شهور قليلة وتنطلق البطولة الأكثر مشاهدة في العالم، والحدث الرياضي الأهم في تاريخ الساحرة المستديرة، بطولة كأس العالم روسيا 2018.
ونجح المنتخب المصري في تحقيق الحلم والتأهل إلى المونديال بعد 28 عامًا من الغياب عن العرس العالمي، وذلك بعدما حقق فوزًا مثيرًا على نظيره الكونغولي بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بينهما على استاد الجيش ببرج العرب في الإسكندرية.
شهدت كرة القدم أحداث مجنونة عديدة، منها قتل لاعب وتهديد بالقتل والخطف واقتحام الملعب ومهاجمة اللاعبيين إذا ساءت النتائج، واشتباك بين الجماهير واشتباكات مع قوات الأمن، ونرصد اليوم حدثين مهمين كان بطلهما كأس العالم:
1- قتل لاعب بسبب هدف بالخطأ في مرماه:
دائما ما تشهد بطولة كأس العالم العديد من المفاجأت والأحداث، ولكن لا يصل الأمر إلى حد قتل لاعب لأنه أحرز هدف بالخطأ في مرماه، للأسف حدث هذا للاعب الكولومبي إندريس إسكوبار في مونديال 94 بأمريكا.في البداية استطاع منتخب كولومبيا التأهل لكأس العالم 1994، عن طريق تصدر مجموعته في التصفيات والتي ضمت منتخب الأرجنتين ومنتخب باراجواي وبيرو، حيث تأهل مباشرة للمونديال في مفاجاة كبيرة للاعبيين وللشعب الكولومبي، رفع هذا التأهل من سقف طموحات المنتخب الكولومبي في المونديال، إذ علقت عليه جماهيره الآمال لتحقيق اللقب العالمي وراهن عليه بارونات المخدرات الكولومبية ودفعوا أموالا طائلة للمراهنة على فوز المنتخب الأصفر بمونديال امريكا. وأوقعت القرعة المنتخب الكولومبي بجانب منتخبات أمريكا ورومانيا وسويسرا، وتلقي منتخب كولومبيا خسارة ثقيلة أمام نظيره رومانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف بالجولة الأولي، ولم يبقي للمنتخب الأصفر سوي الفوز في المباراتين المتبقيتين أو فوز وتعادل علي أقل تقدير، للتأهل لدور ال16 من المونديال.وفي الجولة الثانية، اصطدم المنتخب الكولومبي بالمنتخب الأمريكي صاحب الأرض والجمهور، وكلفت هذه المباراة حياة المدافع الكولومبي إندريس أسكوبار الذي سجل هدف بالخطأ في مرماه بالدقيقة "35"، ليخسر منتخب بلاده أمام أمريكا بهدفين مقابل هدف ويودع منافسات البطولة.وعاد لاعبي المنتخب الكولومبي إلى بلادهم محملين بخيبة أمل كبيرة، بعد أن خرجوا من بطولة كأس العالم من الدور الأول، ولكن لم يمر الأمر مرور الكرام علي إسكوبار متسبب الهدف، حيث كان إسكوبار جالسا في إحدى الحانات ليشرح للجماهير الكولومبية ما حدث في المونديال بعد أن رفض لاعبو المنتخب مواجهة الشعب الكولومبي خوفا من ردة فعلهم، لكن ثلاثة من رجال العصابات أطلقوا النار على المدافع وقتلوه في 2 من شهر يوليوعام 1994.وشيع الشعب الكولومبي لاعبه الذي راح ضحية خطأ لم يكن مقصودا في مباراة لكرة القدم، كما شارك في تشييعه الرئيس الكولومبي سيزار غافاريا، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الرياضية والسياسية، قبل أن يتم القبض على الفاعلين، الذين ثبت انتماءهم لعصابة تابعة لبارون المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار.
2- كرويف يضحي بكأس العالم خوفا من تعرضه للخطف
كرة القدم ابتعدت بنفسها كثيرًا عن الصراعات السياسية، إلا أن الأمر لم ينجح فى أوقات عديدة، حيث أن السياسة طغت فى بعض الأحيان على أجواء الساحرة المستديرة، وتسببت فى حرمان الجماهير من الاستمتاع بمشاهدة أحد أفضل نجوم العالم، وهو يلعب فى كأس العالم.هذا النجم كان الهولندي الأسطوري يوهان كرويف الذى رفض أن يشارك مع منتخب الطواحين فى مونديال 1978، رغم وصوله معه إلى نهائي مونديال 1974، وذلك بسبب سياسات الديكتاتور خورخي فيديلا حاكم الأرجنتين آنذاك، الذى قاد انقلابًا عسكريًا فى البلاد، قبل عامين من انطلاق المونديال، والذى اتهم وقتها باعتقال الكثير من معارضيه وخطف الكثير من أطفالهم بهدف الضغط عليهم.ورغم أن منتخب هولندا بأكمله كان يفكر فى عدم المشاركة بالبطولة، مثله مثل الكثير من المنتخبات، إلا أنهم شاركوا جميعا فى نهاية المطاف، ولكن كرويف وحده هو من اتخذ قراره بعدم السفر للأرجنتين، حيث خرج بعد قيادته هولندا للفوز على بلجيكا فى المباراة الفاصلة بالتصفيات 2 0، بهدفين سجلهما بنفسه، قائلًا فى تصريحات صحفية: "لن أشارك فى كأس العالم".ورغم أن ملكة هولندا حاولت بنفسها إقناع كرويف بالمشاركة فى المونديال، إلا أنه رفض الأمر تمامًا، ولكنه كشف بعد ذلك فى تصريحات تليفزيونية أن السبب وراء عدم مشاركته كان رفضه للنظام القمعى فى الأرجنتين، إضافة إلى أنه تلقى تهديدات من جانب بعض المؤيدين لفيديلا بأنهم سوف يخطفونه هو وعائلته حال مجيئه إلى بلادهم.فى نهاية الأمر وصل المنتخب الهولندي إلى نهائي المونديال ولكنه اصطدم بالمنتخب الأرجنتيني، الذى تُوج باللقب بعد فوزه بنتيجة 3 1، وهو الفوز الذى أثار الكثير من الجدل، حيث اعتبرت الصحف الأوروبية والهولندية على وجه الخصوص أن التانجو فاز بلقب البطولة بفضل مؤامرة كبيرة، لتظل بطولة 1978 من أكثر البطولات إثارة للجدل فى التاريخ.