رصدت أهل مصر" رحلة 6 ساعات من الوجع والرعب بقرية أبوالخاو مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، حيث واجه أهالى القرية وزير النقل والمواصلات، بصرخات وصيحات غضب كتعبير عن مأساءة عاشها المئات من أهالي القرية طوال ما يقرب من 6 ساعات متواصله خلال ظهر اليوم الأربعاء فى عمليات نقل أكثر من 12 ضحية و39 مصاب سقطوا جراء حادث تصادم قطاري ركاب وأخر بضائع بخط السكك الحديدية الواصلة بين مركزي "كوم حمادة أبوالخاو" وهو ما أثار حفيظة الأهالي وأصابهم بحاله من الصدمهم ودفعهم إلى إلغاء ثلاث أفراح زفاف والتضامن مع الحادث وأعلان الحداد والمشاركة فى حملة للتبرع بالدم للمصابين بمستشفيات بدر النجاح والدلنجات وكوم حماده العام.
ومن موقع حادث تصادم القطارين المشئوم رصدت "أهل مصر" تداعيات الحادث ومأساة نقل الجرحي والمصابين وبطولات أهالي القرية التى تلخصت فى مساعدة أفراد الشرطة والداخلية وهيئة الإسعاف فى نقل المصابين والضحايا فى سياراتهم حتى مواقع المستشفيات المذكورة حسب روايات شهود العيان للحادث.
سمعنا صوت تصادم كقنبلة ورفعنا الجثث داخل سيارات نقل إلى مستشفيات لإنقاذ الضحايا والمصابين التى أصبحت أشلاء جثث أقاربهم متناثرة أمام أعينهم وهم فى حاله انهيار كامل والدموع تنهمر من عينهم على وجههم وسط حاله هيسترية لا يمكن أن يتحملها إنسان بسبب آلامهم وحسرتهم على من فقدوهم من ذويهم وأطفالهم من صغار السن فى الحادث الأليم.. "بتلك الكلمات التقط خيط الحديث عمدة قرية أبوالخاو الحاج محمد نوساني لافتًا بقوله "إحنا فوجئنا وقت أذان صلاة الظهر العشرات من الأهالي يهرولون من البر الشرقي للقرية من ناحية محطة السكة الحديد بالقرية إلى البر الغربي سعيا فى الوصول لنا والاستغاثه بالمسئولين والمحافظة لإنقاذ حياتهم وأرواحهم".
وأشار عمدة القرية إلى أن كبار مشايخ وومثلي العائلات من القرية انتقلوا وبرفقتهم نسائهم وأطفالهم إلى موقع حادث تصادم قطار البضائع والركاب الذي يقع على بعد مايزيد من 345 متر من داخل الطريق المؤدي للقرية من ناحية مزارع الفراولة المنتشرة فى بطن صحراء الجبل مضيفًا أن أخطر الجهات الأمنية والتنفيذية بالحادث وباشر عمليات نقل المصابين والضحايا إلى سيارات الإسعاف.
وتابعت "رقية أحمد" ربة منزل من أهالي القرية "العشرات من الفتيات جمعوا أوراق الشجر واستعانوا بالعمال من زملائهم بالمزارع سعيا فى الحصول على قطع أوراق من الجرائد للتغطية دماء جثث الضحايا ونقل المصابين بواسطة الدراجات النارية والتروسكيل وعربات النقل إلى بر ترعة التوفيقية لنقلها داخل سيارات الإسعاف التى عجزت عن دخول القرية بسبب كثر أعطال معدية الترعة النيلية المؤدية إلى مدخل القرية وموقع الحادث حسب قولها.
كما أوضحت أن رجال وعمال المزارع قد شكلوا لجان شعبية لنقل الضحايا والمصابين فضلا عن التبرع بدمائم من خلال تخصيص سيارة إسعاف والذهاب إلى المستشفيات التى استقبلت حالات المصابين وتحفظت على جثث الضحايا الذين سالت دمائهم فوق قضبان السكك الحديدية بموقع الحادث لافتة بقولها "ياريت المسئولين يحسوا بدماء الضحايا والمصابين واحنا تعبنا من كثرة الاستغاثات بوزارة النقل سعيا فى تطوير محطة سكك حديد القرية ورفع وتطوير كفاءة المزلقان الواقع داخلها على بعد 150 متر من موقع تصادم القطارين".
وأفادت مصادر بهيئة الإسعاف بمحافظة البحيرة بأن قرية أبوالخاو موقع الحادث شبه معزولة والعبور إليها لا يكون سوى من خلال معدية نيلية وهو ما تسبب فى صعوبة الوصول إلى موقع الحادث والتأخر فى نقل الضحايا والمصابين إلى مستشفيات العامة سعيًا فى علاجهم ورعايتهم طبيا.
وفي المقابل أجرى المهندس حازم الأشموني سكرتير مساعد محافظة البحيرة جولة تفقدية بموقع الحادث وأصدر توجيهاته إلى رئيس مجلس مركز ومدينة كوم حمادة بضرورة حصر أعداد المصابين والضحايا والتواصل مع مسئولي مديرية الصحة وهيئة السكك الحديدية ووزارة النقل والمواصلات سعيا إلى رعاية المصابين والضحايا وإزالة أثار الحادث وتطوير موقعه حفاظا على الصالح العام.
كما شدد "الأشموني " على ضرورة التحرك العاجل في تعليماته إلى مساعديه على ضرورة التواصل مع أهالي قرية أبوالخاو ووضع جدول زمني لصيانة قضبان السكك الحديدية بالتنسيق مع الجهات المعنية وتلبية احتياجات الأهالي فى الأسابيع القادمة.