسلين في تغطية الانتخابات الرئاسية ولن نتهاون في محاسبة المخطئ.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً