"أنا صرصار وأنت أيضًا" عنوان أطاح بصاحبه، وربما تسبب في نهايته كرئيس تحرير لصحيفة كبرى هي "الوطن".
مجدي الجلاد كان رئيسًا لتحرير "المصري اليوم" وبعدها انتقل إلى رئاسة تحرير "الوطن" بالتزامن مع تقديمه برنامج "لازم نفهم" على فضائية "CBC" التي يملكهما رجل الأعمال محمد الأمين.
ثم بدأت أزمته مع النظام حينما كتب مقالًا بعنوان "أنا صرصار وأنت أيضًا" حيث ساوى فيه بين الدولة والإخوان.
هذه الأزمة استثمرها رجل الأعمال نجيب ساويرس، عندما عرض على الجلاد إقامة صرح صحفي كبير، أو بالأحرى مؤسسة إعلامية كبرى، على أن يتولى رئاسة تحريرها، وبدأت بالفعل الخطوات الفعلية لوضع هذا الكيان الإعلامي والصحفي على أرض الواقع.
ساويرس والجلاد أنهيا جميع الإجراءات المتعلقة بإقامة هذا الصرح الإعلامي الذي ينتظره منذ فترة ليست بالقليلة جميع مثقفي وصحفي وإعلامي مصر، ناهيك عن اتفاق مجدي الجلاد مع عدد من الذين عملوا تحت رئاسته في صحيفة "الوطن" للانتقال إلى مؤسسة ساويرس الإعلامية الجديدة ومن بينهم عدد من الأسماء الصحفية اللامعة ورؤساء تحرير وأقسام، كما قام ساويرس بشراء مقر وصف بالضخامة ليكون مجمعًا يضم المؤسسات الصحفية التي يملكها رجل الأعمال مثل موقعي "مصراوي" و"فيتو" ووكالة أنباء "أونا" في مبنى واحد.
فكرة مؤسسة ساويرس الإعلامية الجديدة تقوم على جمع جميع هذه المؤسسات الصحفية تحت سقف واحد، يديرها جميعًا مجدي الجلاد، عبر غرفة صناعة أخبار موحدة، تكون وظيفها توزيع الأخبار عن جميع هذه المواقع، على أن يتولى الجلاد هذه المهمة، وهو ما خلق نوع من التذمر داخل هذه المؤسسات القائمة والموجودة بالفعل، حيث لا يعرف حتى الآن أي من رؤساء تحرير هذه المؤسسات الصحفية مواقعهم من الإعراب، أو كيفية التعاون في غرفة أخبار واحدة مع بقية المؤسسات الصحفية التي يملكها ساويرس ودمجها في كيان إعلامي ضخم.
إلى الآن يبدو الأمر طبيعيًا لا شئ فيه، بيد أن المعضلة تجلت مع رفض الأمن منح ساويرس والجلاد ترخيصًا للمؤسسة الإعلامية الجديدة، في خطوة عدها كثير من المحللين ورقة ضغط على رجل الأعمال وكاتبه.
فيما يرجح آخرون أن تُحل هذه الأزمة قريباً عبر صفقة، ربما يكون تنازل ساويرس عن قناتي "ON TV" وبيعهما لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، المقابل الذي يدفعه نجيب للحصول على تصريح مؤسسته الإعلامية الجديدة، فهل تتم الصفقة على هذا النحو أم أن الأمن سيصر على موقفه الرافض لمنح التصريح لرجل الأعمال المشاكس نجيب ساويرس، ليبحث هو ورئيس تحريره مجدي الجلاد عن ثمن آخر يقومان بتقديمه لاتمام الصفقة، سؤال سيظل يرواح مكانه إلا أن يملأ خبر إنطلاق مؤسسة ساويرس الإعلامية الجديدة جنبات الفضاء الواسع.