على الرغم من تشكيل الاتحادات الطلابية في الجامعات الحكومية واكتمالها في جميع الكليات، إلا أن النشاط الطلابي لا يزال يسجل غيابًا ملحوظًا، وظلت ساحات الجامعات مفتقدة لوجود الأسر والأنشطة التي كانت تزين أروقتها.
وسيطرت حالة الركود الطلابي التي شهدتها الجامعات منذ أكثر من عامين، بشكل كبير على الوضع داخل جميع الجامعات، من حيث مشاركة الفرق والنوادي والجمعيات بالجامعة، وأرجع الطلاب والأساتذة هذا الغياب لأسباب متعددة، فرأى بعضهم أنه بسبب التشديدات الأمنية لحصولهم على تصريحات تتيح لهم التواجد داخل الجامعة، ورأى البعض الآخر أن السبب الرئيسي هو غياب دور الاتحادات الطلابية.
بينما يرى فريق آخر أن انشغال إدارات الجامعات بـتهدئة واستقرار الأوضاع داخل ساحتها وتجميد نشاط الأسر الطلابية، إضافة إلى إجراء الانتخابات قبل امتحانات الفصل الدراسي الأول مباشرة، كان له أثرًا سلبيًا كبيرًا على الأنشطة الطلابية، وصل لاختفائها تمامًا العام الماضي والفصل الدراسي الأول.
واقتصرت الأنشطة الطلابية داخل الجامعات خلال العامين الماضيين على الفعاليات التي تنظمها إدارات الجامعات، ما خلق حالة وصفها طلابًا بــ«الباهتة ذات الطابع الرسمي» داخل ساحات الكليات.
وقالت هدى محروس، الطالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن الأمور في الجامعة «روتينية» ولا شىء سوى الدراسة والندوات التقليدية التي تنظمها إدارة الجامعة.
وأشارت محروس إلى أنها لم تسمع عن الأنشطة التي زعمت الاتحادات القيام بها إلا من بعض زملائها المشتركين بالأنشطة، موضحة أن هناك طالبات حتى الآن لا يعلمن عن النشاط الطلابي نتيجة محدوديته وعدد المشاركين فيه المحدود.
ويرى منصور علي، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن التصريحات الأمنية وتصريحات إدارة الجامعة، شرط إقامة بعض الفعاليات أثر بشكل كبير دفع الطلاب على العزوف عن ممارسة الأنشطة داخل الجامعات، وذلك تخوفًا لما لما يترتب عليها من عقوبات إدارية، وتأخر هذه التصريحات الذي يعطل مسيرة النشاط.
وأوضح منصور أنه كان يشارك في فريق مسرحي كونه بصحبه زملائه عندما كان في الفرقة الأولى، إلا أن تلك الإجراءات، اضطرته بصحبة زملائه إلى إقامة الحفلات خارج الجامعة وعلى نفقتهم الخاصة منذ أكثر من عامين.
من جابنه نفى أسامة المرشدي رئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس، محدودية وغياب النشاط الطلابي في الجامعة، مؤكدًا أن الاتحاد شارك وأطلق خلال الشهر الماضي وإجازة الفصل الدراسي الثاني، 7 مشروعات منها رحلتين للأقصر وأسوان، والأخرى لشرم الشيخ.
وأضاف المرشدي أن الاتحاد شارك باسم الجامعة بمسابقة الطالب والطالبة المثالية إضافة لناشطين في لجنة الكشافة بمشاركة 15 كلية في الجامعة، مؤكدًا أن الاتحاد لديه العديد من الأنشطة التي سيتم اطلاقها خلال التيرم الثاني لتشمل أكبر عدد ممكن من الطلاب.
ويرى الدكتور عبدالله سرور الأستاذ الجامعي، و أمين نقابة علماء مصر، أن القيادات الجامعية تخشى الأنشطة الحقيقية للطلاب، لعدم رغبتها في زيادة التجمعات الطلابية داخل الحرم الجامعي لأهداف وأغراض معينة.
وأرجع سرور أسباب عدم ظهور نشاط طلابي حقيقي وملموس داخل الجامعات لعدة أسباب أبرزها محاولات رؤساء الجامعات ومن قبلهم المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي، تهميش دور الطلاب الحقيقي، لرغبتهم الواضحة في السيطرة على الطلاب، حسب وصفه.
من جهته قال محمد كمال، المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، إن سبب عزوف الطلاب عن المشاركة في الأنشطة الطلابية، وخاصة الانتخابات السابقة سببها استغلال الاتحادات السابقة لهم بغرض سياسي وحزبي، وتحول الآراء جميع الأنشطة لأهداف بعيدًا تمامًا عن دور الاتحاد في التوعية وتقديم الخدمات.
ويرى كمال أن إجراء الانتخابات الطلابية قبل امتحانات الفصل الدراسي الأول مباشرة، كان سببًا رئيسيًا في غياب الأنشطة خلال إجازة التيرم، نتيجة ضيق الوقت اليت قابل الاتحادات الجديدة وصعّب عملية تناغمها وعدم سماح الوقت بممارسة الأنشطة وتنظيم الفعاليات الطلابية التي كانت تشهدها الجامعات في إجازة منتصف العام.
نقلا عن العدد الورقي.