كتب التاريخ اسماء بعض الملكات بحروف من ذهب بسبب ما استطعن انجازه وتحقيق الانتصارات والمجد الحربي والمجتمعي ايضا خلال فترة تواجدهن في الحكم، بينما خط أسماء بعض الملكات لقوة باسهن وشخصياتهن التي قهرت كبار الملوك، ونستعرض في السطور التالية بعض من هؤلاء الملكات.
-بلقيس
اسمها معناه في اللغة شعاع الشمس، ويتألف من مقطعين، "بلق" ويعني اسم حجر يعكس شعاع الشمس، و"إيس" ويعني آلهة الشمس، وهي ملكة حضارة سبأ في اليمن القديم، وخلدها القرآن الكريم، حيث كان لها شأنا عظيما في قصتها المعروفة مع نبي الله سليمان.
وكان والد بلقيس ملكًا ورثت الملك عنه في الوقت الذي استنكر رجال الدولة توليها العرش وقابلوا هذا الأمر بالاستياء، فكيف تتولى زمام الأمور في مملكتهم امرأة، وأثار الطمع في قلوب الطامحين الاستيلاء على مملكة سبأ، ومنهم الملك "عمرو بن أبرهة" الملقب بذي الأذعار، فحشر جنده وتوجه نحو مملكة سبأ بغرض الاستيلاء عليها.
علمت بلقيس ما ينتويه ذي الأذعار فتخفت في ثياب أعرابي ولاذت بالفرار، ولكنها قررت العودة بعد أن عم الفساد أرجاء مملكتها فقررت التخلص من ذي الأذعار، ودخلت عليه ذات يوم في قصره وظلت تسقيه الخمر وهو ظانٌ أنها تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه، استلت سكينًا وذبحته بها.
وازدهرت المملكة بعد حكم بلقيس، وتمتع أهل اليمن بالرخاء والحضارة والعمران والمدنية، ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة. ومما أذاع صيتها وحببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب الذي نال منه الزمن.
-كليوباترا
كليوباترا أي الفتاة التي لها اب مجيد، ويشير التاريخ إلى أن هناك 7 حاكمات لمصر امتلكن لقب كليوباترا، أشهرهن كليوباترا السابعة، وهي آخر حاكمات مصر البطلمية، وسبب شهرتها يعود لارتباط قصة حياتها بيوليوس قيصر، كانت كليوباترا امرأة ذكية استخدمت ما لديها من جمال وثقافة لتوفير مستقبل آمن لشعبها، وتميزت بذكاء وطلاقة لسان.
و كليوباترا السابعة تولت الحكم وهي تبلغ من العمر 18 عامًا حيث كانت تكبر شقيقها بنحو ثماني سنوات، فأصبحت هي الحاكم المهيمن، ووقع الملك بطليموس الثالث عشر تحت تأثير مستشاريه الذين عملوا على ابعاد كليوباترا وطردها من الإسكندرية للانفراد بالسلطة، فلجأت إلى شرقي مصر واستطاعت تجنيد جيش من البدو لاستعادة موقعها.
نجحت كليوباترا في اختراق صفوف خصومها بعد أن حاول أخيها بطليموس الثالث عشر التقرب إلى القيصر حيث وجدها فرصة لاعلان ولائه الكامل، وعمل قدر طاقته على تملّقه والتقرب اليه، هكذا بدأت علاقة تاريخية بين قيصر وكليوباترا في القصر الملكي، فقد قرر الوقوف إلى جانبها واعادتها إلى عرش مصر.
-زنوبيا
يعود هذا الاسم إلى اللغة اليونانية ويلفظ بأكثر من طريقة زينة، وزيناي، وزينيا، يعني الفتاة التي وهبتها الآلهة الحياة، أي جوبيتر، أو كبير الآلهة اليونانية زيوس، وهي حاكمة تدمر إحدى مدن بلاد الشام في القرن 3 الميلادي، وقد استطاعت أن تقود قومها إلى نهضة شاملة وقوة عسكرية طامحة.
-سميراميس
يعني اسمها سيدة البلاط الملكي، أو الحمامة، وهي ملكة آشورية أصلها من بابل، حكمت الإمبراطورية الآشورية 42 عامًا بالشراكة مع زوجها، واستمرت في الحكم 5 أعوام بعد وفاته.
وتميزت سميراميس بجمالها الفتان وحكمتها وحدة ذكائها وقوة غموضها، وبدأت سميراميس حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدًا لزوجها الملك نينوس، كما أشرفت على بناء مدينة بابل الضخمة.
-حتشبسوت
تعد أذكى النساء اللواتي حكمن مصر قديمًا، لقبت بألقاب الرجال، ولبست ملابسهم، تميز عصرها بالسلام والأمن والاستقرار، واهتمت بالبناء والتشييد، وكونت علاقات تجارية مع الدول المجاورة.
وأرسلت حتشبسوت ايضا بعثتين تجاريتين إلى بلاد بونت لجلب البخور والعاج والأحجار الكريمة والأخشاب وجلد الأسود، استمر حكمها لمصر 20 عامًا تميزت بالرخاء.